نحكي لكم اليوم قصة ذات عبرة وعظة عظيمتين … فقد روي انه في احد الايا صادف عقربا ضفدعا على ضفة احد الانهار ..
ولان العقرب كان يريد العبور للضفة الاخرى من النهر .. ولانه ايضا لا يعرف السباحة فقد تودد الى الضفدع سائلا اياه ان ينقله على ظهره مشكورا الى ضفة النهر الاخرى رد الضفدع قائلا : كيف أامن ان احملك على ظهري وانت معروف بسمك وغدرك ولدغاتك الفتاكة ؟!!
واستطرد الضفدع قائلا .. ومن يضمن لي، أنك لن تلدغني بوسط النهر، وتقتلني؟!.
قال العقرب : كيف لي أن ألدغك، وأنا راكب على ظهرك!.. فإن لدغتك، سنغرق سويا و ستكون نهايتي انا ايضا !.
رد الضفدع مشككا بصدق العقرب بينه وبين نفسه : أعطيه فرصة، عله أن يصدق ! ….. لا بأس !.. لقد أقنعتني .. اركب على ظهري، لأوصلك إلى الضفة الأخرى ففي كلامك الحكمة والمنطق القويم.
ركب العقرب على ظهر الضفدع، وانطلق الضفدع سابحا.. وفي وسط النهر بدأت غريزة العقرب تتحرك، وشهوته في اللدغ تشتعل تشتعل ، فكان يصبر نفسه حتى يعبر النهر، ولكن شهوته لم تسكن، ونفسه ما زالت تأمره، بل وتثيره على اللدغ ؛ وللاسف لم يقوى على التحكم في شهوته فلدغ الضفدع !..
وبدأ الاثنان في الغرق فقال له الضفدع : لم لدغتنى؟!.. فقد قتلت نفسك، وقتلتنى معك!..
فقال له العقرب : أعذرني فقد أمرتني شهوتي، فاستجبت لها!..
وهكذا.. ماتا غريقين!..
انتهت الحادثة.. ولكن هل عرفت مكانك فيها؟!..
نعم! قد لا يكون لك مكان فيها.. ونسأل الله – تعالى – أن لا نكون ممن تتحكم فيهم شهواتهم، فتقتلهم شر قتلة، وتميتهم أسوء ميتة ولا ننسى انه برغم حكمة العقرب وقوة منطقة الا ان شهوته كان لها رأي أخر
والشاهد من القصة : أنه قد نخسر دنيانا، بشهوة فارغة، أوبنزوة حقيرة، بل قد نخسر الجنة كلها بشيء تافه!.. ولا تستهن بصغيرة!.. إن الجبال من الحصى!
فعلينا أن نمسك بلجام شهواتنا، وعلينا أن نتحكم في أنفسنا؛ فكلٌٌ مسؤول أمام الله عن أحواله وتصرفاته!
وها هي الأيام مقبلة علينا، فلنجعلها أيام التغيير والتصحيح.. فلنقبل عليها، فهي لم تنته بعد، ولكنها قد تنتهي في أي يوم!.. لكن لنعلم أن الأعمال بالخواتيم، ولا نتردد!.. فكم لهونا!.. وكم لعبنا!.. وقصرنا في حق الله!.. فجاء وقت العودة والأوبةإليه!
فاللهم اقبلنا وارحمنا وتب علينا يا أرحم الراحمين
الضفدع والعقرب بالانجليزية في الموسوعة ويكيبيديا