أجمل رسائل بريد الجمعة

الدخيلة ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

قرأت ماكتبه شاب عاني الأمرين من زوجة أبيه بعد فقد الأم , ولكنه واصل كفاحه حتي حقق نجاحه ونجح في التخلص من مشاعره السلبية تجاه اخوته من أبيه وإعتبرهم ضحايا مثله.

وقصتي تسرد جانبا مهما أيضاً من هذه الحالة , فلقد كنت فتاة جميلة وعقد قراني ذات يوم علي شاب ثم حدثت بعض المشكلات بين الأسرتين, فحدث الطلاق وحزنت حزناً شديدا ً وفقدت الكثير من وزني ومرت الأيام بحلوها ومرها وقلبي مغلقلا أريد الخوض في أي تجربة قد تنجح أو تفشل .. وبعد عشرة أعوام كاملة وضع الله في طريقي رجلا إشتهر بالإستقامة والأخلاق الحميدة , ورشحه لي الجميع فلما علمت أنه مطلق وله إبنتان , رفضت , لكن المحيطين بي أكدوا لي أنه لن يعود إلي زوجته وأنها أيضا ترفض العودة إليه , وأنه رجل شهم وأمثاله قليلون وأن إبنتيه يسعدهما أن يتزوج أبوهما بإنسانة طيبة بدلا من أخري قد تذيقهم العذاب ألواناً..

فطلبت لقاء الابنتين وإلتقيت بهما.. فإذا بقلبي ينفتح لهما علي مصرعيه وأحببتهما قبل أبيهما.. وتدفق حنان الأمومة في قلبي تجاههما , وكان دافعي للزواج من أبيهما هو صفاته الطيبة المعروفة عنه ثم حبي لإبنته وتأكدي من أن مطلقته ترفض نهائياً العودة إليه , كما يرفض هو أيضا, وأن الطلاق قد حدث أكثر من مرة وأن مساعي الصلح فشلت..

وسألت بنتيّ زوجي فأخبرتاني بأن والدهما لن يعود لأمهما مهما حدث وأن الخلافات بينهما فاقت الوصف وأن أملهما فقط هو أن أكون حنونا معهما وألا أقسو عليهما كما تظهر صورة زوجة الأب في الأفلام العربية.. وتزوجنا ورعيت شئون الإبنتين ورحت أستذكر لهما دروسهما , وأقوم بكل أعمال الطهو والتنظيف برغم مشاغل عملي الحساس, وكنت أرحمهما وينفطر قلبي لما مر بهما من أحداث , والحق أقول إنهما كانتا تحبانني أيضا كل الحب , لكني فوجئت ذات يوم بسيل من رسائل السب والقذف والطعن في شخصي وأخلاقي وعائلتي وأنني لست سوي زوجة أب قاسية تجيد تمثيل الحنان الزائف..

رائج :   المياه الراكدة .. رسالة من بريد الجمعة

وبغير سابق إنذار تغيرت معاملة بنتيّ زوجي لي وأصبحتا صورة من أمهما في الكراهية لي ومضايقتي في بيتي وممارسة الضغوط علي وعلي أبيهما حتي يتخلي عني , وحاولت إحتواء الموقف بحبي لهما وحاولت ألا يتأثر قلبي بأسلوب أمهما لأنهما غير مسئولتين عنه وتناسيت أخطاءهما في حقي لكنهما قابلتا حبي وحناني بالمزيد من الجفاء والتجاوز وقاطعتاني في الطعام والسلام وتحفظتا في الحديث مع أبيهما وتغير موقفهما فأصبحتا تشعران بأن أمهما مظلومة وأنني و أباهما ظالمان, بينما هما يعلمان من أسباب الطلاق ما يدفع أي رجل لإنهاء العلاقة وليس أبوهما وحده..

وحاولت أن أعيد الحب المفقود بيني وبين بنتيّ زوجي دون جدوي فقد أصبحتا صورة طبق الأصل من الأم الحاقدة الكارهة.. ووصلنا في النهاية إلي المقاطعة التامة حيث أقنعتهما أمهما بأن كل زوجات الأب يقمن بعمل( سحر وشعوذة) فرفضتا طعامي أو أن أغسل لهما ملابسهما وكلما رأتني بنتا زوجي قرأتا بصوت عال 
( المعوذتين) لأن الأم أقنعتهما أنني لابد أحسدهما! مع أني خريجة المدارس الأجنبية وحاصلة علي الماجستير في أرقي الكليات..

وأراد ربي أن يعوضني عن وحدتي في بيتي وعمن اعتبرهما بنتي بينما هما تعاملانني بكل الكراهية.. فحملت في طفلي الجميل فزادت الأحقاد من الأم والبنتين وزادت الضغوط وكانت حالتي الصحية ضعيفة جدا في الحمل لكن بنتي زوجي كانتا تتعمدان زيادة التوتر بيني وبينهما وبيني وبين زوجي وكأن كل همهما هو ألا يكتمل الحمل.. وكنا في رمضان ونحن في بيت واحد لا نفطر سويا ولا يلقي احدنا السلام علي الآخر بالإضافة إلي المنغصات المتعمدة من بنتيّ زوجي ..

رائج :   النظرة العميقة ‏! .. رسالة من بريد الجمعة

المهم جاء طفلي للحياة فأعاد لي السعادة الجميلة لكني لم أسلم أيضا من المضايقات أنا وطفلي وكنت أسمع كلمات وتعبيرات مسمومة من بنتيّ زوجي. والآن فإن بنتي زوجي لا تحملان لي إلا الحقد والكراهية رغم ما فعلتاه بابني سواء عن قصد أم إهمال.. وأمهما تؤكد لهما أنني مجرد دخيلة جئت لأحصل علي ميراث كبير رغم أنه لا حاجة لي بالمال..

وأود أن أقول أن هناك من زوجات الآباء من يتقين الله فعلا, ولكن هناك أيضا من أبناء وبنات الزوج من يظلم زوجة الأب ويكرهها إستجابة للأم وليس عدلا ولا إنصافاً, وأن الله سيحاسب الجميع إذا ظلموا وأن هناك من المطلقات من يزرعن الكراهية والحقد الرهيب في نفوس الأبناء وأيضا ًالاكاذيب المفتعلة عن زوجة الأب التي قد تكون سيدة فاضلة طيبة, وأنا شخصيا لا أنصح أي سيدة أو فتاة بالزواج من رجل مطلق أو أرمل له أبناء, فقد تظلم هذه السيدة من أبناء الزوج أشد الظلم, ومع ذلك ينظر إليها البعض علي أنها مجرد زوجة أب, ورأيي أن من يطلق أو يتعرض لفقد زوجته عليه أن يعيش لرعاية أبنائه ولايعرض الأخريات للمعاناة مع أبنائه الذين قد تكون قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة.. والسلام.

رائج :   التجربة العارضة .. رسالة من بريد الجمعة

ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :

هناك بالفعل من هن أرحم بأبناء الزوج وأكثر رعاية لحدود الله فيهم من بعض أمهاتهم اللاتي عرضنهم لأسباب غير جدية لمحنة الإنفصال والتمزق بين أبوين مطلقين منذ البداية.. والعبرة دائما بالقيم الدينية والأخلاقية التي تستهدي بها زوجة الأب في التعامل مع أبناء الزوج وليس لأي إعتبار آخر..

ولأن الأمر كذلك فليس من العدل أن نحكم علي كل مطلق أو أرمل له أبناء ـ كما تطالبين ـ بالوحدة الأبدية وتكريس حياته لرعاية أبنائه فقط, ونحرمه بذلك من حقه المشروع في أن يبني بزوجة أخري تعصمه وتشبع إحتياجاته النفسية والإنساني وتشاركه رحلة الحياة ورعاية أبنائه المحرومين.

وعلي أية حال فإن من واجبك ألا تيأسي من محاولة إحتواء إبنتيّ زوجك أو تحييد مشاعرهما تجاهك علي الأقل بالمعاملة العادلة والرحيمة لهما, وبالصبر علي تقلب مشاعرهما وتأثرهما الذي لاحيلة لهما فيه بأمهما وتعاطفهما معها.. وبالتجاوز والتسامح عن بعض الإيماءات والإشارات العدائية تسليما منك بأنهما ضحيتان في النهاية لإنفصال الأبوين وليستا جانيتين.

ولابد أن تحقق المعاملة الإنسانية الرحيمة.. أثرها في النهاية خاصة مع إضطراد نضجهما النفسي.. وإزدياد قدرتهما علي ملاحظة التناقض بين ما يتم تحذيرهما منه بالنسبة لك وما تلقيانه بالفعل من تعامل كريم وتسامح رحيم من جانبك.
وتجربة الأيام دائما هي خير امتحان لصدق المشاعر واخلاص النيات!


لطفا .. قم بمشاركة الموضوع لعله يكن سببا في حل أزمة أو درء فتنة …

مقالات ذات صلة