تعمل أيه لو أبنك أو أبن أخوك اللي في تالته ابتدائي طلب منك إنك تملى معاه استمارة توظيف عشان عنده مقابلة بكرة في المدرسة؟!
سؤال غريب صح، السؤال ده طرحته جنيفر مالاش، صاحبة شركة للاستشارات في مجال التوظيف، في مقال بتحكي فيه عن قصتها مع بنتها في المدرسة الابتدائي.
الموضوع بدأ في مدرسة بنتها لما عملوا برنامج محاكاة لتعليم الأطفال بطريقة إيجابية بعض الأساسيات عن سوق العمل التنافسي زي المهارات المطلوبة للقبول في المقابلات الشخصية، وإزاي يتحملوا المسؤوليات ويكونوا أعضاء نشطين في الفريق، وإزاي يكسبوا وكمان يصرفوا الفلوس، طيب تفتكروا عملوا إيه؟
في نهاية كل أسبوع كانوا بيطلبوا من الأطفال التقدم باستمارات توظيف لشغل وظيفة من الوظائف داخل الفصل لمدة أسبوعين، ويشترطون على كل متقدم إنه يكتب في الاستمارة مؤهلاته وخبراته ذات الصلة بالوظيفة ويوضح كمان إيه القيمة اللي هايضفها للفصل الدراسي من خلال وجوده في الوظيفة دي، ومع بداية كل أسبوع يعملوا مقابلات ويختاروا واحد من الفصل للوظيفة.
وزي الوظائف الحقيقية كل وظيفة يكون ليها راتب أسبوعي متغير من 2 الي 20 دولار عشان يخلوا في منافسة على الوظائف ذات الأجور الأعلى والطلاب يتعلموا كيفية إبراز خبراتهم وإمكاناتهم للمعلم (مسئول التوظيف) ولأن عدد الوظائف أقل كتير من عدد الطلاب فدا يخلق منافسة عليها مع وجود بطالة كبيرة داخل الفصل.
طيب هي إيه كانت الوظائف؟
- مسئول البريد: وده اللي بيتحرك خارج الفصل ويتواصل مع المدرسين والإدارة باسم الفصل.
- أمين الفصل: وده بيكون مسؤول عن إدارة الفصل خلال الأنشطة أو وقت عدم وجود المدرس.
- مدير الموارد: وده بيكون مسؤول عن الأدوات داخل الفصل أو في حصص النشاط.
وبتكمل جنيفر مالاش الحكاية أن بنتها لما قدمت على وظيفة أمينة الفصل كتبت في استمارة التوظيف أد إيه هي منظمة في حياتها وبتعرف تتعامل مع مسؤولياتها لدرجة إنها أخدت صور لمكتبها المرتب وأدراج دولابها المنظمة كإثبات،
وأحد صديقاتها في الفصل كتبت لما قدمت على وظيفة أمينة الفصل أنها تعتبر نفسها مرشحة مثالية للوظيفة لأن عندها خبرة كبيرة في القيادة وكتبت قصص عن المرات اللي اقنعت فيها زملائها أنهم يعملوا مشروع دراسي مع بعض وأنها نجحت في ده وأخدوا جائزة من مدير المدرسة، كمان لما واحد من زملائها الولاد قدم على وظيفة مسئول البريد كتب أنه يعرف تفاصيل المدرسة وأماكن المكاتب وعشان كده مش هايتوه في المدرسة وهايخلص المهام في أسرع وقت.
وبيكون للطلبة الحق في استخدام أرباحهم الأسبوعية عشان يشتروا حلويات أو أدوات مكتبيه مميزة من المدرسة أو أنهم يدفعوها كإيجار لجزء من الفصل زي كرسي مريح او مكان لوضع نبات أو حيوان اليف.
المهارات اللي بتعلمها البرامج دي للطلبة من وقت مبكر في حياتهم بتفرق كتير في تطورهم وفي توجهاتهم لما يكبروا، فمن ناحية بتبني ثقتهم في نفسهم وفي قدرتهم على الإنجاز،
ومن ناحية تانية بتوصلهم الواقع التنافسي لسوق العمل وتحديات زي البطالة والتطوير الذاتي وربط المتاح من مهارات مع احتياجات العمل، وكمان بتوصلهم في سن صغير مفهوم الفلوس والدور اللي بتقوم بيه في حياتنا وكمان فكرة الاختيار بين بدائل مختلفة في صرفها، ومن ناحية تالته تعلمهم فكرة فريق العمل وإنهم يكونوا أعضاء نشطين في الفريق، وبصراحة كنت أتمنى لو كنا كلنا أتعلمنا المهارات دي أيام المدرسة الابتدائية.