أجمل رسائل بريد الجمعةفكر و ثقافةقضايا وأراءوعي

10 أسباب تبدد ثقتك في وسائل الإعلام

هل لازلت تثق في وسائل الإعلام وتعتمد عليها كمصدر للمعلومات؟

​في استطلاع رأي حديث أجراه مركز جالوب جاء فيه أن 60% من الأمريكيين لم يعودوا يثقون فيما يلقى إليهم من معلومات وتحليلات من وسائل الإعلام الرئيسية، قامت صوفي ماك آدم بحصر 10 أسباب تجعلك لا تثق في وسائل الإعلام بعد الآن، أو على الأقل تجعلك تتعامل ببعض الحذر مع ما يلقيه الإعلام في رأسك.

– 1 –
 أغلب وسائل الإعلام تهدف إلى الربح في المقام الأول

بصرف النظر عما قد يتردد من شعارات حول أهداف المعرفة والتوعية وخدمة الحقيقة، ففي العالم الرأسمالي فإن الإعلام صناعة ربحية شأنه شأن باقي الصناعات، هدفه تحقيق الأرباح للشركات المساهمة، فالبتالي فإن المواد والبرامج التي يقدمها الإعلام لا يتم اختيارها غالبًا وفق معايير كالأنفع والأصدق ولكن وفق معايير خاصة يضعها الملّاك والمعلنون لتعظيم ربحيتهم.

برامج المسابقات، التوك شو الحافلة بالصدامات الخالية من أية فكرة أو معنى، برامج يقدمها رموز الفن والرياضة، أفلام، مباريات رياضية عالمية، أليست هذه هي المواد الإعلامية الأكثر رواجًا؟

– 2 –
المعلنون هم من يحددون المحتوى الذي تستهلكه

إذا كانت معظم وسائل الإعلام تهدف إلى الربح في المقام الأول، فمن الطبيعي أن تكون السيادة فيها للمعلنين وبارونات وكالات الإعلام، خاصة وأن 75% من ربح وسائل الإعلام يأتي مباشرة من الإعلانات، لا يمكن لوسائل الإعلام مثلًا أن تطرح قضية تخالف توجهات معلنيها، إذا صنعت برنامجًا عن التأثير السلبي للوجبات السريعة فإن كل مطاعم الوجبات السريعة سوف تسارع إلى سحب إعلاناتها من قناتك، وكذلك مع الصناعات الملوثة للبيئة، وقس على ذلك،

لا يمكن لوسيلة إعلام أن تتبنى توجهًا ما يناقض مصالح الرعاة والمعلنين، الأمر الذي لخصه صحفي بي بي سي السابق أندرو مار في مذكراته: “إذا كانت حدود الإعلانات تشكل جدول الأخبار بشكل ما – وهي تفعل بكل تأكيد – فمن المستحيل أن تقوم بتجاهل مصالح أولئك الذين يكتبون الشيكات”.

– 3 –
​بارونات الإعلام والمحتكرين يبتلعون تجارب الإعلام الواعد

احتكار الإعلام وتركزه في يد عدد محدود من الإمبراطوريات التي يملكها كبار رجال الأعمال صار ظاهرة عالمية تتنامى عامًا بعد عام، قطب الإعلام الأسترالي الأصل روبرت مردوخ امتلك في وقت ما أكثر من 170 مجلة وصحيفة، في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وآسيا، بالتأكيد فإن إمبراطورية مردوخ وإن كانت حققت نجاحًا تجاريًا فإنها ليست الأكثر مهنية أو أخلاقية، مثال آخر من جريدة الإندنبدنت حين آلت ملكيتها إلى ألكسندر ليبديف وهو ملياردير روسي مرتبط بجهات سيادية هناك، العجيب أن الجريدة كانت تصدر إصدارها المطبوع وقتها بلافتة تؤكد أنها لاتحمل أي توجه سياسي أو حزبي أو تخضع لتأثير من أي نوع.

كيف يمكن أن تصمد تجربة إعلامية واعدة في هذا المناخ الرأسمالي دون أن تتعرض للابتلاع والاحتواء من قبل الإمبراطوريات الكبرى، فإن فشل الأمر تبدأ حملات الملاحقة والتشويه والإسقاط.

رائج :   صلاح الدين والدنيا

– 4 –
الإعلام في أحضان السلطة

العلاقة بين الإعلام والسلطة معقدة بشكل ما، فضيحة التجسس التي تورطت فيها إمبراطورية مردوخ كشفت قيامه بابتزاز عدد من السياسيين في بريطانيا من أجل تبني مواقف معينة حتى لايتناولهم بالتشويه وربما الفضائح في إمبراطوريته الضخمة، من ناحيتها تسعى السلطة للاحتفاظ بعلاقات جيدة مع إمبراطوريات إعلامية لتدعم مواقفها كما هو معروف عن العلاقة الجيدة بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وربيكا بروكس رئيسة تحرير جريدة “the sun” والمدير التنفيذي لنيوز إنترناشيونال، علاقة تبادل المنافع الذي تربطه بمردوخ أيضًا، وتسهيلات اقتصادية مقابل دعم إعلاني انتخابي وانحياز صارخ في التغطية، لو عدنا سلفًا لوقت الحرب على العراق مثلًا سوف تصير الأمور أكثر وضوحًا.

أحيانا تلجأ السلطة للهروب من ضغط الإمبراطوريات الإعلامية عبر صناعة إعلامها الخاص والذي يتولى تحسين صورتها وتجميل أفعالها وتبني توجهاتها، وهنا تظهر فئة من الصحفيين يكون ارتباطهم بالسلطة أكثر من ارتباطهم بالمهنة أو حتى بالمال، ويتغير ساعتها نمط العلاقة حيث تصير الهيمنة فيها إلى السلطة بشكل كبير، على النقيض من سياسات تبادل المنفعة وعض الأصابع مع الإمبراطوريات الإعلامية.

– 5 –
الإعلام يصرفك دومًا عن القضية الرئيسية

انظر مثلا لتغطية الإعلام الأمريكي والبريطاني لقضية تسريبات إدوارد سنودن، فباستثناء صحيفة الجارديان وبعض الصحف والمواقع المغمورة التي اهتمت بنشر التسريبات والتعليق على محتوياتها التي لا نبالغ في وصفها بالخطيرة أو مناقشة قضية حرية المعلومات، اهتمت معظم الصحف بتاريخ سنودن المهني وسفره إلى هونج كونج أو لجوئه إلى روسيا، الشكل نفسه تم التعامل به مع تسريبات برادلي مانينج حول حرب العراق، أو جوليان أسانغ وفضيحة ويكيلكس حيث تفرغ الإعلام الأمريكي لتشويه أسانغ بدلًا من مناقشة محتوى وثائقه، كذلك يتم تهميش القصص الرئيسية والخوض في بحار التوافه والتفصيلات فقط لأن الحكومات تريد منك ذلك.

رائج :   معلومات لاول مره سوف تعرفها عن الحملة الفرنسية على مصر و عبقرية نابليون

– 6 –
الإعلام يتغاضى دوما عن الأسئلة الحرجة

بل ويتورط في ترويج رواية السلطة دون البحث عن بينة أو دليل، ما الدليل الذي قدمته الولايات المتحدة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق؟ لا شيء! كم وسيلة إعلام ناقشت ذلك قبل أن تظهر النتائج الكارثية للحرب وتبدأ السلطة نفسها في التخطيط للانسحاب؟ 

الأمر ذاته حدث قبلًا في فيتنام وعراق بوش الأب الذي ورطته الولايات المتحدة في غزو الكويت ثم حشدت العالم ضده وبعده حين عزمت أمريكا ضرب سوريا الأسد قبل أن تتراجع في النهاية، حين نشرت جريدة بريطانية خبرًا ثم حذفته حول بريد إلكتروني مسرب لشركة الأسلحة البريطانية عن قيامها بتوريد المواد المستخدمة في صناعة غاز السارين “الكيميائي” إلى سوريا وكأن بريطانيا ومن خلفها الولايات المتحدة كانتا تبرران لتوريط الأسد في فعل إجرامي يبرر الضربة الموجهة ضده. والسؤال دومًا، أين أسئلة الإعلام الحرجة في وجه السلطة؟

– 7 –
صحفيو اليوم ليسوا صحفيين على الأغلب

ما هي الخطوة المنتظرة من أي صحفي “طبيعي” حين تأتيه معلومات موثقة حول انتهاكات لحقوق المواطنين أو حرياتهم من قبل أية جهة، أو معلومات عن جرائم أو أي شيء يشبه ذلك؟ الطبيعي أن يسارع إلى النشر بعد أن يتثبت من صدق المعلومات، السؤال إذا لماذا انبرى كبار الصحفيين والإعلاميين الأمريكيين إلى مهاجمة غرين غرينوالد الصحفي في جريدة الجارديان بسبب قيامه بنشر تسريبات إدوارد سنودن رغم أن أحدًا لم يجرؤ على التشكيك في صحتها؟ 

الأمور تعدت ما يمكن التعارف عليه بحدود المهنية، دعا أندرو روس سوركين في نيويورك تايمز إلى القبض على غرينوالد بينما اتهمه ديفيد جريجوري مذيع قناة NBC بتحريض سنودن ومساعدته في جريمته، الأمر نفسه تكرر في أحداث كثيرة ونشاهده يوميًا في إعلام المؤسسات حول العالم الذين صار صحفيوه أقرب لموظفين لدى السلطة منهم إلى مهنة الإعلام والصحافة.

رائج :   إيران و فايروس كورونا .. 9 نقاط من وحي الكارثة

– 8 –
​إعلام الكوارث والفضائح

الأمر صار أشبه بتجارة مستقلة، صفحات كاملة لجرائم القتل والاغتصاب والاعتداء الجنسي بينما لا تحظى المشروعات والمبادرات بحظ مماثل بل حتى بعشر هذا الحظ من التغطية، الأمر ذاته فيما يتعلق بتفاصيل حياة المشاهير وفضائحهم أو حتى صورهم الخاصة، انظر كيف يغطي الإعلام أخبار جاستين بيبر أو ريهانا أو غيرهم من المشاهير المثيرين للجدل في تصرفاتهم الخاصة.

– 9 –
الإعلام يتلاعب باللغة ويستخدم مصطلحات مخادعة

إنه الأسلوب الشهير الذي أشار إليه جورج أورويل في روايته التاريخية 1984، هناك وزارة الحب ووزارة الحقيقة، في الحقيقة لا يوجد حب ولا حقيقة وإنما مهام مغايرة تمامًا، أجهزة الأمن صارت تشعر الناس بالخوف أكثر بكثير ما تشعرهم بالأمن، معظم المصطلحات الإعلامية تحمل دلالات مطاطة وأحيانا عكسية (السلام – الإرهاب – التطرف – نشر الديموقراطية – قوى الشر – تحالف الاعتدال) وغيرها الكثير.

– 10 –
حرية الإعلام صارت أكذوبة كبيرة

  • ماذا حدث بعد نشر الجارديان لملفات إدوارد سنودن؟ بعد فترة وجيزة تم اقتحام مكتب آلان روسبريدجر رئيس تحرير الجارديان، اختطفت بعض الأقراص ووسائط التخزين، تم استدعاؤه للمساءلة أمام البرلمان البريطاني ووجهت له تهمة إفشاء أسرار بغير حق رغم أنه لم ينشر أكثر من 1% من إجمالي أكثر من 58 ألف وثيقة وصلته على حد قوله. 
  • بالنسبة لغرينوالد محرر الجارديان السابق الإشارة إليه فقد تم توقيف صديقته في مطار لندن واستجوابها لمدة 9 ساعات كاملة، بأي وجه بعدها يمكن أن يحدثنا أحدهم حول حرية الإعلام؟ 
  • هذا بعينه هو ما عناه دان رازر الصحفي في CBS حين كتب يومًا: “قد لايكون في عالمنا عدد كبير من الأمراء والنبلاء اليوم، ولكن لدينا من يناظرهم، مجموعة من الأثرياء يتحكمون في الأخبار ويقلبون الحقائق ويختارون المندوبين “الصحفيين” الذين يحفظون مصالحهم المالية والاجتماعية، لم تعد الصحافة رقيبًا على السلطة بل صارت في عالمنا هي عين السلطة وجزء لايتجزأ منها”.

للمزيد من المعلومات حول شفافية الاعلام من موسوعة المعلومات ويكيبيديا


تعريف الإعلام لغة واصطلاحاً

Related Articles