واحد صاحبي كان نفسه يفتح مشروع ودايماً كان بيدور على المنتجات الجديدة اللي بتظهر برا مصر ويشوف أخر التطورات يمكن يلاقي حاجه تنفع هنا، وفي يوم لقى منتج جديد ومش منتشر في مصر لسه، وقرر ينفذه.
وبعد ما درس الفكرة وعرف هينفذها ازاي، كان نفسه يفتح محل صغير في أي مول أو شارع حيوي عشان الناس تشوف المنتج على الحقيقة وتتشجع تشتريه، بس يادوبك كان معاه فلوس تكفي استيراد المواد الخام وعمل ويب سايت والتسويق للمشروع أون لاين، فحط فكرة المحل على جنب، لكن القدر لعب لعبته وبطريقة ما خلى واحد بردو كان عايز يفتح مشروع ومعاه فلوس يسمع من معارف صاحبي ده عن المشروع، ويتواصل معاه ويعرض عليه أنه يشاركه ويفتحوا المحل سوا ويقسموا كل شئ ما بينهم سواء المجهود أو الفلوس.
وصاحبي قال ليه لأ، طالما شخص مناسب وسمعته كويسه، لأن ده هيساعد على نجاح المشروع بشكل أسرع، ووافق على الشراكة وبعدين حصل اللي حصل!
أول شهرين كانت كل حاجة ماشية كويس، مقسمين الشغل ما بينهم بالتساوي وكل واحد عارف مسئولياته، وكله تمام. وبعد 5 شهور بدأ شريكه ده ياخد إجازات كل شوية باليومين والتلاته ويختفي فجأة وينفض للشغل، وبالتالي صاحبي هو اللي كان بيشيل الشغل كله لوحده، ده إلى جانب أنه كان بيرفض يتعلم أي حاجه هتساعد على تحسين الشغل، وبيرفض أي أفكار لتطوير المشروع، وفي الأخر بعد كل ده، وفي عز ما صاحبي مستحمله وبيحاول هو لوحدة يظبط المشروع، راح يقوله أنه عايز ياخد فلوسه وبالأرباح ويفض الشراكة!
والحقيقة القصة لسه مخلصتش، ولسه صاحبي بيحاول يشوف حل مع شريكة لأنه مش معاه فلوس يرجعله فلوسه ولا مستعد طبعاً انه يقفل المشروع.
انا حبيت اشارك معاكم القصة دي لأن عدد كبير من الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة بتفشل وبتقفل بسبب الاختيار الخاطئ لشريك العمل من البداية، وعشان كمان اقولكم على 6 علامات لازم تتأكد انها مش موجودة في الشخص اللي ناوي تشاركه!
1 – عنده رؤية وأهداف مختلفة:
الشخص اللي هتشاركة لازم يكون عنده نفس الهدف اللي انت بتسعى له وتمشوا سوا في طريق واحد لتحقيقه، يعني مش يكون هدفك أنك تستخدم الأرباح لتوسيع المشروع وفتح فروع جديدة، ويكون شريكك شايف أنه فرع واحد كفاية وبلاش مخاطرة بالأرباح، لأن لو كل واحد منكم من البداية عنده رؤية وطموح مختلف يبقى المشروع هيقف بعد فترة ومش هيكمل، أو هيكون دايماً في اختلاف في الرأي، عشان كده الاحسن أنك تشوف شخص تاني عنده نفس طموحك من دلوقتي.
2 – يمتلك نفس مهاراتك:
تاني خطأ ممكن تعمله انك تشارك شخص عنده نفس خبراتك ومهاراتك، بمعنى أنك لو مبرمج تشارك مبرمج زيك، وده ممكن يكون مش غلط تماما لو في امكانية تعيين موظفين عندهم مهارات مختلفة، لكن لو مفيش الامكانية دي يبقى الأفضل طبعاً أنك تشارك شخص بيمتلك مهارات مختلفة عنك وبيعرف يعمل حاجه انت مبتعرفش تعملها، يعني مثلا لو أنت مبرمج تشارك مسوق إليكتروني، ولو انت بتفهم في المبيعات تشارك واحد بيفهم في التصميم وهكذا، بحيث تكملوا بعض ويكون في توازن في المهارات وكل واحد يضيف خبراته للمشروع، وده كمان هيخلي كل واحد منكم يشوف المشروع من وجهة نظر مختلفة وبالتالي الإبداع هيزيد.
3 – مفيش توازن في توزيع العمل:
كل مشروع بيكون في مسئوليات ومهام محددة، ولازم تكون المسؤوليات دي متوزعة بشكل عادل ومتساوي ما بين الطرفين، ولو انت حاسس أن دورك هيبقى أكبر وعليك مسئوليات اكتر يبقى الوضع ده غير متوازن والشراكة دي في احتمال كبير مع الوقت أنها تنهار.
4 – مش واثق فيه:
هل انت حاسس أنك واثق في الشخص ده وتقدر تعتمد عليه؟ يعنى لو قررت تاخد اجازة هل واثق انه هيقدر يمشي الشغل من غيرك ولا لو غبت يوم الدنيا هتبوظ؟ لو قال فكرة مستعد تنفذها ولا هتقلق منها؟
5- لو شخص بيعمل مشاكل بدل ما يحلها:
لازم يكون كل واحد في الشراكة عارف أن أكيد في مشاكل هتواجهكم ومستعد وقادر انه يحط خطة لحلها، لكن لو واحد من الشركاء بيشوف المشاكل والأخطاء أو هو السبب فيها ومش بيحاول يحلها وعايز الشخص التاني هو اللي يتصرف لوحده يبقى في حاجه غلط!
6 – خلافاتكم لا يمكن حلها:
طبيعي في أي علاقة سواء صداقة او شراكة يكون في خلافات، واختلاف في وجهات النظر وشوية زعيق وخناق لكن هل بعد الخلاف ده بتقدروا ترجعوا تتناقشوا وتشوفوا ايجابيات وسلبيات رأى كل واحد منكم وبتحاولوا توصلوا لحلول ولا لا؟ ولو لا يبقى قول لنفسك اذا كان مش قادرين تحلوا خلاف بسيط دلوقتي يبقى هتعملوا ايه سوا لو واجهتكم مشاكل كبيرة؟
لو الشخص اللي ناوي تشاركة فيه علامة من العلامات دي يبقى حاول تعيد تفكير في موضوع الشراكة، والأفضل عموما ً تحاول أنك تتعامل مع الشخص ده شوية قبل إتمام الشراكة، عشان تعرفه كويس وتشوف بيتصرف ازاي في المواقف المختلفة، ومن بداية المشروع لازم يكون في اتفاق على كل شئ سواء توزيع المسؤوليات أو النفقات وتوزيع الأرباح وكمان شروط لفض الشراكة والأفضل طبعاً يكون كل شئ موثق بعقود.