في سنة ١٩٢٥.. خمسة من أشهر رجال الاعمال الفرنسيين والمشهورين في تجارة الخردة استلموا خطابات دعوة حكومية لحضور اجتماع سري جدا مع ممثل الحكومة لشئون التجارة والصناعة بأشهر فنادق باريس وقتها وهو فندق ( كريون ) .
رجال الاعمال حضروا في الوقت المحدد واستقبلهم الممثل الحكومي بترحيب شديد وسط اجواء فخمة في قاعة تم استئجارها في الفندق .. وبعد الضيافة الفخيمة من أكل وشرب عرض عليهم اغرب عرض في التاريخ دائما وابدا ومطلقا .
العرض كان عبارة عن ان الحكومة الفرنسية بتواجه مشاكل كبيرة في تكاليف صيانة ( برج ايفل ) وانه مش جايب همه من مردود السياحة .. ومعدش مشروع مربح لفرنسا .. فبيفكروا يعملوا مكانه معلم احسن منه .. لكن اكمن مفيش سيولة فعايزين ( يبيعوا البرج ) كحديد خردة الأول .
وسط اندهاشهم وازبهلالهم التام عرض عليهم مخططات تفصيلية للبرج وتفصيلاته الحديدية بابعادها واطوالها واوزانها .. واكد عليهم تاني ان الموضوع ( غاية في السرية وفي حيز الدراسة ) ولسه الحكومة هتدرس عطائتهم الاول في شراء حديد البرج .. وبعدها هيتم الاعلان عن بدء التنفيذ بأجواء احتفالية لم يشهد لها العالم مثيل .
وخدهم تاني يوم يشوفوا ( برج ايفل ) عالطبيعة ويتأكدوا عن طريق المهندسين والفنيين بتوعهم انها مطابقة للواقع ونفس ابعاد واحجام واوزان الوحدات الانشائية للبرج .. وبالفعل المخططات طلعت متطابقة وكله تمام وميت فل وتسعتاشر .
تم استلام العروض واختيار العرض الاكبر ودعوة صاحب العرض الفائز .. وكان المبلغ ضخم جدا .. وتم توقيع العقد في جو احتفالي من المسئول ومساعديه ورجل الاعمال ومهندسينه وفنيينه .. وفي نهاية الاحتفال قام رجل الاعمال بدفع مبلغ كتأمين وهو ربع المبلغ الكلي المتفق عليه !
مر يوم بعد يوم وشهر بعد شهر في انتظار امر البدء في المشروع لكن كان دايما مسئول الحكومة بيماطل في الميعاد .. لكن بعد فترة تم اكتشاف الكارثة !!!
ممثل الحكومة مطلعش ممثل حكومة وانما النصاب الاشهر في التاريخ وهو ( فيكتور لوستينج ) والملقب بـ ( الرجل الذي باع برج ايفل ) .. وكل ما تم هو عملية نصب تبعتها فترة مراوغة في الميعاد من نفس النصاب للقيام بعمليات تانية من النصب في نفس المدينة .. وللاسف رجل الاعمال من هول النصباية وقوتها ما بلغش الحكومة عشان مايبقاش حديث الصحافة المحلية والعالمية في السخرية والتندر .. وكمان تبوظ سمعته التجارية .
الاغرب والاكتر ادهاشا ان ( فيكتور لوستينج ) رجع باريس بعدها بـ ٦ شهور وباع البرج مرة تانية بالمخططات اللي فاتت .. وكمان تأكيدا عالنصباية المرة دي ارفق مع الورق ( عطاءات وعروض اسعار رجال الاعمال اللي فاتو ) باختام شركاتهم وتوقيعاتهم المعروفه للتاجر الجديد المنصوب عليه .. لكن المرة دي باع ( برج ايفل ) باكتر سبع مرات من المبلغ اللي باعه بيه للي قبله .. ويقال كمان التاجر اما اتواصل مع اللي اتنصب عليه قبله مرضيش ينبهه واتهرب منه !