يقولون أن هذه المومياء تتبعها لعنة غامضة .. فكل من يعمل بالمتحف يؤكد أنه يسمع حركة عنيفة في غرفة المومياء..وعندما يدخل يجد وضع التابوت قد تغير..
قاموا بتثبيت التابوت جيداً بحيث تكون رأس المومياء تحت المصباح..وبعد ساعات كان الوضع قد تغير وأصبحت قدم المومياء هي ما تحت المصباح..
كان هذا قبل أن أصل لأقوم بفحصها بنفسي وتقديم التقرير النهائي بخصوصها..
أنا متخصص في المصريات منذ أكثر من أربعين عاماً..واجهت لعنات مشابهة وأصبحت خبرتي في هذا المجال تفوق قدرات المحتالين من العمال والمستكشفين..
ولكني أعترف أني لم أكن أعرف بالفعل ما الذي أواجهه هنا..
من اللحظة الأولي لفحص تلك المومياء وأنا أشعر بحركة غير طبيعية في المكان..لم يكن أي شيء يستقر في مكانه المعتاد..عندما أخرج وأعود أجد كل المقاعد والأدوات في غير مكانها..حتي الكتب في المكتبة أماكنها تتغير..
ولكن كل ذلك كان في نظري مجرد ملاحظات سأتحري عنها فيما بعد..
ولكني عندما بدأت الفحص..تغيرت نظرتي تلك..
كان التابوت غير مألوف..فلم يكن عليه أي نقوش فرعونية..بل كان عليه علامات أشبه بالطلاسم..
ولكني بالداخل وجدت نقشاً صغيراً علي التابوت قد أوشك علي الزوال..وكأن من نقشه لم يُرِد أحداً أن يراه..أو لعله كتبه خُفية من دون علم الكهنة..
كان النقش يقول أنها جثة عازفة تُدعي (ماتيرا) كانت تعمل في قصر الملك (إري حور)..تم قتلها بوحشية وقد تشوه جسدها بالكامل وانفصل رأسها عن جسدها بطريقة غامضة..
جرت ليلة موتها أحداث مفزعة أثارت ذعر الملك فأمر بدفنها بعيداً..
ما أثار مخاوفي كانت الجملة الأخيرة علي التابوت..
كانت تقول ” لم تملك ماتيرا ماتجتاز به بوابات العالم الآخر..لذا عليك أن تتوخي الحذر فقد تكون معك الآن “
في اليوم الأول من فحصها خرجتُ من المتحف ذاهباً للبيت فشاهدت علي باب المتحف فتاة غير مهندمة تشبه المشردين تجلس علي مقعد وترتدي ملابس غريبة وتمسك بقيثارة وتعزف مقطوعة غير مألوفة..لم أنتبه لها كثيراً..
ولكني بعد عشر دقائق كانت سيارتي قد إجتازت مسافة بعيدة عندما توقفت في إشارة مرور فوجدت نفس الفتاة علي الرصيف تعزف نفس المقطوعة..ولكنها كانت تنظر لي بوضوح..
فشعرت وقتها أن هناك شيء ما غير طبيعي..
في الليل رأيت في منامي تلك الفتاة وكانت تمسك بآلتها وتعزف ولكن أوتار الآلة تقطعت ثم إلتفت حول رقبتها وشُدت عليها بقسوة حتي نفذت في عنقها فأحدثت قطعاً غائراً..
وأمسكت هي بآلتها في محاولة للمقاومة فرمت بها فاصطدمت بجبهتي مباشرةً ثم سقَطَت فجرحَت كف يدي..
عندما استيقظت من النوم ونظرت في المرآة لم تكد قدماي تحملاني عندما رأيت بجبهتي كدمة زرقاء في نفس المكان الذي أُصبت به في المنام..فنظرت بتلقائية إلي كف يدي فإذا بالجرح الذي حلمت به في يدي..ولكني كدت أفقد عقلي عندما رأيت علامة حول رقبتي تشبه تلك التي صنعتها الأوتار حول رقبة الفتاة في المنام
كنت متوتراً للغاية وكنت قد بدأت أوقن أن شبح ماتيرا هو من يطاردني..
خرجت للغرفة الخارجية لأستقر وأفكر فلفت انتباهي المقعد الكبير حيث وجدت مكان الجلوس غائراً..كما لو كان هناك من يجلس عليه..
ولكن ما أصابني بالرعب أني عندما جلست عليه وجدت المكان دافئاً تماماً..وقد شعرت بشيء من القشعريرة تجتاح جسدي بالكامل..فقمت مفزوعاً وبدلت ملابسي بسرعة وخرجت من البيت..
كنت أشعر أن هناك من يتبعني..في البيت..في السيارة..كنت أشعر بأنفاس تلاحقني..حتي دخلت المصعد في العمل..كنت وحدي..وشعرت برجفة خوف بسيطة..ولكن أنفاسي احتبست عندما نظرت إلي الميزان الرقمي للمصعد الذي يزن الركاب..فوجدت الوزن ١٨٠ كيلو جراماً..
إنه ضعف وزني بالضبط..
ظلت أنفاسي محتبسة وعقلي شارد وقلبي يرتجف من الخوف حتي إذا كان المصعد بين الطابق الخامس والسادس..
انقطعت عنه الطاقة فتوقف تماماً..