تاريخفكر و ثقافةمن هنا وهناكوعي

معلومات لاول مره سوف تعرفها عن الحملة الفرنسية على مصر و عبقرية نابليون

الحملة الفرنسية على القاهرة

نابليون في القاهرة يحرق وينهب ويسفك الدماء !!

بينما يدعى “المغرضون”من قومنا ! أنه أتى لينشر الحضارة ويحرر المصريين من ظلم الاتراك والمماليك !!

لقد سعى نابليون للتصرف بشكل اسطوري منذ بداية حملاته التوسعية وفي ايطاليا تحديدا قبل مصر،

وهناك جدل واسع حول حقيقة عبقريته الحربية ولكن الجميع يؤكد حقيقة عبقريته ألاعلاميه في زمن لم يكن يعرف”القرية العالميه” أو الفضائيات وتكنولوجيا الاتصالات.

عبقرية نابليون تسجل في التاريخ

نهب نابليون من خزائن ايطاليا خمسين مليونا، أرسل منها للدولة عشرة ملايين فيما أنشأ بباقي المال الوفير ثلاثة جرائد تتغنى به وبعبقريته وانتصاراته الباهرة ..

وكانت بعض الجرائد توزع بالمجان على القراء في باريس، ولكن الحقائق ظهرت، ومن الصعب حصر الأموال الطائله التي انفقت بسخاء بغرض الترويج الاعلامي والفكري والثقافي للحروب الثلاث لتضليل الرأي العام العالمي والشعوب العربية تحديدا.

الخطابات التي كتبها فرنسوا برنوابيه (مدير مشغل ملابس الجيش الفرنسي) تعتبر بحق وثائق بالغة الأهمية وهي تنزع عن الحملة الفرنسية هالة العظمة وتظهرها على حقيقتها كغزوة استعمارية وحشية لا ينجو من شرها أحدا.

فقد أمر نابليون باعدام الكلاب الضالة في القاهرة لازعاجها لة أثناء الليل و يسخر المؤرخ الجبرتي من ذلك قائلا ان الكلاب كانت تنبح وراء الفرنسيين لأن لبسهم كان في غاية الغرابة .

رائج :   نابليون في المصيدة: اكتشف من هم لصوص البط

واكثر ما أدهش كاتب الخطابات الفرنسي هو أن نابليون لم يهتم قط بتوفير مياه الشرب لجيشه….

ومقابل حرق البدو لموظف فرنسي,ينتقم نابليون شر انتقام فيأمر باحراق القرية كاملة وذبح جميع سكانها، ثم حكم على جميع المواطنين بعد ثورة القاهرة بدفع غرامة مقدارها ثلاثة ملايين أوكتابة كمبيالات تدفع لاحقا

طبيعة الحملة الفرنسية

و لنستمع إلى بونابرت نفسه ليحدد لنا طبيعة الحملة الفرنسية.

كتب بونابرت رسالة إلى حكومة الديركتوار ( حكومة الثورة الفرنسية ) من ميلان( إيطاليا ) في 16 اغسطس 1797 يقول:

“إن المواقع التي نحتلها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط تجعل لنا السيادة على هذا البحر، والآن علينا أن نرقب تطورات السلطنة العثمانية التي أخذت تنهار دعائمها من كل جانب، لنأخذ ما نستطيع من أسلابها !!!

ويمكننا أن نحرم انكلترا مزايا سيادتها في الأقيانوس الأعظم فإذا كانت تنازعنا طريق رأس الرجاء الصالح في مفاوضات لِـيْـلْ فلنتجاوز عنه ولنحتل مصر فسيكون لنا فيها الطريق المفضي إلى الهند ويسهل علينا أن ننشىء بها مستعمرة من أجمل مستعمرات العالم وإذا أردنا أن نهاجم إنكلترا فلنهاجمها في مصر “.

حلم استعمار مصر

في الواقع : لم تكن فكرة جديدة نشأت في رأس نابليون، بل إن التفكير الاستعماري الفرنسي كان دائماً يحلم باستعمار مصر.

انطلقت أولى حملاتهم إلى دمياط فى 1219 و لاقت هزيمة نكراء على يد الملك الكامل و انسحبوا في 1221م؛

رائج :   زوجة سعيدة .. || من كتابات د : أحمد خالد توفيق

ولويس التاسع قام بتجريد حملة صليبية في القرن الثالث عشر ونزل إلى دمياط سنة 1249 في نحو خمسين ألفاً من المقاتلين انتهت بهزيمة الفرنسيين وقتل منهم نحو 30 ألفاً وأُسر ملكهم لويس التاسع وسُجن في المنصورة في دار ابن لقمان.

كانت هزيمة نكراء لم تشهد فرنسا لها مثيلاً عبر تاريخها الاستعماري، ففي معركة المنصورة دارت معركة رهيبة قضى فيها الجيش المصري تماماً على الجيش الصليبي ، وضاع الفرنج بين القتل والأسر ،

فقد قتل ثلاثون ألفاً منهم ، و أسِر الباقي ، بل تم أسر الملك لويس نفسه ، وتم نقله إلى دار ابن لقمان حيث بقى سجيناً فترة من الزمان. ثم أسفرت المفاوضات النهائية عن الإفراج عنه لقاء فدية مالية كبيرة، وتم الاتفاق على الجلاء الفرنجي من دمياط.

لقد كان لهذا السقوط المدوِّي أثر كبير في نفسية القادة الفرنسيين فيما بعد، حيث ظلت الآمال والطموحات قائمة باسترداد هيبة فرنسا ذات يوم، بل أوروبا بأكملها.

وتجددت الفكرة في القرن السابع عشر في عهد لويس الرابع عشر إذ نصح الفيلسوف الألماني الشهير ليبنتز الملك لويس الرابع عشر بأن يغزو مصر.

وفي خلال القرن الثامن عشر في عهدي اللويسين الخامس عشر والسادس عشر – تجددت الفكرة لدى بعض رجال الدولة في فرنسا وترددت في تقاريرهم ومذكراتهم إلى أن تمت الموافقة على الحملة في أيام نابليون.

رائج :   لعبة الحوت الأزرق … لعبة الانتحار

فبعد الثورة الفرنسية اكتشفت فرنسا عنواناً كبيراً في المعادلة السياسية اسمه تحرير الشعوب، وبمقتضى ذلك أصبحت تتم سرقة الشعوب فحولت الإنسان في الدول الفقيرة إلى مادة خام يجوز استنفاذها بالكامل لصالح المستعمر !!

فهكذا و ضع نابليون لأوربا فكر و وسيلة الإستعمار

الحملة الفرنسية و النهضة العربية الحديثة

أحدهم انبهر بحملة نابليون التنويرية فقال :

{ هي في الواقع فاتحة نهضة وبداية استعمار في الآن نفسه. وأتصور أن هذه المسألة ليست تقديرية، فقد أصبحت الآن جزءاً من التاريخ بدليل أن كل دراسة للنهضة العربية تبدأ من أوائل القرن التاسع عشر، ويكاد يتّفق الجميع على ذلك.

ما يسمى بالنهضة العربية الحديثة بدأت زمنياً على الأقل مع الحملة الفرنسية، وهذا أمر له ما يبرره. الصدمة الحضارية التي طرأت على شعوب المنطقة العربية من خلال هذه الحملة، كانت كفيلة بإحداث يقظة فكرية وسياسية هائلة}

بينما أقيمت إحتفالات بذكري الحملة في القاهرة و قالت باحثة فرنسية في الحفل :

{إن الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت عندما جاء إلى مصر، لم يكن محتلاً، وأغلب من كانوا معه لم يكونوا عسكريين، بل أتى بمجموعة من العلماء وفتح بابًا للعلاقات الفرنسية مع مصر خاصة مع بداية عصر محمد على.}

فيما يأسف أحدهم قائلا :

{“خسارة أن نسيء اليوم إلى علاقاتنا مع فرنسا، بسبب غزو مرّ عليه قرنان ! “.}

مقالات ذات صلة