فن الادارة ..قضايا وأراءوعي

عندما يكون “كب” الطبيخ أكثر فائدة من وجع البطن

في مثل شعبي كان منتشر زمان خاصة بين الفقراء بيقول .. “وجعك يا بطني ولا كب الطبيخ”.

الفقراء زمان مكانش عندهم تلاجة فالأكل كان بيفسد بسرعة .. فلما الطبيخ تبدأ تظهر عليه علامات الفساد كان الفقراء بيختاروا أنهم يكلوه رغم علمهم إنه هيوجع بطنهم بدل من التخلص منه!
المثل ده مثال لإحدى المغالطات المنطقية المشهورة باسم 
مغالطة التكلفة الغارقة Sunk Cost Fallacy
ودي من أكتر المغالطات اللي بنقع فيها كلنا .. وممكن تضيع من ناس كتير أموالهم وأعمارهم!

المغالطة هي إن البشر بياخدوا قرارات مستقبلية بناء على خوفهم من خسارة استثماراتهم السابقة ( وقت – جهد – مال) حتى وإن كانت الإستثمارات دي ملهاش تأثير على النتيجة المستقبلية!

أمثلة

– اشتركت في كورس ودفعت فلوسه .. بعد كام محاضرة اكتشفت إن الكورس مش مناسب ليك على الإطلاق ومش هيفيدك .. لكنك قررت تكمل على أي حال بما إنك دفعت الفلوس بالفعل! .. قررت تستمر في خسارة وقت ومجهود ممكن تستغلهم في حاجة مناسبة ليك وتفيدك! ..خوفك من خسارة استثماراتك السابقة دفعك لمزيد من الخسارة!

رائج :   الخيال الجميل .. رسالة من بريد الجمعة

– بدأت شغلانة مع عميل وبعد ما اشتغلت كام يوم اكتشفت انه عميل مُتعب وهيستهلك طاقتك ووقتك أكتر من اللازم .. فبدل ما تعتذر عن الاستمرار قررت تكمل عشان ما تضيعش الكام يوم اللي اشتغلتهم بدون مقابل! .. والنتيجة انك هتستمر في الخسارة مع العميل ده أسابيع ويمكن شهور في المستقبل!

– فتحت مشروع واستثمرت فيه شوية فلوس ووقت .. بعدها اكتشفت إن المشروع مالوش فرصة في النجاح .. فبدل ما تصفي المشروع عشان تقلل خسارتك وتكتفي بالخبرة المكتسبة قررت إنك تستمر في الاستثمار في المشروع وضخ المال والوقت في مشروع فاشل لأنك مش قادر تتقبل إن استثماراتك السابقة هتروح عليك! .. فتخسر أكتر واكتر!

– اشتريت 4 سندوتشات لأنك كنت جعان وفاكر نفسك هتاكل كتير … كلت منهم 2 وشبعت .. لكنك قررت تكمل باقي الأكل بما إنك دفعت فلوسه .. والنتيجة؟ .. حموضة ووجع بطن وخسارة أكتر بكتير من ثمن السندوتشين.

– خطبت أو اتخطبتي .. بعد فترة اكتشفتوا إن الطرف التاني غير مناسب .. لكنكم تكملوا الجوازة بما إنكم استثمرتوا وقت وفلوس ومشاعر في الموضوع .. الخوف من خسارة شهور في الماضي يخليكم تخسروا باقي سنين عمركم في المستقبل!

رائج :   أسئلة و أجوبة عن كورونا فايروس (كوفيد-19)

سؤال

لو افترضنا انك مستثمر في 3 مشاريع .. الأول مستثمر فيه بـ 10 ألاف جنيه .. الثاني 50 ألف جنيه .. التالت 100 ألف جنيه .. لو افترضنا إنك مضطر تحتفظ بمشروع واحد بس منهم وتضحي والاتنين التانيين .. هتختار أي مشروع؟
معظم الناس هيختار المشروع التالت من غير ما يسأل أي أسئلة عن المشاريع .. الخوف من الخسارة الكبيرة هتخليه يتجاهل أي مشروع فيهم فرصته في النجاح أكبر وهيسعده العمل فيه أكتر.
الإنسان بطبعه بيتحرك بدافع الخوف والخسارة أكتر من دافع الإنجاز والربح ..

من الظريف إن بعض شركات الألعاب بتلعب على الموضوع ده نفسياً .. لو لعبت أي لعبة من اللي بتبني فيهم مدينة / مزرعة / جيش .. اللعبة بتديك إمكانية في الأول تكبر مدينتك أو مزرعتك .. تخليك تستثمر من وقتك في تصميم الكيان الافتراضي ده .. وكل ما استثمرت أكتر كل ما كان فرصة إنك تسيب اللعبة وتضحي باللي بنيته أقل .. وبالتالي تستمر في اللعب خوفاً على مدينتك أو مزرعتك الإفتراضية اللي تعبت في بناءها .. الشركة تستمر في جني الأرباح وانت تستمر في خسارة الوقت!

رائج :   ألمانيا .. معجزة إقتصادية لا تتكرر || الجزء الأول

الحل

لو ركزت في تفاصيل حياتك هتلاقي أمثلة كتير عالمغالطة دي .. أظن كلنا بنقع فيها بدرجات متفاوتة .. حاول تقلل من وقوعك فيها بقدر الإمكان .. والمهم إنك ما تقعش فيها في موضوع كبير زي استثمار مالي كبير أو ارتباط طويل المدى..

في حاجة ممكن تساعدك على اكتشاف المغالطة قبل ما تقع فيها .. لما تيجي للنقطة اللي تقرر فيها تكمل أو متكملش اسأل نفسك .. لو مكنتش استثمرت في الموضوع من قبل (وقت أو مجهود أو فلوس) ولسه هتدخل فيه من البداية .. كنت هتدخل ولا لأ؟ .. لو لأ .. يبقى ما تكملش!

مقالات ذات صلة