قضايا وأراء

التراجع في تقييم تيك توك؟ ابحث عن الهند!

في الوقت الذي كانت تسعى فيه منصة تيك توك إلى التغلب على الصعوبات والحظ السيئ الذي رافقها من وقت انطلاقها في الهند واقترابها من تحقيق ذلك بمساعدة فيروس كورونا، جاءت الحرب بين بعض المؤثرين الهنود لتطيح بتلك الأحلام.

فبداية من منتصف مايو 2020 تعرض تطبيق تيك توك إلى هجوم شرس في الهند أدى إلى تراجع كبير في التقييم الخاص به على متجر جوجل بلاي Google play store ليتحول التقييم في أقل من أسبوع من 4.6 إلى 1.2، مع تلقي التطبيق أكثر من 6 مليون تعليق جديد معظمها جاءت سلبية وتعطيه تقييم نجمة واحدة، بالإضافة إلى وجود العديد من الهاشتاجات المنتشرة على “تويتر” يطالب فيها المستخدمون بحظر “تيك توك” ومنع تحميله في الهند، فيا ترى ما السبب؟

• الحرب بين المؤثرين والمحتوى العنيف ضد المرأة

بداية القصة ترجع إلى الحرب بين بعض المؤثرين على منصتي تيك توك واليوتيوب والتي أشعلها اليوتيوبر الهندي الشهير ” CarryMinati” عندما نشر فيديو بعنوان YouTube vs TikTok – The End مدته 11 دقيقة على اليوتيوب يهاجم فيه نجم التيك توك الشهير “أمير صديقي” وينتقد فيه أيضا تطبيق تيك توك والمحتوى المُقلد الذي يُنشر عليه، وقد وصل الفيديو إلى 70 مليون مشاهدة و10.5 مليون إعجاب في وقت قصير، لكن اليوتيوب قام بحذف الفيديو لاحقًا نظرا لانتهاكه شروط الخدمة والتنمر، وقد أغضب هذا بالطبع متابعين ” CarryMinati” الذين بدأوا كرد فعل في الهجوم على تيك توك وإعطائه تقييم سلبي على متجر جوجل.

لكن ما زاد الطين بلة وكأن هذا الهجوم لم يكن كافي، ظهور جدل آخر على السطح بسبب فيديو على التيك توك قام به “فيصل صديقي” – أخو أمير صديقي-يقوم فيه برش ما يبدو على أنه مادة حمضية حارقة على وجه امرأة رفضت الارتباط به، ورأى الكثيرون أن هذا الفيديو يشجع على العنف ضد المرأة بشكل دفع الملايين ومنهم بعض المشاهير إلى المطالبة بمنع تطبيق تيك توك في الهند.

رائج :   حرب الخليج الأولى … مباراة خسرها الخصمين معا

• تيك توك يرد

وكرد فعل سريع على الأزمة، نشر تيك توك الهند بيان ذكر فيه أن الأولوية القصوى بالنسبة له هو توفير بيئة آمنة وإيجابية، وأنه خلال الأيام القليلة الماضية اتخذ إجراءات ضد المحتوى الذي ينتهك سياساته بما في ذلك إزالة المحتوى وتعليق حسابات المستخدمين المعنيين بالأمر بالإضافة إلى العمل مع السلطات القانونية إذا لزم الأمر.

• ليست الأزمة الأولى

منذ إطلاق التطبيق في الهند وهو يثار حوله العديد من الجدل، أبرزها عندما تم حظره بشكل مؤقت لمدة أسبوعين من قبل محكمة هندية في أبريل 2019 نظرا لإمكانية تعريض الأطفال للاستغلال الجنسي والمحتوى الإباحي والتنمر، لكن تيك توك استأنف ضد القرار قائلا إنه اتخذ إجراءات صارمة ضد المحتوى غير اللائق وبالتالي تم فك هذا الحظر الذي كلف تيك توك وقتها خسائر تقدر بـ500 ألف دولار يوميا.

رائج :   المرأة الداخلية !! .. رسالة من بريد الجمعة

• لكن بالرغم من الحملات المعادية، الهند في الصدارة

تطبيق تيك توك يعد واحد من أكثر التطبيقات تنزيلًا وشهرة في الربع الأول من 2020 خاصة بعد انتشار فيروس كورونا ولجوء الناس إليه للترفيه عنهم في ظل العزل الصحي المفروض عليهم، حيث تخطى عدد مستخدميه ال2 مليار مستخدم على مستوى العالم، وبالرغم من تلك الحرب وحملات الكراهية التي يتعرض لها تطبيق تيك توك في الهند حاليا إلا أنها تعد أكبر محرك في تلك الزيادة مع عدد تنزيلات تخطى 611 مليون تحميل هناك وبنسبة 30.3% من إجمالي عدد تنزيلات التطبيق، وذلك وفقا للتقرير الذي نشره موقع Sensor Tower المتخصص في تقديم رؤى وتحليلات عن اقتصاد التطبيقات حول العالم.

• هل يتأثر تيك توك بالأزمة؟

على حسب التقرير السابق من Sensor Tower فإن إيرادات تيك توك ارتفعت في الربع الأول من 2020 إلى 456.7 مليون دولار تأتي معظمها من الصين بنسبة 72.3% تليها الولايات المتحدة وبريطانيا على التوالي.

وبالرغم من أن الهند ليست في قائمة الدول التي تأتي منها إيرادات لتيك توك، إلا أنه في مارس الماضي ذكر مدير التشغيل في تيك توك الهند لصحفية فايننشال تايمز أن التطبيق يستهدف زيادة عدد مستخدميه في الهند إلى 50% في عام 2020 بشكل يمهد الطريق إلى البدء في تحقيق دخل وتعويض الخسائر التي تعرض لها التطبيق عام 2019 نتيجة للحظر المؤقت الذي عانى منه في الهند.

لكن من الواضح أنه بعد تلك الحملات المعادية والمطالبة بحظر التطبيق في الهند لن يصبح بسهولة تحقيق ذلك، لأنه على الرغم من أن تراجع تقييم التطبيق على جوجل إلى 1.2 لن يؤثر حاليا على إمكانية تنزيل البرنامج، ولكنه على المدى الطويل من المتوقع أن يتأثر معدل تنزيل التطبيق بشدة إذا استمر هذا الوضع نظرا لأن التطبيقات تعتمد بشكل كبير على مراجعات المستخدمين.

وفي النهاية، شاركونا آرائكم هل يستطيع تيك توك تحسين صورته الذهنية في الهند والتغلب على تلك الحملات المعادية ضده؟ أم أن التطبيق سيخسر واحدة من أكبر الدول المسئولة عن زيادة أعداد مستخدميه؟

مقالات ذات صلة