يعتبر هارون الرشيد رحمه الله تعالى من أشهر خلفاء بَنى العبّاس
سيرة هارون الرشيد
هو هارون_الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وشهرته “أبوجعفر” وأمّه الخيزران بنت عطاء، يُعتبر رحمه الله من أشهر خلفاء الدولة_العباسية المباركة وأفضلهم، ولد في مدينة الري عام 149 هـ 766 وتوفي في مدينة طوس عام 193 هـ ٨٠٩ م.
بُويع بالخلافة ليلة الجمعة التي توفي فيها أخوه موسى الهادي عام ١٧٠ هـ وكان عمره آنذاك ٢٢ سنة، وقد حمل الأمانة على أكمل وجه حتى ان عصره قد تحدث عنه العجم قبل العرب، وقد فتح الكثير من البلدان في زمنه، واتسعت رقعة الإسلام واستتب الأمن وعم الرخاء وكثر الخير بما لا نظير له..
كان رحمه الله ينشر عيونه ورجاله بين الناس ليعرف أمورهم وأحوالهم، بل كان أحيانا يطوف بنفسه متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها، وقد سُمّي العصر الذي حكمه ب العصر_الذهبيّ للمسلمين
هَارون_الرشيد رحمه الله من عظماء أمتنا الذين طأطأ الروم رؤوسهم له، وأحنوا هاماتهم رهبة منه.
اكاذيب و ادعاءات الغرب
وقد صوره الغرب لنا انه شارب خمر وصاحب نساء، كذبو والله
وقد ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد “وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مئة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة.
وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله، وكان إذا حج أحج معه مئة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج في كل سنة ثلاثمئة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الظاهرة”، وقد أحصى المسعودي سنوات حجه بالناس فكانت: ١٧٠، ١٧٣، ١٧٤، ١٧٥، ١٧٦، ١٧٧، ١٧٨، ١٧٩، ١٨١، ١٨٦، ١٨٨هـ ،
كان الرشيد يحب العلماء ويعظم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام، وقد ذكر القاضي الفاضل في بعض رسائله سطور عن سيرة هارون الرشيد حيث قال
“ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد فإنه رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك رحمه الله”
وقد جاء فى ذكره رحمه الله أيضاً “انه لما علم بموت عبد الله ابن المبارك حزن عليه حزناً شديداً وجلس للعزاء فعزاه المسلمون،
هارون يغزو العالم الصليبي
في سنة سبع وثمانين ومائة جاء للرشيد كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التي كانت عقدت بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم،
وجاء النص فى الرسالة كالآتي :
“من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أضعافه إليها، وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك”
فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى ما تمكن أحد أن ينظر إلى وجهه فضلاً أن يخاطبه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير فدعا الرشيد بدواة
وكتب على ظهر الرسالة الآتى ←
“بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه”
ثم خرج إليه هارون بنفسه على رأس جيش عرمرم تسبقة رياح الغضب على الروم الصليبين وسار اليهم، فلم يزل حتى نزل مدينة هرقل وكانت غزوة مشهورة وفتحا مبينا على المسلمين، فما كان من كلب الروم نقفور إلا أن طلب الموادعة والتزم بخراج يحمله كل سنة.
وقد مات الرشـيد أثناء غـزوه الروم، كما قال السـيوطي في تاريـخ الخـلفاء حيث قال “مات الرشـيد في الغـزو بطوس من خراسان ودفن بها في ثالث من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة هجرية وله خمس وأربعون سنة” هذا والله أعلى وأعلم.