تاريخفكر و ثقافةمن هنا وهناك

العصر الذهبي للاسلام: استكشف حقبة الخلافة الاموية وخلفائها الشهيرين

تأسّست الدّولة الأمويّة في عام الجماعة الذي يُوافق عام 41هـ، وكان ذلك عندما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك من أجل حماية المسلمين، وحقن دمائهم، وتوحيدهم بعد تلك الفِتَن والمعارك التي حدثت.

قُسِم حُكم الأمويّين للدّولة الإسلامية إلى أربعة عصور؛

  1.  كان العصر الأوّل منها عصر قوّة امتدّ من عام 41-64هـ، وشمل حكم كلٍّ من معاوية بن أبي سفيان، وابنه يزيد،
  2. وكان العصر الثّاني عصر صراعات وفِتَن بين المسلمين، وقد استمرّ هذا العصر من عام 64-84هـ، وشمل حُكم معاوية بن يزيد بن أبي سفيان، وحُكم مروان بن الحكم، وأخيراً حُكم عبد الملك بن مروان،
  3. بينما كان العصر الثّالث عصر قوّةٍ، وقد امتدّ من 86-125هـ، وقد شمل حكم كلٍّ من الخلفاء الوليد بن عبد الملك بن مروان، وسليمان بن عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وأخيراً هشام بن عبد الملك
  4.  أمّا العصر الأخير فامتدّ من 125-132هـ، وكان هذا العصر هو فترة ضعف الدّولة الأمويّة وانهيارها.

الخلفاء الأمويّون في دمشق

معاوية بن أبي سفيان

أوّل خليفة أمويّ هو معاوية بن أبي سفيان، وأمّه هي هند بن عتبة رضي الله عنها، وهو من كُتّاب الوحي المُحافظين على سُنّة النّبي عليه السّلام والعاملين بكتاب الله تعالى، وُلِد في مكّة المكرّمة، وكان عمره 23 عاماً عندما أسلم، وكان ذلك وقت فتح مكّة. يُعرَف عن معاوية بن أبي سفيان أنّه كان عالماً قويّاً ذا دهاء، إضافةً إلى أنّه كان حليماً عطوفاً، وعارفاً بأمور السياسة، وقد توفي في عام 60هـ.

استلم معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين في عام 41هـ، وقد فُتِحت العديد من البلاد في عهده، مثل: جزيرة رودس، وبلاد السّند، وفي عام 48هـ أرسل معاوية جيشاً لفتح القسطنطينيّة، إلّا أنّ الجيش لم يُفلح في فتحها.

يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

كانت ولادة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أثناء خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وقد كان معاوية بن أبي سفيان في ذلك الوقت أميراً على الشّام. اهتمّ معاوية بابنه يزيد، وعلّمه الأخلاق الحميدة والعدل والإنصاف، وعندما استلم معاوية خلافة المسلمين أرسل ابنه يزيد لغزو القسطنطينيّة، وفي أثناء خلافته شارك الصّحابة معه في غزواته، وعملوا تحت رايته.

رائج :   ماهي أنواع زيت الزيتون المختلفة؟

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

بعد وفاة يزيد بن معاوية أصبح ابنه معاوية خليفة الدّولة الأمويّة، وقد اختُلِف في مُدّة حُكمه؛ فمن المؤرّخين من قال إنّها أربعون يوماً، ومنهم من قال إنّها عشرون يوماً، وذهب آخرون إلى أنّها شهران، ومنهم من قال إنّها وصلت إلى أربعة أشهر.

لم يخرج معاوية بن يزيد في فترة خلافته إلى النّاس بسبب مرضه، وبعد تنازله عن الخلافة نشبت صراعات بين الأمويّين وابن الزّبير من أجل الخلافة، إلّا أنّها في نهاية الأمر كانت لصالح الأمويّين، وحينها أصبح مروان بن الحكم خليفة المسلمين في عام 64هـ في مؤتمر الجابية.

مروان بن الحكم

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشيّ الأمويّ، استلم خلافة الدّولة الأمويّة بعد معاوية بن يزيد عام 64هـ، وفي عام 65هـ دخل مصر واستردّها من عبد الرّحمن بن جحدم التّابع لابن الزّبير وأعادها تحت ولاية الأمويّين، وجعل ابنه عبد العزيز والياً عليها، وقد توفّي في دمشق عام 65هـ؛ حيث كان يبلغ من العمر 63 عاماً.

عبد الملك بن مروان

بعد وفاة مروان بن الحكم، تسلّم عبد الملك بن مروان الخلافة الإسلاميّة في عام 65هـ، وكانت الدّولة في ذلك الوقت تحت ظروف سيّئة من انقسامات وفِتن، فكان عبد الملك بن مروان لا يملك سوى بلاد الشّام، وأراد بعد استلامه للخلافة توحيد البلاد الإسلاميّة، لذلك أراد أن يتّجه نحو العراق والحجاز لتوحيدهما مع بلاد الشّام.

يُشهَد لعبد الملك بن مروان قيامه بتعريب دواوين الخراج، كما كانت له الأسبقيّة في إصدار عملة إسلاميّة موحَّدة ذات وزن ثابت، وهذه الخطوة جعلت الاقتصاد الإسلاميّ متحرّراً من العملات الأجنبيّة. توفّي عبد الملك بن مروان في عام 86هـ،واستلم الحُكم من بعده ابنه الوليد

رائج :   سيرة سيف الله المسلول خالد بن الوليد (رضي الله عنه) || الجزء الخامس

الوليد بن عبد الملك

استلم الوليد بن عبد الملك الخلافة بعد وفاة والده عبد الملك بن مروان سنة 86هـ. عُرِف عن الوليد أنّه كان صالحاً تقيّاً مُحبّاً للقرآن، وقد اهتمّ بتوسعة مسجد الرّسول، كما جعل مسجد دمشق من أجمل المساجد نظراً لاهتمامه بزينته، ويُعدّ عهده عهد ازدهار للدولة الأمويّة؛ فقد وصلت حدود الدّولة الإسلاميّة حتى الأندلس والصّين.

توفّي الوليد عام 96هـ، واستلم الخلافة من بعده أخوه سليمان بن عبد الملك.

سليمان بن عبد الملك

وُلِد سليمان بن عبد الملك في المدينة المنوّرة، إلا أنّه تربّى وعاش في الشّام، وقد استلم الخلافة بعد وفاة أخيه الوليد بن عبد الملك عام 96هـ. يُعرَف عن سليمان وَرَعه وتقواه، وقد كان مُرابطاً في مرج دابق، وقد توفّي فيه عام 99هـ، فاستلم الخلافة من بعده ابن عمّه عمر بن عبد العزيز

قد يهمك: معلومات صادمة: تعرف على تاريخ التتار الأول و إمبراطورية جنكيز خان

عمر بن عبد العزيز

استلم عمر بن عبد العزيز الحاكم العادل خلافة الدّولة الأمويّة بعد وفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك، وكان له منهجه الخاص في السّياسة؛ فقد نشر العلم، وعلّم الناس سُنّة نبيّهم، وقد كان مهتماً بالعمل بما يقوله كتاب الله وسُنّة نبيّه عليه السّلام.

رفع عمر بن عبد العزيز في فترة خلافته الظُّلم عن النّاس، ونشر العدالة بينهم، لذلك عُرِفت فترة حكمه بأنّها فترة عادلة.

يزيد الثّاني بن عبد الملك

بويِع يزيد الثّاني بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، وعُرِف عنه أنّه كان محبوباً متواضعاً، وقد استكمل ما بدأه عمر بن عبد العزيز في بداية خلافته، إلّا أنّه لم يستطع الاستمرار في السّير على منهج عمر بن عبد العزيز، لذلك لم يكن يزيد الثّاني ناجحاً في خلافته مثل عبد الملك بن مروان، ولم يكن سياسيّاً مثل معاوية، فكانت خلافته عاديّةً جداً مقارنةً بخلافة عمر بن عبد العزيز.

رائج :   ما لا تعرفه عن الحرب الأهلية الأمريكية (1861 – 1865)

هشام بن عبد الملك

تُرجّح المصادر أنّ هشام بن عبد الملك قد وُلِد عام 72هـ، وتوفي عام 125هـ. تولّى هشام خلافة المسلمين في عام 105هـ بعد يزيد الثّاني، وقد اهتمّ بتربية أبنائه تربيةً جيّدةً، وكان يشاركهم في الحروب، ويسلّمهم قيادة الجيوش، وكان هشام مُحبّاً للخيول فأنشا لها حلبةً للسّباق، كما كان مُحبّاً للأدب وخصوصاً أدب الأُمم الأخرى، ومن الكتب التي أمر بترجمتها كتاب تاريخ فارس

الوليد الثّاني بن يزيد

أصبح الوليد بن يزيد خليفةً للمسلمين بعد وفاة عمّه هشام بن عبد الملك، وقد ذُكِرت أقوال مُتناقضة عن شخصيّته وكيفيّة إدارته للدّولة؛ فبعض المصادر بالغت في الحديث عن سلوكه السيِّئ، في حين أنّ هناك مصادر أخرى تحدّثت عنه بوصفه الخليفة الذي أجمع عليه المسلمون. قُتِل الوليد الثّاني في تدمر عندما حاصره جيشٌ بقيادة عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك

يزيد الثالث بن الوليد

عُرِف عن يزيد الثّالث تقواه وتشبّهه في طريقة حُكمه بمنهج عمر بن عبد العزيز، إلّا أنّه توفّي بعد تولّيه الخلافة بستّة أشهُر في عام 126هـ، وقد ترك خلافاتٍ وصراعاتٍ كثيرةً بين بني أميّة.

إبراهيم بن الوليد

استلم إبراهيم بن الوليد الخلافة بعد وفاة أخيه يزيد، وكانت فترة خلافته قصيرةً جداً قاربت من أربعة أشهر فقط، وتسلّم من بعده الخليفة مروان بن محمد.

مروان بن محمد

عُرِف مروان بن محمد بن عبد الملك بشجاعته، وصلابته، وحبّه للسّفر، وقد وصفه الباحثون وصفاً دقيقاً؛ فتحدّثوا عن لحيته البيضاء، وهامته الضّخمة. قُتِل مروان بن محمد في عام 132هـ وكان يبلغ من العمر حينها 52 عاما

ً الدّولة الأمويّة في الأندلس

بعد سقوط الدّولة الإسلاميّة في المشرق الإسلاميّ وبعد حدوث العديد من الصّراعات، تجمّع الأمويّون في الأندلس وأقاموا حكمهم فيها……….

مقالات ذات صلة