دين و دنياقصص وعبروعي

أريده ملتزما (قصة قصيرة) .. عندما يكون كل شئ قسمة ونصيب

انهت أمي مكالمتها مع صديقتها بـ :”بعتذرلك يا حبيبتي بنتي رافضة، كل شئ قسمة ونصيب وربنا يوفقه للأحسن منها” ثم اغلقت الخط ووضعت يديها على وجهها واجهشت بالبكاء ،جثوت على ركبتي ووضعت رأسي على “فخذيها” فربتت على رأسي، نظرت لوجهها وكلي ألم لا أعرف ماذا أقول لها وأنا كلي خجل ولكن بداخلي يقين أني على حق تشجعت وقلت لها سامحيني يا أمي لا استطيع الزواج بابن صديقتك انه شاب تافهه سطحي بعد مقابلتي له تيقنت أنه غير مناسب لي 

-لم اعارضك يوما ومن قبل وافقت على خطوبتك للشاب الوحيد الذي احببتيه ورغم ذلك لم تستمر الخطبة اكثر من شهرين
-نعم يا أمي ولكنك تعلمي جيدا أنه كذب علي وعلمت أنه كان يعرف فتيات من قبلي ووعدهن بالزواج فهو غير جدير بالثقة هل تري يا أمي أني لا استحق رجل يقدرني ويعرف قيمتي الا استحق من هو افضل من ابن صديقتك التافه

-بل تستحقين من هو افضل فهل نسيت ان كل شاب تقدم لك كان أفضل من الآخر
-يا أمي كل منهم به عيب أنا لا أبحث عن الثراء أو المنصب لا أفكر في اسم عائلة أنا ابحث عن شخص يتقي الله في وتكون افكارنا متقاربة شخص اشعر انه سيحتويني ،يملأ عقلي قبل قلبي انا لست مراهقة لاجري خلف حلم الرومانسية المسحوقة تحت قدم رجل لا يعرف قيمتي ولا يحاور عقلي ،لا تشغلي بالك يا أمي سيأتي هذا الرجل ان آجلا أو عاجلا سيأتي وأهم من ذلك أنني لست واقفة على محطة الانتظار انتظر قطار الزواج يا أمي أنا أكملت تعليمي وحصلت على الماجستير وقريبا سأحضر للدكتوراه لا تخشي علي يا أمي فأنا تعلمت أن أختار بعقلي قبل قلبي

-كلماتك تخيفني عليك أكثر من أن تطمئنني فقطار الزواج يترك محطته ويمضي ولن تلحقي به وأنت تركبين قطار التعليم ويسير في عكس اتجاهه العمر يمضي يا بنيتي ومن في مثل سنك لديهن أولاد فكري بكلامي ولن اجبرك على شئ

تركتني ودخلت غرفتها وأنا أشعر بألمها هي أم وأنا ابنتها الوحيدة فمنذ تركنا أبي ومضى خلف نزواته وطلق أمي اصرت أن تتحدى خوفها وقلقها على مستقبلنا بأن تبث بداخلي فائدة التعليم وتذكرني دوما أنه سلاح الفتاة في هذا العالم الزكوري ورغم حبي لزميلي لكن حبي لذاتي وشعوري بقيمتها جعلني ارفض كذبه وارفض ان اعيش مع رجل تقوده نزواته واظل اغفر له حتى اصير كأمي شبح إمرأة مطلقة

رائج :   «لا يُمثل البيوت المصرية».. 7 مشاهد خارجة صدمت الجمهور في مسلسل «سابع جار»

تمر الشهور وانشغل بدراستي وأمي لا تمل من الحديث عن الزواج ورغبتها ان ترى اولادي قبل أن تموت ، بدأت فرصتي تقل في الزواج ولم يعد العرسان يتوافدون على بيتنا مرت سنة كاملة ولم يتقدم أحد لطلب يدي وهذا شئ غريب فأنا فتاة تتمتع بجمال لا بأس به وقوام ممشوق كما ان عائلتي معروفة وعائلة امي ذات مكانة كبيرة ببلدتنا كما ان لدي مكانه علمية أفخر بها حتى عملي ومركزي تتمناه اي فتاة

لكن لكن انا بلغت سن الثلاثين ومازلت انسه هل أطلب الكثير حينما أفكر برجل يحتوي عقلي رجل تتقارب أفكاره مع افكاري ولكن حزن أمي وتلك الدموع المتحجرة بعينيها جعلتني أوافق على مقابلة عريس جديد وعلى حد قول أمي آخر أمل لي في الزواج رغم أنني شعرت بالمهانه لطريقة أمي ولكني عذرتها ووافقت على لقاء العريس ووالدته بالنادي ،

ذهبنا بالموعد المحدد فوجدنا والدته برفقة صديقة أمي “الوسيط”التي ظلت تمجد في مميزاتي أمام أم العريس وتمجد في مميزات العريس أمام أمي ولكن أين العريس الذي وافقت عليه بيني وبين نفسي دون أن أراه ليستريح قلب أمي وتهدأ،انتظرنا قدومه ووالدته في منتهى الإحراج لتأخره تتركنا وتبتعد قليلا لتتصل به والواضح على قسمات وجهها وتجهمها انها توبخه على تأخيره وتعود لتجلس معنا وتعتذر عن تأخيره لانشغاله بعمل ما فاجأه في آخر لحظه بينما هو قادم للقاء ،

كان من الواضح انها تكذب ولكن الاوضح أننا ندعي تصديقها وبعد مرور ساعة كاملة ظهر الفارس المقدام بملابسه “الكجوال” وشعره المعكوص خلف رأسه وسلسلة المفاتيح الذهبية التى ألقاها بهمجية على الطاولة دون اعتبار لوجود والدته ووالدتي

كل هذا ليس بالشئ المهم الأهم طريقته المتعجرفة في الكلام حين قال “اعتذر فقد كنت اشاهد الشوط الأول من ماتش الاهلي والزمالك وسأجلس معكن حتى تنتهي الإستراحة ثم رمقني بنظرة سريعة وقال ممكن اعرف سن حضرتك قلت ثلاثين عاما فقال وأنا في السابعة والعشرين عموما السن لا يهم حدثيني عن نفسك

رائج :   الستار الحديدي .. رسالة من بريد الجمعة

حاولت التحدث لكن والدته تحدثت عني وقالت فيها كل المميزات التي تريدها ،شعرت حينها أني سلعة تباع وتشترى وثارت كرامتي بداخلي وقلت له أريد ان تحدثني انت عن ذاتك مستواك التعليمي ثقافتك افكارك أريد أن اعرف ما يدور بهذه الرأس واشرت بيدي لرأسه بتحدي

فهب واقفا وقال ستحدثك أمي لأنني مرتبط باصدقائي لمشاهدة ” الشوط الثاني من الماتش” اذا هو يرفضني من قبل أن يراني هو مجبر على مقابلتي فلماذا أتى ؟شعرت بمدى المهانة جذبت أمي من يدها وقلت هيا يا أمي فلدي موعد أحرجت أمي ولكن احراجي أنا كان أكبر

حاولت والدته ان تصلح ما افسده ابنها المدلل ولكن ما من سبيل لذلك فقد كنت اجذب امي وابتعد كمن يفر من أسد وأنا أردد خمس كلمات هل هنت عليك يا أمي ودموعي تسبق كلماتي ولم أجد نفسي إلا مرتمية بصدر جدي لأمي هذا الرجل الوحيد الذي يصغي لكلماتي ويتفهمني

شكوت له ما حدث لي وانتحبت فربت على كتفي وقال لا تتزوجي الا من تريه مناسب لك ولا تتعجلي فالنصيب مكتوب على جبين كل منا وسيأتي نصيبك إليك دون ان تبحثي عنه ظلت كلمات جدي برأسي حتى قابلته …

زميل لي بالعمل يكبرني بست سنوات وافد لنا من فرع الشركة بالقاهرة ذكي طموح متفتح حاصل على الدكتوراه قليل الكلام ولكنه أبدى إعجابه بعقلي وذكائي وناقشني في أفكاري شعرت أننا في نفس المستوى الثقافي والعلمي ولم تمر إلا عدة اسابيع قليلة وطلب مقابلة والدتي ،

حضر مع والدته ووالده فأخته الوحيدة متزوجة وتعيش بأميركا، كان لقاء رائع احترمت تلك الأسرة المثقفة وسعدت بالإنتماء لها ولم يمر سوى شهر وكان عرسنا بفندق ضخم ورغم أن حماتي اصرت ان اصفف شعري واظهر في الفرح بدون حجاب إلا إنني صممت ان يكون الفستان محتشم لا يظهر من جسدي شئ وتلك قناعتي

رائج :   وقع المفاجأة ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

كان حفلا اسطوريا بدوت فيه كأميرة من أميرات ألف ليلة وليلة وكان هو أميري والفارس الذي انتظرته سنوات عمري لكن العجيب في الحفل هو “المعازيم”فلقد انقسموا بشكل واضح إلى جبهتين جبهة المحجبات واصحاب الحلل السوداء القاطنين على تلك المناضد المثبتة بالأرض والجبهة الاخرى لتلك الفتيات العاريات والشباب المخنث وكل منهم يتمايل على أنغام الموسيقى الصاخبة

وأنا انظر لأمي ولا اعرف مع من اكون هل ارقص مثلهم ومثل زوجي ام اظل جالسة اشاهدهم دون حراك وفجأة جذبتني إحداهن للرقص وجدتني وسط دائرة تحيط بي من الفتيات اللاتي تلبسن ملابس تفضح اكثر مما تستر مسدلات شعورهن يتمايلن بلا حياء وعلى الناحية الاخرى هناك من تراقص زوجي وتتمايل عليه بخلاعه انهن بنات خلاته وعماته اللاتي لم اراهن الا اليوم وجدتني اترك الجميع والجأ لكتفه فكان المسؤل عن الحفل اذكى منهن ووضع موسيقى هادئة لنرقص معا وانا ارمي رأسي على كتفه واحلم بانتهاء تلك المهزله التي أكاد أجزم أن لا دخل لزوجي بها وأنه لن يرضى عن هذا الإنحلال الأخلاقي

انتهى الحفل ودخلنا غرفتنا بالفندق وبدأ شهر العسل اغدق على حبه وحنانه وشعرت كم أنا محظوظه وأن الله عوضني خير عن سنوات مضت بدونه لم اشأ إفساد فرحتنا بالحديث عن قريباته وآثرت تجاهل ماحدث وكأنه شئ عادي وبعد يومين سافرنا لبلد اوروبي لقضاء شهر العسل وهناك فاجأني بأفكار غريبة عن المدنية وعن رغبته ان اخلع الحجاب وارتدي ملابس قصيرة مثل قريباته وانني جميلة وخسارة ان يختبأ هذا الجمال خلف افكار قديمة معتقة

حاولت أن أناقشه بهدوء لكنه كان مقتنعا بما يقول وعاقد العزم على تغيري لم أجد سبيل لاقناعه فبدأت المشاحنات وتضارب الافكار التي ما لبثت أن تحولت لشجار عالي الصوت افضى بصفعي على وجهي وعدت من شهر العسل أحمل لقب مطلقه وبداخلي جرح كبير وكأنني نجمة سقطت من السماء فتحولت لذرة من الرمال تزروها الرياح لتسحقها اقدام المارة ولكني قررت أن أعود لدراستي وعملي وتذكرت كلمات جدي النصيب سيأتي في موعده ومازلت انتظره ولكني اضفت للصفات التي ارغبها فيه انني أريده ملتزما

النهايه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *