قضايا وأراءوعي

ما نذهب إليه في مصر : انتخابات بلا مرشحين!

منذ الأمس اختفى الفريق سامي عنان بجهة مجهولة، بعدما تم القبض عليه من سيارته واصطحابه منها إلى النيابة العسكرية، وبعدها صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة اللي كلنا سمعناه.

اللي حصل ده بعد يوم من إعلان د.حازم حسني إن بعض مندوبي حملة عنان اللي بيجمعوا التوكيلات تعرضوا لمداهمات لمنازلهم، ومنها قصة مصطفى الشال مدير مكتب سامي عنان اللي الأمن الوطني هدد أسرته، ثم قبضوا على أخوه .. وأيضاً تم القبض على محمد البرهامي منسق حملة عنان في كفر الشيخ.

البيان بشكل صريح يعني انحياز المؤسسة العسكرية لشخص الرئيس الحالي، أولاً لأنه زي ما قلنا سابقاً السيسي أعلن في 2014 ترشحه وهوا لابس البدلة العسكرية، يعني كان لسه في الخدمة أصلاً بخلاف عنان اللي أحيل للمعاش من 2012.

وثانياً لأن عنان نفسه أعلن في 2014 برضه ترشحه في البداية، ثم انسحب في مؤتمر صحفي، ولم يُتخذ ضده أي إجراء، يعني لو دي مخالفة قانونية فعلاً ليه محصلش نفس رد الفعل سابقا؟

فيه كلام قانوني كتير يتقال، زي انه عنان لم يتقدم للترشح أصلاً بشكل رسمي عشان يتقاله تزوير في محررات، أو زي إن ادراجه بقواعد الناخبين بيتم تلقائيا مش هوا الي تقدم بطلب، لكن واقعياً المعنى السياسي للمشهد أهم من كل تحليل قانوني.

رائج :   كيف تنجح في سوق مزدحم بالمنافسين؟

ناس كتير كانت متوقعة إقصاء عنان بسيناريو شكله أهدى وأكثر حفاظاً على صورة القوات المسلحة، زي ان القضية الخاصة بمنع ترشح من جاوز 70 سنة يحكم فيها القضاء المستعجل في 3 فبراير، رغم انها بلا سند قانوني لكن هيا نفس المحكمة اللي تجاوزت صلاحياتها وحكمت بوقف حكم تيران وصنافير .. لكن اللي حصل بالشكل ده اللي يوصل للقبض على رئيس أركان الجيش حتى 2012 كان صادم جداً.

خلال الساعات التالية لبيان القيادة العامة، فوراً صدر قرار بحظر النشر في القضية على كل الصحف الورقية والالكترونية إلا للبيانات الرسمية، وشفنا حملة رهيبة من المبايعات من الجهات الحكومية والإعلامية وحتى الرياضية.

حملة خالد علي كمان خلال الأيام الماضية ظهرت لها عقبات جديدة.

أول امبارح حملة المرشح خالد علي قدمت طلب للهيئة الوطنية للانتخابات لإطلاعهم على عدد توكيلاتهم، علماً بأن ده اجراء بسيط جداً لأن كل التوكيلات مسجلة بقاعدة البيانات، لكن الهيئة ردت ببيان رسمي بالرفض، وأكدت كمان إنه لن يتم التعامل إلا مع التوكيلات الورقية اللي بيقدمها المرشح فقط.

حملة خالد علي طلبت ذلك لأنه تم رصد أكتر من ظاهرة تعرقل التوكيلات، أهمها هو توثيق 5 حالات على الأقل لسرقة التوكيلات من مجهولين بيدعوا انهم من الحملة، في حالة واحدة منها في تلا بالمنوفية فيه سيدة سرقت 400 توكيل حسب كلام متحدث الحملة، واتقدم بلاغ رسمي بالواقعة.

رائج :   6 علامات تخبرك أنك تشارك الشخص الخطأ!

ظاهرة تانية هيا اكتشاف أعداد كبيرة من التوكيلات اللي وصلت الحملة ناقصة البيانات، زي ان الموظف لم يختم أو لم يوقع، وتوكيلات تاني المواطنين أخدوا فيها “نسخة الحفظ” وليس “نسخة المؤيد”، ومش مؤكد الهيئة هتقبل التوكيلات دي أم لا.

حملة خالد علي أجلت تسليم التوكيلات اللي كانوا عايزين يقدموها يوم 25، وأطلقت نداء عاجل للمحافظات المستهدفة. 

دلوقتي بعد اللي حصل مع عنان بالفجاجة دي الحملة قالت انها مجتمعة لبعث كل الخيارات المطروحة أمام خالد علي.

قبل أيام الرئيس السيسي قال “أنا عارف الفاسد مين، عارفهم كويس، لكن لأمانة المسؤولية اللي هيقرب من الفاسدين من الكرسى ده يحذر مني، أنا مش هبقى حكر عليكم، لكن فيه ناس لن أسمح لهم بالاقتراب من الكرسي ده. أنا عارف إنه كان حرامي وفاسد وأسيبه ربنا يحاسبني”
يعني هوا أعلن بنفسه عزمه منع ترشح اللي هوا شايفهم “فاسدين”، في مخالفة صريحة لأي منطق انتخابي، بل لو فيه فاسد وانت بتقول عارفه كويس وسايبه دون أن تقدم أدلتك للمحكمة يبقى انت كمان تتستر على مجرم ودي جريمة قانونية!

رغم اللي حصل مع العقيد أحمد قنصوة، والفريق شفيق، والنائب السابق أنور السادات وكل من فكر يترشح .. ورغم كل الأوضاع المعروفة، كل الانتهاكات اللي جمعناها في صفحتنا لانحياز جهات حكومية وأمنية في حشد أو شراء توكيلات الرئيس السيسي، ده غير أثر الانحياز السافر لوسائل الإعلام، كان خيارنا هوا الاصرار لآخر لحظة على المشاركة السياسية.

رائج :   بعد الأوان .. رسالة من بريد الجمعة

ده بدون ذرة خداع للنفس أو تعامي عن الواقع، ولكن باعتبارها هي الوسيلة السلمية اللي بيد المدنيين للتعبير عن موقفهم والدفاع عنه، ومحاولة كسب هوامش أو حتى تقليل الخسائر.

لكن بعد اللي حصل لا نرى في صفحة الموقف المصري إنه هناك فرصة حتى لأقل شكل ممكن، أو للاستفادة من الانتخابات في حشد المواطنين وتوصيل الآراء والأصوات الأخرى، لذلك موقفنا الحالي هو المقاطعة.
– ندعو حملة المرشح المحترم الأستاذ خالد علي للانسحاب من الانتخابات، وذلك بدون أي تخوين أو مزايدة، ومع كل احترامنا وتقديرنا لأولولية النقاش الداخلي داخل الحملة وبصفوف داعميها باعتبارهم أصحاب الحق الأصيل، وكل احترامنا لحقهم في مناقشة السيناريوهات والأثمان المحتملة لكل الخيارات.

نشكر كل مواطن تفاعل وحاول يغير، كل مواطن عمل توكيل لمن يقتنع به، وأكيد الجهد ده والحِراك ده هيفيد في لحظة تانية فيها ظروف مختلفة عن الظروف الحالية، ووارد يكون فيه جولات أخرى، ومفيش خيارات قدامنا إلا النَفَس الطويل.

تمنى أن تشهد الأيام القادمة بلورة موقف موحد لقوى المعارضة المصرية حول التعامل مع مع حدث.

مقالات ذات صلة