تاريخوعي

أكبر السُفهـاء اللي حكموا مـصـر

انهاردة هحكيلكم قصة شخص من أكبر السُفهـاء اللي حكموا مـصـر في تاريخها الحديث .. وعلشان عقلك ميروحش لبعيد فـ احنا هنتكلم عن الأميـر “خمارويـة بن طولـون”.

قد يهمك: هل تعلم .. أطول رحلة في تاريخ الطيران

خمارويـة بن طولـون و الحكم

في مايو عام 884م ورث الأمير “خمارويـة بن طولـون” الحكم عن أبيه “أحمـد بن طولـون” مؤسس الدولة الطولونية، وكان الأميـر “خمارويـة” عمره وقتها 20 سنة.

وكانت مصر في هذا الوقت خارجة من عباءة الخلافة العباسية وتتجه نحو التنمية والبناء اللي كان بيعملهم “أحمـد بن طولـون” ليجعل مصر دولة مستقلة بذاتها.

لكن ابنه “خمارويـة” بعد ما ورث الحكم، بدل ما يكمل طريق والده في البناء والتنمية، قـام بإفـلاس مصـر في ظرف 12 سنة، اللي هي مدة حكمه لمصـر.

في البداية أول ما تولى “خمارويـة” الحكم، قام بجمع أمهر البنائين في مصر وفي العالم، وطلب منهم أن يهدموا قصر أبيه، الذي كان قِبلة ومنارة إنطلاق الدولة الطولونية، ويبنوا له قصر عظيم لم ترى البلاد مثله.

فكانت حوائط هذا القصر مطلية بالذهب و اللازورد، وبداخله بحيرة كبيرة، وداخل هذه البحيرة بركة خاصة، المياه اللي فيها كانت مخلوطة بماء الورد والزئبق، وفي الوسط عدة نوافير مصنوعة من الذهب الخالص ومواسير فضة لتوزيع المياه في البحيرة، وفي كل ركن تلاقي طواويس بألوانها البديعة واقفة كده في شموخ وعظمة.

رائج :   معلومات “لازم” تعرفها عن فايرس كورونا Covid-19

“المؤرخ المسعودي”بيحكي ان حوالين القصر كان فيه قطعة أرض كده قرر انه يعمل بستان مُترامي الأطراف وحديقة تحبس الانفاس.

في البداية زرعها كلها شجر ونخل من أجود وأندر أشجار الفاكهة، ومكتفاش بالنوعيات الموجودة في مصر، فبعت يستورد أشجار من بلاد فارس وإيطاليا.

ومن كتر سفـهه واستهتاره بالمصريين، عَيّن حوالي ألف بُستاني كانت شُغلتهم هي تجميل الحديقة فقط !!، ده حتى مقصات الحديقة اللي كانوا بيستخدموها كانت مصنوعة من الفضة.

ذهب و غضب

كل ده كان بيعمله بدون أي إصلاحات إقتصادية في البلد، لحد ما الناس بقيت مش لاقية تاكل، وقلّت الموارد زي القمح والشعير لإن التجار اللي كانوا بيجيبوا المحاصيل دي، خصصوا قوافلهم لمتطلبات السيد الأمير خمارويـة.

وبدأ الغضب يزداد بين الشعب المصري ..

رائج :   أربع نصائح حقيقية لرشاقة الدائمة !!

فيعمل اية “خمارويـة” علشان يمتص غضب الشعب ؟!

كان بياخد غلمانه وحاشيته ويطوف بيهم في شوارع مصر ويوزع على الناس دنانير ذهبية، وكان معاه طاقم إعلامي جعوري الصوت كل ما يمر بطائفة من الناس يهتفوا بـ “يحيا الملك” – “عاش الملك”، وكعادة الغوغـاء والجهلـة في الشوارع، بيهتفوا وراهم للأمير مُهلّلين فَرحين بالدنانير اللي بتتحدف لهم.

وعلشان يضمن ولاء الجيش والشرطة والناس اللي فاهمة الخراب اللي بيعمله، فبقى يوزع على قادة جيشه الذهب والفضة، ويصنع للجميع ولائـم مُهيـبة، ناهيك عن الترقيات والمكافائات.

ولو انت مستغرب من اللي قرأته ده، فخليني أقولك ان كل ده لا يذكر جنب اللي عمله في زفاف بنته الاميرة “قـطر النـدى”.

قد يهمك: الصين .. تاريخ نهضة || الجزء الاول

بزغ و افلاس مصر

“خمارويـة” كان عنده بنت شديدة الجمال والنعومة اسمها “قـطر النـدى” وكان عمرها 14 سنة، وعرض على الخليفة العباسي احمد المعتضد بالله انه يزوجها لإبنه، فالخليفة رفض وقال أن ابنه لسه صغير ولا يُقدّر الجواهـر، لكن أبوه بيعرف يقدّر، وراح طالبها لنفسه هو .. وطبعا “خمارويـة” كان عنده استعداد يبيع حتى بنته علشان يكتسب شرعية في حكمه، فوافق.

رائج :   10 ​طرق يستخدمها الإعلام للتأثير على عقول الشعوب

الزواج ده كان معروف زواج سياسي لأن الأميرة كان عمرها 14 سنة، والخليفة العباسي ماشي في الخمسين، وعلشان “خمارويـة” يثبت ان الزواج ليس بقربانًا لتثبيت أركان حكمه، فراح عامل زفاف هو الأكبر والأطول والأشهر في التاريخ، الذي قال عنه المقريزي “لم يدع خمارويـة حجرًا كريمًا أو قطعة من الذهب في مصـر بسببه”.

كان جهازها وحُليّها، حمولة عشرين جمل، مُحَمّلين بالذهب والزمرد، وحتى اللبس كان عامل لها 100 سروال داخلي منسوج بخيوط الذهب والفضة رايحين على بغداد، وبسبب الزفـاف ده مصـر أفلست حرفيًا.

قد يهمك: البيتكوين (العملة المجنونة) .. تاريخه و حاضره و مستقبله

الخاتمة

ودي كانت قصة السفـيه الأشهر اللي حكم مصر، وزي ما أنتم شايفين احنا اهو بعد ألف سنة بنتكلم عنه، مش بسبب انجازاته، لكن بسبب سفاهـته وتضييعه لعرق شعبه، حتى كل كتب التاريخ اللي ذكرت قصته هتلاقوه مُلقب بـ “السفـيه الأرعـن”.

القصة فيها عبرة مهمة وهي أن التـاريخ لا يمكن تزيّيفه، ومهما حاول البعض التلاعب في أحداثه وتزويرها، هييجي الوقت اللي هيظهر كل حاكم على حقيقته.

 

مقالات ذات صلة