قصص وعبر

تعامل الحكومة المصرية مع تطورات كورونا || تقليد أعمى و مصير مجهول

موقف مصر من الكورونا بيفكرني بواحد مابيعرفش يصلي إتزنق جوة الجامع ساعة الأذان فإبتدا يبص على اللي حواليه ويعمل زيهم عشان مايتقفش.

تحس إن الحكومة موقفه واحد قدام الـ CNN وكل شوية يروحوا يسألوه من بعيد “هاه؟..بيعملوا إيه دلوتقي”..فيقول لهم بيقفلوا المدارس…فيطلع واحد من الحكومة فوق السطح ويصيح على طريقة فيلم الناصر صلاح الدين “إغلقوااا المداااارييييس”..فيقوموا جاريين قافلينها.

هما في الأول قالواعلى الكورونا شوية برد وحاجه بسيطة، فإحنا قولنا عليها شوية برد وحاجه بسيطة…وبعدين رجعوا قالوا أوففف دي الكورونا دي طلعت جد…روحنا إحنا قايلين يا خبرابيض، دي الكرونا دي خطيرة جدا.

الأعداد زادت قوي عندهم وقالوا إن الإغلاق حتمي..بدأنا نمثل إننا بنغلق زيهم – كده وكده – مش بجد قوي يعني، الشغل الصبح شغال عادي بس قافلين بالليل.

هم بدأ يموت لهم ناس كتير وبدأوا يولولوا في التلفزيون ويطلقوا التحذيرات..بدأنا نولول في التلفزيون رغم إن أرقامنا لسه مش عاليه ونطلق التحذيرات.

الدنيا عندهم هديت شوية وبدأوا يتكلموا بعد فترة عن حتمبة إعادة الفتح..البرامج عندنا في يوم وليله قلبت من التحذيرات المستمره للكلام عن ضرورة إعادة الفتح وتدوير عجلة الإنتاج (مع إننا أصلا مش قافلين قوي زي ما إحنا عارفين).

هم أعدادهم بعد الإغلاق الطويل الفعال بدأت تقل، فبدأوا يفتحوا…فطبعا الراجل اللي واقف قدام الCNN قال للحكومة هنا “بيفتحوا بيفتحوا”..فالحكومة أعلنت إنه هيييه هنفتح.
كأن تقليدنا ليهم هو التعامل مع الأزمة أيا كان توقيته مناسب أو فعال لينا ولا لأ.

الدول اللي فتحت دي أعدادها كلها في النازل..عشان كده متطمئنين إن مستشفياتهم هتستحمل حتى لو الأعداد إرتفعت شوية بعد الفتح. وكمان عندهم وعي حقيقي بعد القرصة الجامده، وعلى الأغلب جزء كبير منهم بقى عنده مناعه، وكل دي عوامل ممكن تخليهم يجربوا يفتحوا.

إحنا بقى الأعداد عندنا إتضربت في 5 في ظرف إسبوعين!!
مش بتزيد عادي..دي فتحت ع الرابع…ومستشفياتنا بتقول جاي آلريدي خلاص.

الناس مستعده تدفع 30 و40 و50 الف جنيه في اليوم وبرضه مالهومش سراير..والأعداد بتهدد إذا إستمرت كده، إن الناس هتبتدي تموت مش من الكورونا بس، إنما من الأمراض التانية اللي مش عارفين يتعالجوا منها فين لأن المستشفيات على آخرها..

ولو الموضوع تطور عن كده – وهو للأسف رايح في السكة دي – هنشوف أشياء مؤسفه من نوعية الناس اللي بتموت على الأرصفة عشان مالهاش سرير في المستشفى. والدكاترة اللي اصلا عددهم قليل في مصر يبدأوا يتساقطوا من الإعياء أو بالكورونا، والنظام الصحي يبقى مهدد بالإنهيار.

رائج :   اعدام الفيلة ماري .. عندما يتوحش الانسان (قصة حقيقية)

إزاي إحنا بنفتح دلوقتي؟!!!

إحنا لا عندنا وعي حقيقي نقدر نعتمد عليه، والناس بتتفرق بالبوليس والغرامات والعين الحمرا..وماعندناش المناعه – اللي هي شيء مش مؤكد إنه موجود أصلا – عشان ماكانش عندنا إصابات كتير زي بره. والأهم من ده كله مؤشر الأعداد ايح فين.

إزاي بنفتح في ذروة الأعداد…اللي بالمناسبة إتقال لنا إن ذروتها هتبقى في مايو، وبعدين دلوقتي بيقولوا لأ ده في يونيو، وطبعا في يونيو هتبقى في يوليو وبعدين أغسطس.

إنك تقلد دول تانية بيمروا بظروف محتلفه عشان تدي إنطباع إنك بتتعامل مع الموقف ده شيء مش بس مش كافي، ده كارثي.

هنعمل إيه بالتضييق ساعة ما إيطاليا وأسبانيا وأمريكا ضيقوا، والفتح ساعة ما إيطاليا وأسبانيا وأمريكا فتحوا؟

يعني نقفل في ذروتهم ونفنح في ذروتنا؟!!!!
هي دي إجرائات وقائية؟ ولا كانت بس مشاركه وجدانية مننا معاهم، ولا إحنا بنهبب إيه بالضبط؟

مقالات ذات صلة