متفرقاتمن هنا وهناك

ديكستر، ومأزق أن تكون طبيعيا.

“لا يهاجم الإنسان انسان آخر بغرض الإيذاء فقط، ولكن ربما أيضًا ليدرك حدود قوته”- فريدريك نيتشه.

يبدأ ديكستر يومه دائما بابتسامة عريضة، وهو يقوم بتقديم “الدونات” لشركائه في العمل، يمتلك حياة أسرية هادئة، شريكة حياة مثل “ريتا” مرأة تمثل التوازن في حياته، لدرجة أنه قرر الانجاب منها. حياة تبدو طبيعية جداً للجميع، بينما في الليل يتسلل لتحقيق العدالة بمفهومه الخاص. يتحول إلى وحش يقوم بق-تل ضحاياه وتقطيعهم وجمعهم في أكياس بلاستيكية، يتجه للمرفأ، يركب على متن قاربه ويرمي تلك الأكياس في قاع المحيط لتواجه مصيرها.

قد يهمك:

Game of thrones وعشق العمالقة

شخصيات مزدوجة

كيف لهذا الشخص الذي نراه في الصباح أن يكون هو نفسه الذي نراه في الليل؟ كيف يمكن للإنسان أن يعيش أكثر من حياة في نفس الوقت، هو شيء نعتقد أنه قدرة يمتلكها ديكستر فقط، لكن عندما نحتك بكل شخصيات المسلسل نجد أن كل شخصية من الشخصيات لها أكثر من حياة، نجد الناس بطبيعتهم دائما ما يتصنعون، لا يوجد إنسان يمتلك وجه واحد، أو شخصية واحدة، كل إنسان بالضرورة لا حقيقة ثابتة له. وهذا أكثر ما يلفت الانتباه أثناء مشاهدتك للعمل. بل أحيانا لا يمكننا أن نميز من هي الشخصية الأصلية لكل واحد منهم، وهذا ما ينطبق بشكل مباشر علينا.

يقول ناثانيال هوثورن وهو روائي أمريكي:

“ No man For any considerable perid can w’ar one face to himself and anotherr to the multitude, without finally getting bewildered as to whichh may be the true ”

ما معناه: ” لا يمكن لشخص أن يخفي وجهه الأصلي، ويظهر أخر لمن حوله لفترات طويلة، دون أن يصاب بالحيرة في النهاية عن أي الجانبين هو الحقيقي “

رائج :   كأس العالم 1978 بالأرجنتين … الوجه القبيح لكرة القدم

وهذا هو المأزق الإنساني الحقيقي الذي نجد أنفسنا أمامه. مع الوقت يفقد ديكستر السيطرة على نفسه، تتداخل عوالمه مع بعضها البعض لدرجة يفقد فيها نفسه في النهاية. وهو الأمر الذي ينطبق على الإنسان بصفة عامة. نحاول جاهدين بناء صورة نمطية لأنفسنا أمام عامة الناس، ونحن ندرك أنها ليست حقيقتنا، لكننا نحتاج لتلك الصورة لتحقيق التوازن، وسرعان ما نعود لشخصيتنا الأصلية، إلا أنه ومع الوقت تطغى الشخصية المزيفة عن الأصلية، وتصبح غير قادر على الفصل بينهم، بل التميز بينهم ..

رائج :   حقيبة تدريبية جاهزة

قد يهمك: سول غودمان، والطبيعة المُدمِرة من مسلسل Better Call Saul

تناقضات و ملابسات

في مشاهد كثيرة يكون ديكستر هو الخير المطلق بالنسبة لنا، بينما في مشاهد كثيرة يصبح هو الشر المطلق ..

لا يمكن تصنيف شخصية ديكستر من الشخصيات الشريرة. ولا يمكن تصنيفها من الشخصيات الخيرة، ديكستر هو الإنسان، بكل ما يحمله من نواقص وعيوب، ومن مميزات ومزايا أيضا. الإنسان يحمل داخله شيطان وملاك، يتقاسمان تكوينه النفسي والبيولوجي والجيني، يتقاسمان تفاعله الاجتماعي؛ كل تفاعل يحمل الخير والشر بالضرورة، لكن اختلاف التصنيفات هو بالأساس يقوم على اختلاف زوايا النظر، وهنا يناقش المسلسل المعايير الأخلاقية الذي يقوم عليها هذا العالم، فلسفة الخير والشر عموما، نرى تأثير ما يقوم به ديكستر وهو يبدو بالنسبة للبعض سلوكا خير، وللبعض الأخر سلوكا شرير، نعيش معه تفاصيل حياته وكأننا نحن من نعيشها، لأننا نرى أنفسنا من خلاله، فهو تجسيد لنا. من منا له شخصية واحدة؟

رائج :   5 أسباب لحذف Avast واستعمال أي برنامج حماية آخر عوضاً عنه

يقول في إحدى المشاهد:

“ Somehow, it’s reassuring knowing that I’m not the only one pretending to ”e normal ”

ما معناه: ” بطريقة ما من المطمئن معرفة أنني لست الوحيد الذي يتظاهر بأنه طبيعي “

قد يحمل كل واحد منا أكثر من شخصية، وأكثر من وجه، قد يكون لنا شخصية أصلية وأخرى مزيفة، قد نكون خارج المنزل عكس ما نحن عليه داخل المنزل، قد تكون لنا شخصية للعمل، وشخصية للدراسة، وشخصية للأصدقاء .. قد لا نعرف شخصيتنا الأصلية بين كل هذه الشخصيات، قد نقوم بسلوك يراه البعض خير بينما البعض الاخر شرير، لكن في أخر المطاف من منا طبيعي؟ الكل يصارع ذاته وأفكاره وشخصياته، يصارع الخير والشر داخله، جميعنا ديكستر مورغان عندما يتعلق الأمر بهذا الصراع الداخلي المستمر ..

لا يوجد إنسان على وجه الأرض ليس لديه ما يخيفه، كلنا بالضرورة نخفي شيئا ما عن الأخرين ..

Credit By: Rais achraf

Jeff Lindsay, Dexter (2006-2013)

 

مقالات ذات صلة