من هنا وهناك

ليوناردو ديكابريو … ممثل أسطورة .. فخم و من الطراز الأول

بمناسبة العيد ميلاد الـ43 لليوناردو ديكابريو، كنت حابب أنوه لملحوظة بتوضح قد ايه الرجل دا أسطورة حقيقية ومتفاني ومن أفخم ما قدم الفن للعالم.

ليوناردو ديكابريو في بدايات مشواره الفني بدأ يتعرف للعالم من خلال أدوار إجتماعية ورومانسية، أبرزهم أفلام What’s Eating Gilbert Grape و Romeo + Juliet والفيلم دا كان أيقوني لدرجة إن في دول زي مصر الناس مكانتش تعرف اسم ليو الحقيقي وبيقولوا عليه “الواد بتاع روميو وجولييت”

وطبعًا Titanic (عام 1997 وهو عمره 23 سنة،) الأفلام دي كانت خارقة النجاح (ونجاحها تصاعدي، كل واحد أنجح من اللي قبله) لدرجة إن أصبحت فيه ظاهرة أسمها “جنون ليو” Leo-mania حيث البنات المراهقات والنساء الصغيرة في السن عمومًا بقى عندهم هوس بليو وأفلامه وبيشوفوها كذا مرة أسبوعيًا وليو مسيطر على حياتهم وعقلهم وسلوكهم وكل شيء. 

طبعًا ليوناردو لو كان أي ممثل عادي تقليدي واخد التمثيل كسبوبة ومطية للنجاح والشهرة والفلوس السريعة كان فكر فوريًا إنه بشكل مبتذل ومثير للغثيان يقتات على صورته دي كشاب غاية في الجمال وقاعدته الشعبية العريضة و الجارفة جدًا جدًا اللي صنعها من خلال الأفلام دي ودخل في نوبة مسعورة من الأفلام التجارية والرومانسية اللي بترضي أذواق أكبر قاعدة جماهيرية بتحبه وقتها (النساء الصغيرة) ويعمل هو منها فلوس ولقاءات ورحلات وبتاع.

بس كون ليو ممثل فخم ومن الطراز الأول فعلًا ومولود عارف بالظبط هو عايز يعمل ايه وعنده نظرة مبعدية لما يريد ولا يلقي بالا للإغراءات العابرة سريعة الزوال، كان بيدور في رأسه شيء مختلف خالص في اللي هيفكر فيه الغالبية العظمى من الناس لو مكانه،

وبدأ يقلق فعلًا بشأن الشرنقة والقالب اللي ملامحه وأدواره حصرته فيه، وعرف إن النجاح المذهل اللي عمله هو في الحقيقة لعنة متخفية، لو معرفش يجتازها بعناية وحرص بالغ هتدمره وتحوله لمجرد “وجه جميل آخر” كان موضة وسرعان ما أختف.

بس ليو مش داخل مجال السينما لإرضاء جماعة معينة من الناس، least of all، البنات في طور المراهقة، ليو عايز يقدم حاجات فيها مضمون حقيقي، حتى لو مكانتش هي الكاس اللي بيشربه أوسع نطاق من حضور السينما والأفلام.

أفلام خالدة لا يحدها زمان أو مكان أو متماشية مع موضة معينة تعمل فرقعة في وقتها وبعد كدا تصبح هباءًا منثورا، بل على العكس التام هتage gracefully وتعتيق الزمن ليها مش هيعمل فيها حاجة غير انه يزيد من جمالها وجاذبيتها وحلاوة طعمها وأثرها كالويسكي الفاخر.

رائج :   قصة “سره الباتع” من عالم الأديب العبقري يوسف إدريس.

قرر ليو التمرد على الوضع وبالفعل عمل تحوّل عنيف في المسار صورته وخرج من تايتانك راح عامل فيلم تاريخي عن حقبة ما قبل الثورة الفرنسية أسمه The Man in the Iron Mask،

تخيل تكون لسة خارج من تايتانك، تاني أكتر فيلم إيرادات في التاريخ (أو رابع واحد باعتبار التضخم المالي) عامل 2 مليار و200 مليون دولار، وفجأة تعمل فيلم تاريخي عن الثورة الفرنسية وفي السكة عمل له 3 أفلام تجريبية كدا، فيه اتنين منهم فشلوا فشل مدوي ومعملوش أي فلوس تقريبًا، بس قيمتهم الحقيقية إن ليو كان بيجرب نفسه في أشكال مختلفة وبيكتسب منهم خبرات، لحد ما جات اللحظة الفارقة واللي بيحلم بيها عام 2000.

الشيء المهم معرفته عن ليو إن أكتر ممثل أثر عليه هو Robert de Niro وبالضبط أسوة بـ دي نيرو، كان مهتم بجوهر أفلامه أكتر بكتير جدًا من ظاهرها المؤقت أو قيمتها التجارية أو الفلوس اللي هتعملها، ومش بس كدا،

دا كان بيحلم انه يشتغل مع نفس الناس اللي أشتغل معاها دي نيرو، ودي نيرو نفسه لو أمكن وفي النهاية فعلًا خد الفرصة لتحقيق حلمه لما أتعرف على دي نيرو أثناء إختبارات فيلم This Boy’s Life (أول فيلم طويل ليه) ودي نيرو عرفه على سكورسيزي وقال له إنه يفكر في عمل أفلام ليه

هنا ليو في تحيته للبوب بيحكي القصة ازاي أبوه كان بيعشق دي نيرو وقاله إنه لو عايز يشوف حاجة فخمة، فليتذكر وجه هذا الرجل

 وفي النهاية فعلًا ظفر بتحقيق حلمه عام 2000 لما جات له الفرصة يشتغل في تعاون مع سكورسيزي.

افتتحوا تعاونهم بالفيلم العظيم Gangs of New York صدر عام 2002 (وأيضـًا في نفس السنة صدر له الفيلم الرائع Catch Me If You Can بالتعاون مع الأساطير توم هانكس وسبيلبرج.

إعجابه وتقديسه لسكورسيزي وروبرت دي نيرو هو أكبر دليل إن القيمة التجارية والربحية للأفلام أخر همومه، مارتن سكورسيزي مخرج معروف (وخاصة حتى الوقت دا) بإن أفلامه مبتعملش فلوس وهو نفسه وأصدقاؤه بيضحكوا على الموضوع دا باستمرار

يعني مثلًا تأمل فكرة أن أنجح تعاونات ما بين سكورسيزي ودي نيرو Mean Streets و Taxi Driver و Raging Bull مجابوش إيرادات غير 3 مليون دولار و 28 مليون و 23 مليون، ودي بمقاييس هوليوود تعتبر لاشيء بمعنى كلمة لاشيء، وفيلم زي King of Comedy جايب 2.5 مليون دولار مع إن ميزانيته 19 مليون، يعني فشل إنه يجيب حتى ربع ميزانيته! وبالنسبة لليو فيلم Gangs of New York جاب أقل من 200 مليون دولار يعني أقل ب11 أضعاف من تايتانك وأقل من ضعف ميزانيته اللي أتعمل بيها)

رائج :   أحمد خالد توفيق … العراب في سطور (رحمه الله)

صحيح أفلام سكورسيزي مش بتعمل فلوس بس كان معروف أنها أفلام ذو مادة وخالدة ومن أفضل التجارب على الإطلاق وأكثرها شرفــًا إنك تشتغل مع سكورسيزي ودي كانت خطة وحلم ليو على طول الخط، وبعدها صكوا شراكة أفرخت أفلام تحف فنية مثل The Departed و The Aviator وShutter Island وThe Wolf of Wall Street،

ليو كان فاتحة خير على سكورسيزي وحوله لمخرج بيجيب فلوس كتيرة وأيضــًا نال أول أوسكار ليه بعد 40 سنة شغل سينمائي عن فيلمه مع ليو The Departed، وكما ترى من تصرفات ليو وسلوكه، لاشيء مما تتوقعه من ممثل نص لبة سطحي أرزقي واخد الموضوع سبوبة وفلوس سريعة،

وكل شيء تتوقعه من فنان حقيقي رائع بيتنفس ويعيش على الفن وأسطورة حقيقية. وفعلًا لما ليو طلع في فيلم The Audition بيمثل دور منافس لدود لـRobert de Niro على دور لسكورسيزي أستحق هذه السمعة والدور في الحقيقة قبل الفيلم عن جدارة تامة.

وبفضل انه فضل الجودة والأصالة في أفلامه على الشهرة السريعة والقيمة التجارية، وترك الشهرة والأموال كأعراض جانبية وليس كمحرك رئيسي، أنتهى بيه الحال إنه ظفر بكل شيء مع بعض، خلود وشهرة وأموال وكل شيء وعن إستحقاق تام. 

• شوية أشياء سريعة عن ليو

• ليو متسمي على أسم ليوناردو دافنشي، لأن أمه شعرت بأول وكزاته في بطنها وهي واقفة بتتفرج على لوحة لدافنشي. 

• أمه من أصل ألماني وابوه من أصل ألماني-إيطالي وكلمة DiCaprio معناها “من كابري” وCapri أسم منطقة في مقاطعة Campania في إيطاليا وتأتي من كلمة capri يعني “ماعز” لأنها مليئة بهم وبعض من عاشوا فيها أكتسبوا هذا الأسم كاسم عائلة من أصل مهني نسبة لعملهم في مجال تربية وحلب الماعز وأحيانـًا لمجرد سكنهم في المدينة. ليوناردو أترشح 5 مرات للأوسكار وفاز بها في السادسة عن فيلم The Revenant.

• أمه كانت سكرتيرة قانونية وأبوه كان بياع comics. 

• صديق طفولة وعمر Leonardo DiCaprio هو Tobey Maguire بطل Spiderman و Tobey بيقول إنه دايمًا متعقد من ليو، وليو متخطيه في كل شيء بس هم أكتر من اخوات.

رائج :   كيف تتخلص من فيروسات الكمبيوتر … بالعقل

• ليو أيضـًا مغرم بلعب الشخصيات التاريخية ومهووس بشخصية Gatsby الرجل اللي عمل نفسه من الصفر، وعمله بالشركة مع توبي

• ليو انتقائي جدًا جدًا في أدواره لدرجة أنه الممثل الوحيد من نفس مقدار إيراداته ملوش franchise أو سلسلة أفلام متتابعة (زي Star Wars أو Fast and Furious، إلخ)

• من الأدوار اللي رفضها كانت في Angels & Demons على الرغم من أن توم هانكس هو شخصيًا من عرض عليه الدور، وأيضــًا رفض دور Spiderman، ورفض دور الجنرال الألماني Hans Landa في فيلم Inglourious Basterds بس الرفض كان بعد تفكير متعمق له هو وتارانتينو بأنهم قرروا أن الدور يحتاج رجل أكبر من ليوناردو سنــًا وأيضــًا من أصول ألمانية ليسبك الدور وفي النهاية هوليوود والعالم كله كسب واحد من أهم جواهر التمثيل Christoph Waltz، بس طبعًا ليو راضى تارانتينو بشغله معاه في Django Unchained فيما بعد.

• وأيضـًا ليو فيه بينه وبين Christian Bale تنافس كبير جدًا غير معلن، ولكن كما هو واضح Christian Bale هو الـ underdog والأقل حظــًا في السباق دا، على الرغم من انه ممثل رائع جدًا، التنافس دا وصل لدرجة إنه أثناء فيلم American Psycho أتعرض على ليو دور البطل، ولكن Christian Bale لسبب ما كان واثق إن ليو كان هيرفض الدور وقعد يجهز للدور أكتر من 9 شهور قبل ما ليوناردو يرفضه بالفعل!!

• ليو أيضــًا نباتي ومن كبار المهتمين بالأعمال الخيرية وشؤون البيئة والحيوانات المهددة بالإنقراض وتدمير مساكن الحيوانات بسبب الزحف العمراني البشري وعمل أكتر من وثائقي للتوعية بهذه الأمور و تبرع بملايين الدولارات للجهات المعنية والمختصة بإنقاذ الحيوانات والفقراء وهو نفسه عامل مؤسسة لنفس الغرض، وعنده فريق Formula E.

• أصعب وقت قضاه في فيلم كان أثناء تصوير Who’s Eating Gilbert Grape بسبب خبل وتعسف Johnny Depp في التعامل معاه و”تعذيبه” ليه! من الموقف أيضــًا الغريبة اللي جوني دب عملها معاه فيما بعد هو إنه اداله 500 دولار عشان يشم مخللة معفنة!!

• ليو عنده انجذاب خاص للبنات المودلز و أرتبط بأكثر من بنت مودل ورا بعض، بس لو مش ليو اللي هيرتبط بيهم، إمال مين؟ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *