من هنا وهناك

تعويم الجنيه .. عام مر .. عام من المر والمرار الطافح

فاتت أكتر من سنة على التعويم و اللى كنت متوقعه حصل ..

سلبيات التعويم و اللى ظهرت بشكل سريع خلت ناس كتير تهتم بالإقتصاد رغم إن عمرها ما قرأت حرف عنه و ده زود وعيها و خلاها أكثر فهماً للإجراءات اللى بتتاخد و شخصياً كنت أظن إن إهتمام رجل الشارع العادى بالإقتصاد و فهمه النسبى للأمور هيخلى وسائل الإعلام تحترم عقول الناس شوية و توضحهلهم الحقيقة ..

خلال الأيام اللى فاتت بدأ الكلام عن إنخفاض معدلات التضخم و إن الإنخفاض ده معناه إننا ماشيين صح و إن الأسعار هتنخفض إلى أخر كل الكلام الوردى ده اللى الناس مش بتشوف منه حرف على أرض الواقع ..

اللى بيحصل دلوقت عبارة عن تصدير صورة غير صحيحة للأمور و محاولة تأكيدها فى أذهان الناس رغم إنها أبعد ما يكون عن الصحة .. اللعب بالأرقام فى علم الإقتصاد من أسهل ما يكون عند أى شخص فاهم ..

( التضخم بيتم قياسه على أساس سنوى )

بمعنى ..

إنى باخد نسبة التضخم فى شهر ديسمبر 2017 و بقارنها بنسبة التضخم فى نفس الشهر و لكن فى سنة 2016 .. يعنى قبلها بسنة .. و ده ملوش غير معنى واحد و واضح طبعاً .. إنى لما أقارن معدلين عاليين ببعض طبيعى جداً إن الفرق بينهم يبقى أقل و بالتالى يظهر إن حصل إنخفاض ..

رائج :   تجربة عزل ذاتي عن فايرس كورونا Covid-19 ||تفاصيل ودروس

مثال ( و الأرقام فيه تخيليه للتوضيح )

فى شهر أكتوبر 2016 التضخم كان معدله 10 %

شهر نوفمبر 2016 حصل التعويم فالتضخم زاد بشكل سريع و وصل لـ 25 %

و فضلت النسبة تزيد بالتدريج لحد ما وصلنا لأكتوبر السنة اللى بعدها فجينا نحسب معدل التضخم لقيناه 35 % و ده معناه إن حصل زيادة على أساس سنوى 25 % ( الفرق بين أكتوبر 2016 و أكتوبر 2017 )

لكن لما دخلنا فى نوفمبر 2017 و جينا نحسب المعدل لقيناه تقريباً زى ما هو 35 % و ده معناه إن معدل الزيادة فى التضخم على أساس سنوى بقى بقدرة قادر 10 % بس ( الفرق بين نوفمبر 2016 و نوفمبر 2017 )

اللى بيحصل بقى دلوقت هو التركيز على نسبة ال 10 % دى و إعتبارها دليل على إنخفاض التضخم و الدنيا هتبقى جنة بس انتوا اصبروا رغم إن الواقع هو هو و محصلش أى تغير يخفض النسبة بشكل فعلى و لو سألت أى طالب فى سنة أولى قسم إقتصاد و قلتله :

رائج :   سد النهضة الأثيوبي … القصة وما فيها

( يا ترى الإنخفاض ده هيكون له أثر إيجابى على الأسعار ؟ يعنى الأسعار هتنخفض ؟ )

لكان الطالب رد و قال لا يمكن يحصل بل إن الأوقع إن الأسعار هترتفع برضه و لكن بشكل أقل من الأول بسبب إن أثر القفزة العالية فى معدل التضخم حصل بالفعل و كلنا حسينا بيه طبعاً و الأحساس ده مش محتاج يتشرح .. حاجة استغفر الله العظيم متتوصفش ..

عشان يحصل تحسن فعلى و يتبعه إنخفاض فى الأسعار لازم يبقى فى نمو حقيقى .. يعنى إنتاج محلى يغطى إحتياجات الناس بدون الحاجة للإستيراد .. و النمو ده ممكن يحصل بالقروض عشان أنا عارف إن فى ناس هتقول إن الديون دى هتغرقنا .. لأ .. النمو ممكن يحصل بالديون و القروض اللى عمالين نقترضها دى و لكن بشروط :

رائج :   حقيقة دموع التماسيح والسر وراءها

1 – أولاً القروض تضخ فى السوق و يتعمل بيها مشاريع إنتاجية ( الأفضل من القطاع الخاص طبعاً )

2 – إن معدل العائد على المشروعات دى يبقى أعلى من العائد على الإقتراض و إلا المشروعات هتفلس و فى النهاية مش هنعرف نسدد أصل القرض + فوايده

اللى بيحصل إننا بنستلف و بنبقى ملزمين بسداد فوايد و لازال دخلنا الطبيعى من الدولار أقل بكتير من المطلوب مننا سداده ( العجز فى ميزان المدفوعات ) حتى بعد كل الإجراءات اللى خدناها و اللى قسمت ضهر الشريحة الأكبر من المجتمع ..

اللى جاى شكله إيه .. الله أعلم .. نأمل خير طبعاً و إن إيراداتنا تزيد و إنتاجنا المحلى كمان يزيد و قبل ده كله نأمل إن يتم معاملة الناس على إنهم بشر و لو لمرة واحدة و تحطوهم فى الصورة الحقيقية اللى بتعكس الواقع اللى هما عايشينه و جايز لما تصارحوهم بجد حس المسئولية عندهم يعلى و يتجاوبوا مع الإجراءات الإصلاحية بشكل أكبر ..

مقالات ذات صلة