أجمل رسائل بريد الجمعةقصص وعبرقضايا وأراء

أحزان المساء .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

أنا رجل تجاوزت الستين بسنة وكنت أشغل وظيفة مدير إدارة بإحدى المصالح الحكومية‏.‏ 

وقبل بلوغي سن المعاش بحوالي سنة ونصف السنة أصبت بورم في المخ وحالة توهان دفعتني لعدم التركيز حتى أنني انقطعت عن العمل‏,‏ ولم أكن أعرف السبب إلى أن سقطت ذات يوم على باب الحمام وجاءني الطبيب وتم عمل أشعة ودخلت مستشفى تابعا للتأمين الصحي‏,‏ وتم إجراء جراحة لاستئصال الورم‏,‏ وتمت العملية بنجاح والحمد لله دون خسائر إلا بعض التشوهات الخفيفة في مقدمة رأسي‏,‏ واضطر ابني بالتوكيل الذي معه أن يسوي معاشي قبل موعده‏,‏ مما أدى إلى تخفيضه بحوالي ‏200‏ جنيه شهريا‏,‏ وليس ذلك بالمهم عندي فقد حمدت الله كثيرا على نجاتي دون خسائر أو آثار جانبية خطيرة‏.‏

رائج :   الإحساس القديم ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

والمشكلة التي أعانيها حاليا هي مع الأسف الشديد زوجتي  وكانت مديرة مدرسة ابتدائية وأصبحت بالمعاش مثلي‏,‏ فهي تعاملني وكأني لست موجودا وتتصرف بحريتها من خروج ودخول ونعيش في منزل واحد‏,‏ ولكن في حجرتين منفصلتين وترفض المبيت معي في فراشي‏,‏ بل أنني أتناول طعامي وحدي وإذا دعوتها إلى الفراش ترفض بحجة أننا كبرنا على ذلك‏,‏ وأنه لا يليق بنا ونحن في هذه السن أن نفعل مثل الشباب‏.‏

وأنا يا سيدي والحمد لله مازلت في صحة جيدة وأشعر بالحرمان لأنه منذ أكثر من ‏4‏ سنوات لم تحدث العلاقة الحميمة بيننا وأخاف على نفسي من الانحراف بعد هذه السن وبعد توبتي ورجوعي إلى الله‏.‏

رائج :   من سلسلة (روايات مصرية للجيب) || الحجرة

فما رأيك؟ هل تصرفاتها معي هكذا صحيحة؟‏!‏ إنني أتعذب كثيرا وأغض بصري بصعوبة بالغة مع ما أراه في الشارع من مناظر تثير الحجر‏.‏

وقد أصبحت حزينا مكتئبا وأخشى على صحتي من هذا الحزن المستمر والكآبة الشديدة‏,‏ حتى أنني لم أعد أركز في صلاتي وليغفر لي الله‏,‏ و هو الغفور الرحيم‏,‏ فهل لديك حل لمشكلتي بخلاف الصبر‏,‏ حيث لم تعد لي طاقة على أي شئ‏,‏ وخاصة بعد أن ساءت نفسيتي وأصابني الاكتئاب‏,‏ وهل هناك سيدة ظروفها سيئة لوفاة زوجها مثلا وتريد أنيسا يرعى الله فيها ويعيش معها في أمان وسلام بقية العمر‏.‏

رائج :   مملكة العميان (قصة قصيرة من الأدب العالمي)

ولكاتب هذه الرسالة أقول (رد الاستاذ عبد الوهاب مطاوع) ‏:‏ 

زوجتك مخطئة بكل تأكيد في تعاملها مع الحياة الزوجية وكأن دورها فيها قد انقضى بانقضاء مرحلة الشباب‏,‏ وذلك أن المرأة الحقيقية ــ كما جاء على لسان إحدى  شخصيات قصة أمريكية حديثة ــ لا يتقدم بها العمر أبدا‏.‏

ومادمت لا تصبر على الحرمان فإن من واجب زوجتك أن تراجع أفكارها بهذا الشأن ‏..‏ وأن تعينك على العفاف ‏..‏

فإذا لم تقتنع بذلك واستنفدت أنت كل وسائل الاقناع الهادئ لها به‏ ..‏ فإن الانصاف يقتضي منها ألا تعترض على زواجك من أخرى إذا لم يكن هناك بديل آخر لذلك سوى التعرض لخطر الفتنة والوقوع في هاوية الخطيئة‏.‏

مقالات ذات صلة