حين تقرأ بعمق كتاب الالماني ارنست فولف” صندوق النقد الدولي قوة عظمى في الساحة العالمية ” تتاكد وبما لايدع مجالا للشك ان صندوق النقد يقدم طعما في البداية, حتى يتمكن من اقتصاد اي دولة فيوجهه لصالح من اطلقوه في بريتون وودز من 1-22 يوليو 1944
لو تعمقنا في الامر وبحيادية , وربما وجهة نظري لن تروق للكثيرين , فاني اقول قولا واحدا : نعم ان مصر لم يكن امامها خيار اخر سوى اللجوء لصندوق النقد ..سواء دفعت الي هذا الخيار بفعل فاعل او وجدت الطرق مسدودة امامها لانقاذ الاقتصاد من ازمة كبيرة سوف تستفحل بتداعيات كورونا
- *** كان طبيعيا ان تواصل مصر الاقتراض لسد عجز الموازنة , وفجأة جاء كورونا حاملا معه عدة تداعيات خطيرة
- ** تراجع عائد قناة السويس باكثر من 25% بسبب تراجع حجم التجارة العالمية
- ** تراجع تحويلات المغتربين ب 19% حسب البنك الدولي ولم »ولكنها مرشحة لتكون اكثر من ذلك بكتير وقد تصل الي 30%
- ** تراجع او جمود الصادرات بسبب النقل من جهة وتعطل الوحدات الانتاجية من جهة اخرى
- ** تخفيف الية جمع الضرائب علي الشركات ما يفقد ايرادات الدولة مبالغ كبيرة
- ** عودة حركة السياحة للجفاف مجددا وقد تمتد الي اخر يوليو او اغسطس
- ** خروج بعض الاجانب من الاستثمارات غير المباشرة في سندات واذون الخزانة
في خلال مارس لم يجد المركزي سوى سحب 5,4 مليار دولار من احتياطي النقد الاجنبي , وليس من المنطقي استمرار السحب ما يهدد امان المخزون الاستراتيجي لاستيراد وتمويل السلع الاساسية
ماذا تفعل مصر؟
حسب معلومات – غير مؤكدة هي فقط متداولة- لجأت مصر للاقتراض الودي من الاصدقاء ففوجئت بسلاح انهيار اسعار النفط يشهر في وجه طلبها ,فاغلق ذلك الباب تماما , والحمد لله ان تلك الدول لم تطلب تسييل ودائعها التي تمثل جزءا كبيرا من احتياطي النقد الاجنبي
لماذا لم تلجا مصر للاقتراض الخارجي بعيدا عن الاقتراض الودي ؟
نعم لجات ولكنها هنا تحتاج لدعم صندوق النقد الدولي عبر اتفاق او من خلال استشارته وضمانه لاقتراض مصر , وهنا يكون من السهل بعقد اتفاق مع الصندوق طرح سندات دولية او صكوك اسلامية دولية كما خططوا قبل عدة اشهر للحصول علي تمويل يضاف لقرض الصندوق ؟
ما السبب في لجوء مصر للاقتراض اصلا؟
دعكم من الذين خرجوا علينا برسوم جرافيكية يؤكدون اننا الدولة الوحيدة في شمال افريقيا والشرق الاوسط التي ستحقق نموا حيث سيخرج اقتصادها لسانه لفيروس مورونا وتداعياته ….
واقول لهؤلاء ليس بالرسوم نعالج الخلل , فالكل مهموم باقتصاد بلاده والحقيقة حتى لو كانت مرة علينا الاعتراف بها فالدول تكبدت مليارات الدولارات واكبر اقتصادين في العالم هما اليابان والمانيا اعلنا عن مرحلة سوداء وانكماش غير مقبول , ودول مثل الخليج لجات للاقتراض والسحب من الاحتياطي , فالامر الطبيعي اننا سنعاني ونعاني , وتاكدت المعاناة في السحب من الاحتياطي , واستمرار التراجع الحاد في السيولة , وتقليص السحب من المصارف بحجة الشمول المالي .
وان عدنا لنوفمبر من العام لماضي وعقب انتهاء فترة الثلاث سنوات مع الصندوق تبين ان الصندوق غض النظر عن زيادة ديون مصر الخارجية كما جاء في خطاب النوايا من 102 لتزحف نحو 110 مليارات دولار , ليضع مصر امام خيار الاقتراض من جديد وهذا هو دأب الصندوق وسياسته تحت شعارات براقة تهتم اولا بالفقراء رغم انه عدوهم اللدود وسبب رئيسي في الاضطرابات منذ انطلاقه وتقديم قروضه
مصر تقدمت للحصول علي قرضين:
القرض الاول
هو اداة التمويل السريع وهي اداة تحل محل سياسات المساعدة في حالات الطوارئ وتقدم الأداة مساعدات مالية سريعة بشروط محدودة للبلد الذي يواجه ميزان مدفوعاته احتياجات تمويلية عاجلة.
و تخضع الموارد المتاحة من خلال أداة التمويل السريع لحد أقصى سنوي قدره 37.5% من قيمة حصة البلد المعني، بحد أقصى تراكمي قدره 75% من قيمة الحصة, وان كانت حصة مصر بالصندوق تساوي نحو 2,8 مليار دولار فان القرض المتوقع حسب تلك الاداة يتراوح بين 1,05 – 2,1 مليار دولار
القرض الثاني
يتم وفق اتفاق الاستعداد الائتماني وهو باختصار يخصص لمعالجة المشكلات التمويلية التي تواجه ميزان المدفوعات على المدى القصير,وصرف القرض مشروط بتحقيق لأهداف (“الشرطية”) التي يتفق معها الصندوق والبلد المقترض .
وتتراوح مدة هذه الاتفاقات بين 12 و 24 شهرا، على أن يتم السداد في غضون 3.25 – 5 سنوات بعد الحصول على القرض , ويمكن لمصر الحصول بموجب هذه الاداه علي قرض يتراوح بين 4- 5 مليار دولار
عقب ذلك وبعد قيام الصندوق بدرس الامر لمدة اسبوعين كما قالت رئيسته التنفيذيه في بيانها ,وموافقته وتحديد شروطه سيكون متاحا لمصر الاقتراض بوسائل اخري او ربما تاخذ الضوء الاخضر للاقتراض قبل اتفاقها مع الصندوق
باختصار
مصر تعاني مثلما كل الدول تعاني , دول لديها موارد واولويات وصناديق سيادية تسحب منها لتنشيط اقتصادها وتواجه بملياراتها حالة الاغلاق وتحول دون دخول اقتصادها في كساد , ودول لاتملك الا ان تقترض ....بسبب اختلالات هيكلية في الاقتصاد
فكل كلامنا وخوفنا وهمومنا وقهرنا تزيدنا هموما وقهرا لانها تذهب ادراج الرياح ,,,ولكنه الحق المر ولا مفر من النطق به ..
في ذلك البوست امسكت عن بعض المعلومات لكن الخلاصة نحن في ازمة وادعو الله ان ينجينا منها