قضايا وأراءوعي

شهوة السلطة .. حكم وعبر و نماذج من هنا وهناك

السلطة فتنة عظيمة و شهوة لا تعادلها أي شهوة تانية و ميعرفش كده غير اللى جربها بالفعل و عشان السلطة تدوم لشخص ما لازم الشخص ده ياخد شوية إجراءات من شأنها ترهيب و إبعاد منافسيه و القصص فى الموضوع ده كتيرة جداً هحاول أوضح بعضها فى المقال ده ..

موريتانيا

موريتانيا بلد ثرية جداً فى موضوع الانقلابات العسكرية و ده محتاج مقال لوحده الحقيقة لكن هحاول أختصر قدر المستطاع ..

كان فى رئيس هناك إسمه محمد خونه ولد هيداله حكم موريتانيا من 1980 لحد 1984 ساهم فى إنقلاب عسكرى قبل كده و وصل للسلطة فى إطار صفقة لتقسيم التركة بين العسكريين ..

المهم إن الراجل تم الإنقلاب عليه من واحد اسمه معاوية ولد سيدى أحمد الطايع و اللى استغل إن هيداله بيحضر مؤتمر بره البلد و سرق منه السلطة و قاله امشى من هنا مش هنلعب معاك تانى  ..

المهم إن الإنقلاب كان أبيض يعنى حظى بتوافق العسكريين اللى كانوا الفئة الحاكمة وقتها فالراجل الغلبان معرفش ياخد معاهم حق و لا باطل و قبل بالأمر الواقع لمدة 19 سنة لحد ما ربنا كرم موريتانيا و قالوا نعمل انتخابات فى سنة 2003 ..

نزل ولد طايع و نزل قصاده كام مرشح كده لكن أبرزهم كان هيداله الرئيس السابق يقوم ولد طايع يضيق على منافسه فى الانتخابات و رجالته يهددوه ليل نهار و يسيئوا ليه فى وسائل الإعلام المتاحة وقتها على أمل إنه يتراجع لكن المفاجأة إنه متراجعش فاضطر ولد طايع إنه يستخدم أخر الوسائل المتاحة قدامه ..

قبل الإنتخابات بيومين قبض على واحد من أبناء هيداله و بعدين قبض على إبن تانى ليه و قبل الإنتخابات بيوم قبض على هيداله نفسه والتهم جاهزة و الورق ورقنا و الدفاتر دفاترنا ..

ولاده عندهم مشاكل مع القضاء و بيحرضوا الناس على العنف و بيثيروا الخوف ضد المواطنين أما أبوهم فاتهم بالتحريض على الإنقلاب و اثارة الشغب و استخدام إذاعة بديلة لإعلان فوزه بالإنتخابات اللى لسه متمتش أساساً و انهم اعتقلوه عشان يعرفوا الشعب الموريتانى حجم المؤامرة اللى كان بيدبرها ..

بعد يوم كامل خرجوه عشان الإنتخابات متتعطلش بغياب أحد المرشحين و نجح ولد طايع بنسبة 66.8 % فخرج هيداله و إتنين من المرشحين التانيين فى مؤتمر صحفى رفضوا فيه نتيجة الإنتخابات فاعتقلوه تانى بعد 3 أيام و فضلوا حابسينه لحد ما الدنيا هديت ..

رائج :   ألم الحقيقة‏‏ ! .. رسالة من بريد الجمعة

جدير بالذكر إن بعد أقل من سنتين تم الإنقلاب على ولد طايع من واحد تانى إسمه على ولد محمد فال و اللى وعد بتسليم السلطة للمدنيين بعد فترة حكم عسكرية إمتدت 30 سنة و اللى بالفعل جابت رئيس مدنى منتخب بإنتخابات حرة نزيهة لأول مرة فى تاريخ موريتانيا إسمه محمد ولد الشيخ عبد الله لكن للأسف الراجل ده معمرش غير سنة و شهرين بعدها تم الإنقلاب عليه من الجنرال محمد ولد عبد العزيز و اللى لازال بيحكم البلد لحد دلوقت ..


زيمبابوي

فى إنتخابات زيمبابوى 2008 نزل فى الإنتخابات 4 مرشحين أبرزهم الديكتاتور روبرت موجابى و منافسه الأول مورجان تسفانجيراى و اللى دخل الإنتخابات و خلع على جنوب إفريقيا عشان يحمى نفسه

و بحكم إنه فى أمان نسبي قدر يفضح كتير من ألاعيب موجابى و عيوبه اللى كانت واضحة أساساً فقدر يكسب ثقة الشعب و بالفعل فى الجولة الأولى اللى تمت فى 29 مارس قدر إنه يحقق نسبة تخطت الـ 50 %

طبقاً لتقديرات الحركة من أجل تغيير ديموقراطى اللى هو زعيمها – و ده معناه إنه بقى رئيس رسمى لزيمبابوى إلا إن الحكومة و الجيش و الشرطة و القضاء قالوا إن الكلام ده غير صحيح و إن الإعلان ده يمثل إنقلاب و طالبوا بإعادة فرز الصناديق ..

حسب القانون كان لازم يعاد فرز الأصوات بعد يومين يعنى يوم 1 إبريل إلا إن الصناديق تم فرزها يوم 13 إبريل يعنى بعد أسبوعين بالتمام و الكمال و رغم الملاحظات اللى المعارضة أثبتتها صوت و صورة زى وجود صناديق غير محكمة الإغلاق و صناديق أقفالها مكسرة و صناديق أقفالها مش موجودة أساساً

إلا إن اللجنة القضائية شافت إن كل دى ملاحظات متأثرش فى النتيجة النهائية و رغم كل التجاوزات دى و اللى تمت عياناً بياناً لصالح الديكتاتور موجابى إلى إن نتايج الجولة الأولى أظهرت إن تسفانجيراى متقدم بنسبة 47.9 % مقابل 43.2 % لموجابى ..

نسبة زى دى أوجبت جولة تانية و كان من المفترض إنها تتم فى أسرع وقت إلا إن النظام عطلها لحد ما تمت بعد 3 شهور تقريباً و تحديداً 27 يونيو عشان يعرفوا يرتبوا ورقهم من أول و جديد لإن محدش كان متخيل إن تسفانجيراى يقدر يحقق الأصوات دى كلها ..

الراجل المعارض رجع زيمبابوى لما حس إن الشارع معاه و بدأت التهديدات توصله بإنه هيتم إغتياله و تم التضييق على مؤتمراته و رغم كده فضل مستمر فاضطر النظام إنه يقبض عليه قبل الإنتخابات بـ3 أسابيع بحجة إنه بيحضر إجتماعات غير قانونية

رائج :   الأصابع الصغيرة ‏!‏! .. رسالة من بريد الجمعة

و رغم كل ده إلا إن الراجل إستمر فى الإنتخابات فمقدرش النظام غير إنه يزورها بس تزوير غشيم شوية لإن سبحان الله يا مؤمن الراجل اللى كان كسبان الإنتخابات من أول جولة و اللى بعد ما اتزورت النتائج طلع فيها أول برضه مقدرش يجيب أكتر من 9.3 % من الأصوات مقابل إن موجابى الحاكم العطوف على شعبه جاب 85.5 % و الباقى كانت أصوات باطلة ..

راجل كان جايب تقريباً 1.2 مليون صوت فى الجولة الأولى مقدرش يجيب أكتر من 233 ألف صوت فى الجولة التانية و الغريب إن الإنتخابات تمت عادى و موجابى كمل فترة رئاسته لحد ما تم الإنقلاب عليه من الجيش عشان كان عاوز يخلى مراته تورث منصبه ..


أوغندا

يورى_موسيفينى ديكتاتور أوغندا اللى مغتصب السلطة من 32 سنة و عمره وصل لـ73 سنة له مواقف و طرائف مع منافسه فى الإنتخابات كيزا بيسيجى ..

بيسيجى إترشح لإنتخابات 2001 و 2006 و 2011 و كل مرة كان بيخسر بالتزوير .. المهم فى الموضوع هو تعامل موسيفينى معاه ..

فى انتخابات عام 2001 مثلاً تم إتهامه بالخيانة الوطنية و دى تهمة لطيفة و جاهزة و تنفع لأى مكان و زمان خلت الراجل يهرب لجنوب إفريقيا ..

بعدها رجع تانى قبل إنتخابات 2006 و كان عنده أمل ينجح فاتهمه موسيفينى بالإغتصاب و الإرهاب – الإتنين – فيخسر الإنتخابات و يهرب ..

بعدها يرجع تانى قبل إنتخابات 2011 فيتهمه موسيفينى بالتحرش و المثلية الجنسية – يعنى كان بيتحرش بالرجالة  – المهم الراجل ميأسش و كمل لحد إنتخابات 2016 و خسرها كالعادة قصاد موسيفينى اللى قبض عليه قبل الإنتخابات بيوم واحد بتهم خايبة زى الخطابة أمام حشود معارضة أو تنظيم مؤتمرات دعائية بدون تصريح ..


سريلانكا

فى مواقف تانية لطيفة بتنم عن الإنتقام زى ما حصل فى انتخابات سيريلانكا 2010 بين الرئيس ماهيندا راجاباكشا و بين المعارض ساراث فونسيكا و اللى أظهر تحدى كبير قصاده من خلال تصريحاته و اللى حس معاها الرئيس إن صورته إتهزت و كان لازم ينتقم ..

كسب راجاباكشا الإنتخابات بنسبة 57.88 % و فونسيكا جاب 40.15 % بس فأعلن إنه هيطعن على النتايج دى و إن فى تزوير حصل و ياعينى مسافة ما صرح التصريح ده إلا و تانى يوم كان واقف فى أمان الله مع 3 معارضين

رائج :   ما هي المدة القصوى التي ستصفق فيها لشخص ما مهما بلغ شأنه؟

جت قوات جيش شالته – حرفياً – هيلا بيلا و رموه فى البوكس و بعدين محاكمة عسكرية سريعة بتهمة التحضير لإنقلاب على الرئيس و اتحكم عليه ب 30 شهر سجن و بعدها بشوية اتحكم عليه بـ3 سنين فى تهمة تانية ..


روسيا البيضاء

ألكسندر لوكاتشينكو ديكتاتور روسيا البيضاء عمل حركة انتقامية جميلة جداً – لا و جديدة –

بعد إنتخابات 2010 و اللى كسبها كالعادة بتزوير فاق كل الحدود نزلت عشرات الآلاف من الناس فى الشوارع منددين بالتزوير و كان معاهم 7 مرشحين فى الإنتخابات من أصل 10 مرشحين ..

لوكاتشينكو كان أول قرار ليه هو ضرب الناس بالنار و تفريقهم و القبض على المشاغبين منهم و اللى كانوا 639 شخص و سبحان الله كان من ضمنهم ال 7 مرشحين اللى تظاهروا – السبعة كلهم مشاغبين  –

فحبسهم و منعهم من دخول الانتخابات تانى و لما سألوه هو انت مش متخيل إنك تطلع من الرئاسة تانى قالهم التغيير فى الانتخابات البرلمانية وارد إنما تغيير رأس السلطة فى روسيا البيضاء مش هيحصل .. ديموقراطية بلا حدود الحقيقة ..


غينيا

تيودورو_أوبيانج_إنغويما ديكتاتور غينيا و ابن أخ ماسياس إنغويما الرئيس السابق ليه قعد 37 سنة فى الحكم و كان له قصة ظريفة فى بداية حكمه لما عمه حب يحمى نفسه ففضل يرقيه لحد ما وصله لمنصب نائب قائد الجيش

و أول ما وصل استغل سلطاته و انقلب على عمه و حاكمه بتهمة الخيانة العظمى و اختلاس أموال الدولة و فوقهم جرائم إبادة جماعية .. الحقيقة قصص اللهاث وراء السلطة مش بتخلص و بيبقى فيها دراما كبيرة زى ما انتوا شايفين كده ..


و زى ما حضراتكم قريتوا كده بالظبط ممكن جداً أى حاكم يحبس معارضيه و يحاكمهم و يضيق عليهم و يلفقلهم تهم ملهاش أساس عشان ميترشحوش ضده لكن فى النهاية بيفضل فى نظر العالم كله ديكتاتور و ظالم و مجرد إمعة لقى فرصة عشان يوصل للسلطة

عشان كده دايماً بنقول إن ممكن الديكتاتور يعيش و يموت و هو على رأس السلطة لكن التاريخ مبيرحمش و بيحط كل واحد فى حجمه الطبيعى و كل مساوىء الطغاه بيتم ذكرها علناً فى كل مكان على وجه الارض لحد ما الشعوب تفوق و تعرف حقوقها إيه و تطالب بيها ..

مقالات ذات صلة