فكر و ثقافة

جنكيز خان .. سفاح التاريخ الأعظم

موطنه … منغوليا

اليوم، دولة منغوليا هي أقل دولة كثافة سكانية في العالم وأكثر دولة سكانها متناثرين على مساحات شاسعة، كثافتها السكانية في المتوسط هي 5 أشخاص لكل ميل مربع، قارن دا مثلا بالقاهرة حيث يوجد 51,000 شخص لكل ميل مربع! (نصف سكانها مرتكزين في هاتين النقطتين الحمرتين في هذه الصورة:


سكانها ناس وديعة وكتير منهم بدائيين إلى حد كبير (يعني عايشين مع المواشي والأغنام وفي تناغم مع الطبيعة) وجيشها لا يظهر على لستة أقوى جيوش العالم من على بعد ميل وحتى البحرية فيها تتكون من سفينة واحدة يقودها 7 أشخاص واحد منهم فقط هو القادر على السباحة (بشكل أساسي لأنها دولة حبيسة ولا حاجة كبيرة لها في سلاح البحرية.

ولكن لا تنخدع بهذه البساطة والوداعة، فعند إستفزاز هذه الحملان الوديعة من الممكن أن يتحولوا في لحظة إلى وحوش كاسرة وتنانين جارفة كما يظهر واضحًا جليًا من حقيقة أن منغوليا هي مسقط رأس وموطن أشهر غازي في التاريخ ومكون أكبر إمبراطوية متلاصقة في التاريخ (وثاني أكبر إمبراطورية على الإطلاق بعد البريطانية، مساحتها كانت حوالي %20 من مساحة العالم) الغني عن التعريف جنكيز خان. 

أبو المغول

جنكيز خان أيضــًا هو أنجح رجل بيولوجيًا في التاريخ، بمعنى أنه أكثر رجل أنجب أطفال في العالم، عدد أنباؤه يتراوح ما بين 1500 – 2000 طفل لدرجة أن بعض الدراسات تشير لأن 1 من كل 200 رجل في العالم حاليًا منحدر مباشرة منه (بالمقارنة، أنجح إمرأة بيولوجيًا أنجبت 69 فقط!) وكان عنده 3,000 زوجة

رائج :   شهوة السلطة .. حكم وعبر و نماذج من هنا وهناك

من ملامح دمويته

وقتل في مجموع حروبه أكثر من 40 مليون إنسان، يعني قتل بالرماح والسيوف أكثر ما قتلته الحرب العالمية الثانية بالدبابات والمتفجرات والطائرات وحتى القنابل النووية!

العدد الذي هلك في حروب كان مهول جدًا جدًا لدرجة أن بعض الدراسات تقول بأن مناخ كوكب الأرض أزداد برودة بعد حروبه (بسبب النقص الحاد في عدد البشر وأن الكثير من المناطق تحولت لغابات مرة أخرى بسبب إختفاء البشر منها.

تقدير الشجاعة

كان بيبجل ويقدر الشجاعة لأبعد الحدود، لدرجة أن أحد الجنود من الجيوش المعادية ضربه بسهم جرح رقبته وأوشك أن يقتله، وبعد هزيمة الجيش، جنكيز خان سأل عن الجندي الذي أرتكب الفعلة، فرد عليه الجندي بكل شجاعة وبسالة أنه من فعلها ورفض أن يعلن ندمه على إرتكاب الفعلة (على الرغم من معرفته في توحش المغول في عقوبتهم) فأعجب به جنكيز وضمه لجيشه وجعله واحد من أكبر جنرالاته وأصبح واحد من أنجحهم فيما بعد، اسمه “جبة نويان”.

كان شديد الإنتقام، في مرة أرسل قافلة تجارية للمملكة الخوارزمية في إيران، حاكم مدينة من المملكة قتل الناس في القافلة، جنكيز خان رد بأنه غزى المملكة كاملة وقتل الحاكم بسكب فضة منصهرة في عينيه وفمه  وأيضًا قتل مدينة كاملة لأنهم قتلوا زوج ابنته وعمل أهرامات من جماجمهم.

رائج :   تعرف على مزلة المانيا و السبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية

جيوشه هي الجيوش الوحيدة في التاريخ التي نجحت في غزو روسيا (ولكن للدقة روسيا وقتها لم تكن دولة كبيرة أو قوية أو أي شيء شبه ما نعرفه الآن ولكن تاريخيًا يحسب أن المغول هم فقط من أستطاع غزوها) وأيضًا غزو الصين وكانوا على وشك إحتلال اليابان لولا أن جيوشهم أتدمرت الغالبية العظمى منها قبل بدء الحرب بسبب إعصار مرتين!)

وأيضـًا من الأشياء المعروف كفاءتها جدًا ضد المغول هي القلاع الحجرية (مثل القلاع الأوروبية في العصور الوسطى) وفي المجر المغول قـــُــتِل منهم أعداد مهولة ومع ذلك لم يستطيعوا إحتلال أي من القلعتين الكبار هناك.

تقدير العلم والعلماء

جنكيز خان كان بيقدس العلم والعلماء والدارسين وأكبر مستشار عند جنكيز خان كان رجل عالم صيني أسمه Yelü Chucai وهو أول من أقترح عليه فرض الضرائب على الناس بدلًا من قتلهم (وللأمانة لا تستطيع أن تقرر أي مصير فيهم هو الأسوأ!).

الجانب الانساني من شخصيته

على الرغم من كل شراسته وشدته وعنفه (اللي بالمناسبة كانت أشياء مألوفة جدًا وشائعة جدًا وعادية في ذلك الوقت وأعداء جنكيز خان كانوا بيعملوها مع جنوده وجيشه أيضــًا) إلا أن جنكيز خان لم يكن حيوانــًا منعدم العقل والمشاعر، على العكس التام، في أغلب الأحيان كان يعامل المسالمين بسلمية شديدة وكان بيضع قادة القبائل المهزومة حديثــًا تحت حمايته وكان بيجعل عائلته تتبنى أطفال من القبيلة ويدمج قبيلته مع قبيلته.

رائج :   سيرة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) || الجزء السابع

أيضــًا كان مانع العبودية تمامًا ومنع بيع النساء أو الجور في معاملتهم وغلظ العقوبة على العنف مع النساء وكان عامل واحد من أوائل الدساتير في العصور الوسطى (الياسق) وكان بيحترم الأقليات وركّز دعائم وأقر الحرية الدينية وعفى الفقراء من جميع أنواع الضرائب وحتى منع الصيد خلال مواسم التزاوج رأفة بالحيوانات!.

وفاته

لكي يحافظوا على سرية مكان دفن و قبر جنكيز خان، تم قتل الـ2,000 شخص الذين شاركوا في عزاه بواسطة 800 جندي وبعدها تم قتل هؤلاء الـ800 جندي فوريًا واليوم منغوليا تحتفل بعيد ميلاده كعيد قومي (يوم العزة)

بعض المصادر تذكر أن جنكيز خان، مثل تشرتشل، كان أحمر الشعر وعيونه خضراء/زرقاء! .

أيضًا المغول هم أول من أكتشف الزبادي بالمصادفة لأنهم كانوا يخزنوا اللبن في مثانات الحيوانات أثناء السفر لمسافات طويلة وبدأوا يلاحظوا تكتل وتخثر اللبن تلقائيًا (طبعًا بفعل البكتيريا الموجودة في المثائن – جمع مثانة الحيوانية -) والتي كانت حجر الاساس للمنتج المعروف حاليا بالزبادي

ولكنهم لم يعرفوا السبب المباشر وقتها وهم أول من وضع الخاتم في اصبع الإبهام (لأنهم كانوا يشدوا أوتار الأقواس الحرية بإصبع الإبهام ولذلك أخترعوا الخاتم لحماية أصابعهم من الإصابات .

مقالات ذات صلة