تاريخمن هنا وهناكوعي

معلومات صادمة: تعرف على تاريخ التتار الأول و إمبراطورية جنكيز خان

إمبراطورية دولة المغول

لم يعرف التاريخ القديم أسوأ و لا أسرع من قيام و توسع وسقوط إمبراطورية مثل دولة المغول الهمجية المدمرة في العصور الوسطى .. غزت إمبراطورية المغول و سيطرت على معظم بلدان قارات العالم القديم عدا أفريقيا !

لقد كانت إمبراطورية دموية وحشية سعت بخطى حثيثة إلى تدمير العالم القديم و إفناء سائر الأجناس الأخري و إن كانت قد ركزت نيرانها بشدة على العالم الإسلامي حتى كادت أن تمحو دين الإسلام من الأرض .

سقطت سريعا كما نشأت سريعا !! ستون 60 عاما كان عمرها الحقيقي الذي ههددت فيه العالم .. منذ إعلان قيامها في 1207م إلى تحولها للضعف و الانقسام لتقل حدة خطورتها و تبدأ في تلقى الهزائم !!

العاصمة الأولى كانت بمنغوليا في قرة قورم ثم الثانية في بكين الصين .

شهد العالم موجة تترية أخري مدمرة على يد تيمورلنك (1336 إلي 1405م ) مالبثت أن انتهت بعد وفاته .

في الحقيقة أن ما نطلق عليهم التتار هو اتحاد لكل من أجناس المغول والتتار و الصين والأتراك !!

في نهايات دولة التتار الأولى إعتنق الكثير منهم الإسلام و بدأوا بنشره في البقاع التى غزوها أو استوطنوها بعد الغزو !!

وصاروا من حملة لواء الدفاع عن الإسلام !!

 تاريخ التتار ينقسم إلى ثلاث مراحل :

1- إمبراطورية جنكيز خان و حتى عين جالوت

2- التتار بعد عين جالوت حتى ظهور تيمورلنك أو العصر الإيلخاني .

3- إمبراطورية تيمورلنك النشأة و السقوط

من المستحيل معرفة العدد الحقيقى لضحايا الغزو المغولى للعالم لكن الكثير من المؤرخين يقدرونه ب 40 مليون.

تعدادات السكان خلال العصور الوسطى تشير إلى انخفاض عدد سكان الصين بعشرات الملايين خلال حياة الخان

ويقدر الباحثون أنه قتل ثلاثة أرباع سكان إيران الحالية فى حربه على الإمبراطورية الخوارزمية،

بعد كل ما قيل فإن هجمات المغول خفضت عدد سكان العالم بنسبة 11% (بينما الحرب العالمية الثانية 2 % فقط)

 لماذا بلدان العرب و المسلمين هي الأكثر تأخرا و الأكثر ضعفا و فقرا ؟!

مئات الكتاب و مئات الكتب قديما و حديثا شرقا و غربا و في معظم بلدان العالم تحدثوا عن إمبراطورية المغول .

و العجيب أن كتابات الغربيين تمجد جنكيز خان و تعده بطلا كبيرا ! كذلك ستجد معهم كل كاره لدين الإسلام يمجد ذلك السفاح المخرب

و لسنا ندرى على أي أساس يقيمون البطولات إذا كانت تلك الإمبراطورية قد نشرت الرعب و الدمار في أرجاء العالم ؟! ثم إنها لم تقدم شيئا ذا قيمة لإفادة مسيرة البشر نحو التقدم بل على العكس فقد أعاقت تلك المسيرة و أخرت ذلك التقدم قرونا طويلة .

رائج :   الحاج مصطفى البشتيلي والحملة الفرنسية ..

اللهم إلا إذا كانت البطولة في نظرهم تقاس بمقدار ما يلحقه المجرمون من أذي و ضرر بأمة الإسلام

الكثير منا يسأل لماذا بلدان العرب و المسلمين هي الأكثر تأخرا و الأكثر ضعفا و فقرا ؟!

بينما يصر أعداؤنا و صبيتهم الذين يقيمون بين ظهرانينا على أن السبب وراء ذلك هو دين الإسلام ..

لكن الحقيقة أن بلداننا قد خربت عن عمد واستنزفت و نهبت ! بل أحرق و أبيد فيها كل ما كان ذا قيمة ! واغتيل أو أبعد عنها كل من يتوقع أن يسهم في تقدمها !

ليس في عصرنا هذا فحسب بل في شتي العصور و لمئات السنين

و قد اخترنا أن نقدم لموضوعنا هذا بما كتبه مؤلف أحد المراجع التي اعتمدنا عليها في كتابة فقراتنا و هي مقدمة كتاب ( المغول ) للدكتور السيد الباز العريني – أستاذ التاريخ جامعتي القاهرة و بيروت . يقول :

{ تعرض المشرق الإسلامى منذ أواخر القرن الحادى عشر ، ولفترة تزيد على ثلاثة قرون لأخطار خارجية ، بلغت من الشدة والعنف ما ألحق بالأمة الاسلامية الضرر وبالحضارة والتراث العربى .

وجاءت هذه الأخطار أول الأمر من جهة الغرب المسيحى ، بما سيره من حملات حربية ، أدت الى أن يقام في جوف العالم العربى إمارات الرها وأنطاكية وبيت المقدس وطرابلس .

ولم يلبث المسلمون أن أدركوا خطورة بقاء هذه الإمارات الصليبية ، فبدأت حركة الجهاد وتوحيد الجبهة الاسلامية ، وتيسر لصلاح الدين في معركة حطين سنة 1187 ، أن ينزل ضربة قاصمة بالقوات الصليبية ،

إسترد على اثرها ييت المقدس وسائر ما بأيدى الصليبيين من قلاع ، وحصون ولم يبق لهم غير أنطاكية وطرابلس والساحل بين صور ويافا ،

وأصبحت هذه البقايا الصليبية تعتمد على ما يرد اليها من مساعدات من غرب أوربا ، وعلى ما تلتمسه من حلفاء.

مصر مركزا للمقاومة الإسلامية

وفي أوائل القرن الثالث عشر ، أضحت مصر مركزا للمقاومة الإسلامية بفضل مواردها الضخمة وسيادتها على البحر المتوسط والبحر الأحمر .

وصارت المصالح الاقتصادية التجارية والشخصية تتحكم في الحركة الصليبية ، فحرص الصليبيون على أن يحولوا جهدهم الحربى ، منذ سنة 1218 للاستيلاء، على مصر.

وحدث وقتذاك أن ظهرت حركة المغول في أقصى الشرق بآسيا، بزعامة جنكيز خان و خلفائه ، أوكاى ، و كيوك ، و مونكو ( 1257- 1206 م ) .

فاجتاحت جموعهم الصين و اَسيا الوسطى ، وأملاك الإمبراطورية الخوارزمية ودولة السلاجقة باَ سيا الصغرى ( تركيا ) ، ونفذوا إلى أوربا الشرقية و روسيا و بولندا و المجر .

رائج :   الحلقة الأخيرة من مسلسل ” أبنائى الأعزاء…. شكراً” ودروس تربوية روعة

وقامت حكومة ايلخانات فارس ، سنة 1256 عند قدوم هولاكو لتوطيد سلطان المغول بهذه الجهات وللقضاء على طائفة الإسماعيلية وقوة الخلافة العباسية .

وتحالفت مع المسيحيين في الكرج( جورجيا وأرمينية الصغرى ) و في الإمارات الصليبية بالشام و تحالفت مع القوى المسيحية في الغرب لإنتزاع الأماكن المقدسة وللإستيلاء على مصر .

وحدث في الشرق الإسلامي وقتذاك من أسباب التشاحن والتخاصم و التصادم بين القوى ، ما أدى الى أن تسعى كل قوة الى تأييد المغول ومساندتهم ، فاستطاع العدو بذلك أن ينفذ الى الأراضى الاسلامية ، ويقهر القوى الإسلامية ، الواحدة تلو الأخري .

قد يهمك: العصر الذهبي للاسلام: استكشف حقبة الخلافة الاموية وخلفائها الشهيرين

الغزو المغولى دمار وحريق

وبرغم ما إشتهر به المغول من البسالة والشجاعة ، فإنهم قلما إستخدموها ، طالما كان بوسعهم أن يحققوا أغراضهمم عن طريق الغش والخداع ، فاذا كان الموت عقوبة الشخص الذى يبدى مقاومة ” فإن الموت في كثير من الأحوال يعتبر أيضا عقوبة الشخص الذى يذعن ويستسلم لهم .

فاذا أبقى المغول على حياة بعض سكان المدن التى أذعنت لهم ، فلم يكن ذلك إلا من أجل الإفادة من مهاراتهم لإستخدامهم في الأعمال الفنية أو في قتال مواطنيهم وإخوانهم في الدين ، بأن يجعلوهم في مقدمة جيوشهم عند

الهجوم ، ولم يلبث المغول أن يجهزوا عليهم بعد أن يتحقق غرضهم.

والواقع أن قسوة المغول وشدتهم جرت وفقا لخطة موضوعة ، فيما يثيروا من الخوف والرعب ما يشل حركة الذين سوف يتعرضون لهجومهم ..

وقد رأي المغول أن فيما ينزلونه بالمدن من خرائب تندلع فيها

النيران ما يكفل لجيوشهم الأمن و السلام ، ويجنبهم تمرد الذين نجوا من القتل .

وكلما حاز المغول نجاحا ، إشتد تعطشهم لسفك الدماء ، فلم

يتركروا بالبلاد التى خضعت لهم شيئا من الرحمة أو الرفق .

ويشير المؤرخون إلمسلمون القدماء إلى أنه مهما زاد عدد السكان في خراسان والعراق العجمى حتى يوم القيامة ، فلن يبلغ عشر ما كانوا عليه قبل الغزو المغولى.

يضاف إلى ذلك ما أصاب الكنوز الأدبية و العلمية من دمار وحريق .

دولة المماليك و هزيمة المغول

كان المسيحيون في الغرب يأملون في أن يعتنق المغول المسيحية، وأن يتم التحالف بينهم ، وأن يوجهوا ضربة قاصمة للإسلام ، غير أن هذه الآمال لم تلبث أن تبددت بفضل ما جرى من قيام دولة المماليك فى مصر والشام ، وإنزالها الهزيمة الساحقة بالمغول في معركة عين جالوت سنة 1260م .

رائج :   التجربة الآيسلندية || من إدمان المخدرات للوصول لكاس العالم

فتحطمت تلك الأسطورة التي ذاعت بأن المغول قوة لا تقهر ، وجرت سياسة سلاطين المماليك على التخلص من بقايا الصليبين في الشام ، وإنزال العقاب بالأرمن الذين تعاونوا معهم و مع المغول في قليقية ثم المضى في قتال المغول ،.

فاستطاع السلطان بيبرس أن ينزل الهزيمة بالأرمن سنة 1266م فعزلهم بذلك عن حلفائهم الفرنج والمغول .

وتلى ذلك فتح أنطاكية سنة 1268م و طرد الصليبيين منها .

وحلت هزيمة بالمغول في معركة عينتاب سنة 1277م ، حيث لقى نحو7 آلاف من المغول مصرعهم في ساحة القتال ،.

وما هو أكبر من ذلك أهميهَ الانتصار، الذى أحرزه المسلمون ، زمن الناصر محمد ابن قلاون على المغول في وقعة مرج الصفر بالقرب من دمشق فى أبريل 1303م…

الاسلام يستعيد مكانته

دخل السلطان الناصر القاهرة ،و الأسري من التتار بين يديه مقيدين ، ورؤوس من قتل منهم معلقة في رقابهم ، وألف رأس على ألف رمح ،و الأسرى عدتهم ألف وستمائة ، وطبولهم قدامهم مخرقة ؟ .

على أن الاسلام أخذ يستعيد مكانته رويدا رويدا في البلاد التى خضعت للمغول ، ولم يلبث أن حاز من النجاح ما لم يظفر به البوذيون و المسيحيون

فعلى الرغم من مصرع تكودار المغولي في أغسطس سنة 1283م بسبب تعلقه بالاسلام ، فان أول ما قام به جازان ( 1295 – 1304 م) من أعمال ، أنه اعتنق الإسلام ، ولم يلبث أن أقبل الموظفون ورجال الدين المغول على اعتناق الإسلام ، وانقطع ما كان يربط إيلخانات فارس بمغول الوطن الأم من علاقات.

فاستقر الاسلام بين المغول في فارس و في الأقاليم التابعة لهم. ؛ ولم تلبث المدن الإسلامية التى تعرضت للخراب أن

نهضت وانتعشت ، وامتزجت الشعوب المختلفة ، ودارت المناقشات بين أرباب دياناتهم .

ونشطت التجارة ، بعد أن عطلها ما كان من عداوة بين سلاطين المماليك وإيلخانات فارس ؛ واتسعت أملاك مصر فتجاوزت حدود الدولة الأيوبية القديمة ، سيما بعد زوال البقية الباقية من الصليبيين بالاستيلاء على عكا ، سنة 1291م ، والسيطرة على ارمينيا الصغرى .}

———————————————————————

مصادر و مراجع الموضوع كاملا .

  • المغول في التاريخ: كتاب : د. فؤاد عبد المعطي الصياد : ط دار النهضة العربية 1980م
  • تاريخ المغول: كتاب : منذ حملةجنكيز خان حتى قيام الدولة التيمورية : عباس إقبال ..ترجمة د. عبدالوهاب علّوب – مصدر مهم
  • السلطان سيف الدين قطز: كتاب :ومعركة عين جالوتفي
  • عهد المماليك: د. علي محمد محمد الصَّلاَّبِّي – من أهم المصادر
  • المغول : كتاب : د.السيد الباز العريني : ط دار النهضة 1981م
  • بحث : دور سلاح الرعب في سياسة المغول العسكرية تجاه العالم اﻹسلامي1151 – 1116م الجامعة الإسلامية غزة

Related Articles