تاريخمن هنا وهناك

الطقوس العجيبة لقدماء المصريين (الفراعنة) مع الحيوانات

نقش فرعوني يوضح إستخدام قدماء المصريين (وخاصة الملوك والأغنياء) لحيوان الـcheetah في الصيد وحتى كحيوانات أليفة للاقتناء الشخصي، وفي الحقيقة الفراعنة، لسبب ما، لم يعتبروا الـcheetah من القطط الكبيرة (كالأسد والنمر، إلخ) من الأساس. الملكة حتشبسوت من أشهر من امتلكوا cheetahs كحيوانات أليفة ورفاق شخصيين واستمرت هذه الممارسة في مصر حتى مطلع القرن الـ20!

قدماء المصريين في العموم كان لهم علاقة خاصة جدًا مستفيضة بالحيوانات في العموم، وبالقطط في الخصوص. قتل قطة في مصر القديمة كانت عقوبته الموت، حتى لو كان هذا القتل خاطئ! المؤرخ Diodorus Siculus يحكي عن قصة رجل روماني قتل قطة في مصر بالخطأ، فانقض عليه الناس وقتلوه، على الرغم من أن الملك شخصيًا تدخل محاولًا إنقاذه (خوفــًا من احتمالية انهيار العلاقات الدبلوماسية مع روما والدخول في حرب معها) ولكن الناس لم تبالي لا بمخاوف الملك ولا بإحتمالية الحرب.

حب، أو بمعنى أصح تقديس وتبجيل القطط عند قدماء المصريين كان يفوق حب البلد نفسها بمراحل، مما أدى لكارثة عام 525 قبل الميلاد حينما توقع الملك الفارسي قمبيز الثاني بشكل صحيح أنه إذا وضع في مقدمة جيشه جحافل من القطط والكلاب والخرفان (وأي حيوانات أخرى يقدسها المصريون على حد تعبيره) ورسم صورة الإلهة القطة على دروع المحاربين، سيستلم المصريون بشكل فوري تقريبًا خوفــًا من إيذائهم للقطط بالخطأ وهو ما حدث بالنص وكانت معركة الفرما (Pelusium) الكارثية، وبعدها تعمد الملك إهانة وإذلال المصريين شعب وجيش بقتل القطط أمامهم وإعلان إحتقاره لهم لتسليمهم البلد بدون مقاومة خوفــًا على حيوانات عديمة القيمة!

رائج :   «لا يُمثل البيوت المصرية».. 7 مشاهد خارجة صدمت الجمهور في مسلسل «سابع جار»

فقدان القطط أيضــًا في مصر القديمة كانت حالة حداد عامة في بيت “الفقيد” وكان يُعامَل مثل فقدان الأطفال أو أحد أفراد الأسرة وربما أكثر وحالة الحداد تعني حلاقة الحواجب ولف جسد القطة بالكتان وتطهيره ومعالجته بالزيوت العطرة ثم حمله ليتم تحنيطه ثم تــُــدفن في مدافن خاصة مع مؤن من الطعام والشراب (اللبن والفئران) للحياة الأخرى، ومقابر القطط كانت ضخمة جدًا ومتقنة الصنع إلى أبعد مدى. أحد هذه المقابر تم العثور فيها على 80,000 قطة، جميعها محنطة ومدفونة بعناية فائقة.

علاقة مصر القديمة بالحيوانات قديمة قدم قيام الدولة المصرية، بل وأقدم ويحكى، طبقـًا لرواية المؤرخ المصري مانيتون أن “مينا” موحد القطرين وحاكمهم لمدة 60 عام قــُـتـِـل من أحد أفراد فرس النهر (سيد قشطة) ومع ذلك ظل الحيوان يحتل مكانة عزيزة ومبجلة في العقلية المصرية وأحد أعظم الحروب المصرية حاربها الملك سقنن رع فوق ظهور فرسان النهر الخاصة به (كان يملك بحيرة عملاقة مليئة بهم) وأكثر جزء شيق جدًا في القصة هو أن سقنن رع أقام هذه الحرب فقط من أجل حبه لفرسان النهر الخاصة به.

وقتها مصر كانت منقسمة وأكبر مملكة فيها هي مملكة الهكسوس التي يحكمها الفرعون الأجنبي “أبوفس أو ابيبي الأول.” سقنن رع، كونه يحكم مملكة أقل وأضعف، تحمل جميع مضايقات وإذلالات وإهانات أبوفس وكان يطيع جميع أوامره ويرسل له جميع العطايا التي يريد حتى طلب منه أبوفس أن يتخلص من بحيرة فرسان النهر الخاصة به (لأنها تزعجه وتقلقه في منامه، على الرغم من أنه يعيش على بعد أكثر من 750 كيلومتر!) وهنا كانت النقطة الحاسمة لسقنن حيث القتال من أجل حقه في الإحتفاظ بحيواناته الحبيبة وهي الحرب التي ظلت مستمرة حتى طرد الهكسوس. ابن سقنن رع أستكمل الحرب بعد مقتله وأنهاها بالنصر، وابنه هذا بالطبع هو أحمس الأول.

رائج :   أزمة سد النهضة .. إزاي وصلنا ” للطريق المسدود ” ؟ و الحلول المطروحة ؟

أيضـًا التماسيح كانت من الحيوانات المقدسة لدى المصريين وكانت هناك طائفة كاملة أبطال ديانتها آلهة تماسيح، زعيمهم الإله “سوبيك” وتم بناء مدينة مقدسة ومركز ديني لهذه الطائفة تسمى Crocodilopolis (مدينة التماسيح) وكانوا يحتفظوا فيها بجميع الأوقات بتمساح كبير مقدس يطوف إليه الناس من جميع أنحاء البلد لرؤيته وكان مغطى بالحلي والذهب والمجوهرات وله طاقم قساوسة يرعونه في جميع الأوقات، وبعد موته يتم تكريمه بعزاء أسطوري ويتم جلب آخر ليملأ دوره وهكذا. 

كذلك من الحيوانات المقدسة كان الثور، وكانوا دائمًا ينتقوا ثور عليه علامات جسدية معينة يعتقدوا أنها إشارات مقدسة ويسمونه “آبيس” Apis ثم يصطحبونه لمعبد خاص ويغدقوا عليه معاملة لا تحلم بها في أكثر أحلامك ترفــًا ومجونــًا، كانوا يزودونه بأفضل أنواع المأكل والمشرب وحتى يصنعوه له حرملك مخصص مكون من عشرات أو مئات الأبقار يختار منهم كما يحلو له، ويقدموا له القرابين وفي يوم ميلاده يقيمون احتفالات أبهة وفاخرة من الطراز الأول.

رائج :   التجربة البيروفية || من الديكتاتورية لإقالة الرؤساء بسبب الفساد

كذلك من الحيوانات الأكثر تبجيلًا في مصر القديمة كانت السموريات أو الـmongooses (شبه تيمون في كرتون ديزني الشهير) وإنبهار المصريون بهم بدأ بعدما شهدوا بسالتهم وجسارتهم البالغة في المعركة وأيضـًا قتلهم لثعابين الكوبرا بسهولة، فبدأوا يحفروا طريقهم في الوعي الجمعي المصري كرمز للشجاعة وانعدام الخوف وبدأ المصريون يرتدون قلادات على شكل سموريات للحماية، ثم، مع مرور الوقت، حظوا بمكانة التقديس. 

الشيتا اسرع حيوان أرضي في تاريخ الحياة وواحدة من أكفأ ماكينات القتل والصيد في الطبيعة، تجري بسرعة 120 كيلومتر في الساعة (ولكن لفترات أو في دفعات قصيرة من 10 – 30 ثانية،) وتطلع من سرعة 0 – 60 كيلومتر في 3 ثواني فقط يعني أسرع من الـFerrari Enzo وMclaren F1 وLamborghini Gallardo، وأيضــًا تستطيع رؤية الضحية من على بعد أكثر من 5 كيلومتر، وعلى سرعة القصوى تقضي وقت في الهواء (طائرة) أكثر من الوقت الذي تقضيه في احتكاكها بالأرض وتستخدم ذيلها كأداة توازن بالغة الكفاءة لتغيير اتجاهها فجأة أثناء الجري السريع جدًا ولا تحتاج للماء إلا كل 3 – 4 أيام.

أيضــًا من الأشياء الغريبة جدًا في الـcheetahs أن %100 منهم تقريبًا متطابقين چينيــًا، يعني كأنهم جميعًا استنساخ من بعضهم البعض. أيضًا لا تستطيع الزئير مثل الغالبية العظمى من القطط الكبيرة وتصدر أصوات مياو شبيهة بقطط المنزل.

مقالات ذات صلة