أجمل رسائل بريد الجمعة

طائر الحب القديم ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

أكتب إليك لأروي لك قصتي ولتشاركني فيما أحس به الآن ، وأطلب مشورتك فيه .
فمنذ سنوات بعيدة كنت أقيم مع أسرتي فى بيت قديم بحي المنيرة لا يضم سوى ست شقق ، فكان من الطبيعي أن يتعارف الجيران وأن ينشأ الأبناء جميعا أصدقاء بحكم المنشأ والملعب الواحد الذي يضمنا فى الفناء الخلفي للعمارة .

وهكذا نشأت فى أسرة كبيرة العدد تضم كل سكان هذه العمارة ، وعرفت كل أفرادها وأحببتهم وكان أأثرهم بمودتي اثنان ، سأذكرهما باسمين مستعارين هما ( محمد ) وشقيقته ( ياسمين ) وانضمت لنا فيما بعد شقيقتي الصغرى جيهان ، فتزاملنا فى المدرسة الإبتدائية ثم فرقت بيننا المدرسة الإعدادية ، فدخلت مع محمد مدرسة قريبة ودخلت ياسمين وجيهان مدرسة أخرى ، واستمرت صداقتنا قوية حتى ناهزنا معاً سن المراهقة .

فبدأت نظرتي إلى ياسمين تكتسب أعماقا جديدة ، ثم لم ألبث أن اعترفت بيني وبين نفسي أني أحبها بكل اندفاع الصبا ومثالياته ، وأدركت أنها تبادلني المشاعر البريئة نفسها ، ونظراً لاستقامتي فإن علاقتنا لم تخرج أبداً عن حدود العلاقة الأخوية بين صبيين نشآ معاً ، ويعتبر كل منهماالآخر شقيقه أو شقيقته فلم نتبادل أبداً كلمات الحب والخطابات الغرامية ، لكن كلاً منا كان يعرف تماماً أنه مرتبط بالآخر برباط وثيق ..

وحين بلغت السابعة عشرة ، من عمري وبلغت هى الخامسة عشرة أقدمت على خطوة جريئة مازلت أعجب لها حتى الآن ، فقد توجهت إلى شقتها وقابلت أمها وهى صديقة أمي الحميمة وصارحتها برغبتي فى خطبة ابنتها فور حصولي على الثانوية العامة والتحاقي بالجامعة ، على أن تنتظرني إلى ما بعد التخرج ،فضحكت الأم طويلاً وقالت لى أنها أختك وقد تربيتما معاً ، لكن المشوار طويل ولا يعرف أحد ماذا ستحمل الأيام غداً .

لهذا فالأفضل هو الاهتمام بالدراسة والمستقبل بعد ذلك فى يد الله ، واعتبرت هذا وعداً منها وبدأت أعتبر نفسي خطيبها بصفة غير رسمية ، وظللت كذلك حتى دعاني أبى عصر يوم للجلوس معه فى ( الفرندة ) ، ثم فاتحني بإشفاق فى إنه على علم برغبتي فى خطبة ياسمين ، وقال لي إنه لا يعترض على ذلك لأن أباها صديقه الحميم لكن المشوار طويل وقد يشق على الفتاة الانتظار كل هذا الوقت ، وانتهى من حديثه بأن طالبني بأن أترك أمر المستقبل لله وأن أهتم بدراستي وليهيئ لنا الله الخير على يده ،

وكان أبى بعيد النظر فما أن حصلت على الثانوية العامة والتحقت بكلية التجارة والتحقت فتاتي بكلية الآداب وهممت بأن أعيد التحدث مع أبى فى الموضوع حتى عدت ذات يوم إلى البيت فوجدت محمد ينتظرني فى شقتي مع أبى وأمي ليدعوني للخروج معه فى مشوار مهم ، فخرجنا وتمشينا حتى كوبري قصر النيل وأنا أنتظر أن يفاتحني فى الموضوع المهم ثم أخيراً تكلم فكان ما توقعته وهو أن شقيقته سوف تخطب الليلة لضابط شرطة من أقارب أبيه ، وأنه آثر ألا يحضر قراءة الفاتحة لكيلا يتركني وحيدا أسمع الزغاريد وأتألم ، وأنه يقدر مشاعري لكن أباه يفضل الزواج المبكر للفتاة كعادة أسرته إلخ ..

وأنها سوف تتزوج خلال فترة قصيرة وتتوقف عن الدراسة الجامعية وتصحب زوجها إلى مقر عمله فى المنيا . وهوت على الأخبار كالمطارق .. لكنى حاولت التماسك أمامه وتظاهرت بأني رتبت نفسي على ذلك منذ زمن طويل .. وقدرت له فى أعماقي إخلاصه لي ورجولته ومشاعره ، وتمت كل الخطوات بسرعة كبيرة . وتجرعت المرارة وحدي لكن صداقتي بشقيقها لم تتأثر لعلها تعمقت أكثر ، فواصلنا التقدم فى الدراسة حتى تخرجنا معا وجاءنا تعيين القوى العاملة فى وقت واحد فعينت أنا بالبنك الأهلي وعين هو فى وزارة الإعلام .

وخلال هذه السنوات رأيتها عدة مرات فى العمارة فى زيارات عائلية مع زوجها أو وحدها ، ورأيتها حين عادت للولادة فى بيت أسرتها مرتين وفى كل مرة أراها فيها يخفق قلبى ولا ينطق لساني إلا بكلمات المجاملة بين الجيران القدامى .

رائج :   درجات الرأفة ! .. رسالة من بريد الجمعة

ثم تقدم محمد يطلب يدي شقيقتي فكنت سفيره إلى أبى فى طلبه وزكيته بحرارة وتمت الخطبة والزواج فى شقة حديثة بالجيزة ، أما أنا فلم أتزوج وبلغت سن الثامنة والعشرين بغير تجارب عاطفية ولا رغبة فى الزواج ،وبدأت أمى تلح على فى الزواج وبدأت أستجيب للفكرة ، وعن طريق بعض الأقارب رشحت لى أمي مدرسة من خريجات معهد التربية البدنية ورأيتها فوجدتها مقبولة الشكل ولا عيب فيها ، فوافقت عليها فتزوجنا بعد شهور فى شقة معقولة بحي المهندسين ، وبعد زواجنا فاتحتني زوجتي فى تأجيل الإنجاب لأنها مرشحة للإعارة فى دولة عربية قريباً وسوف يعوقها الإنجاب عنها فوافقت على رغبتها وجاءت الإعارة فعلاً بعد عام من الزواج ، فطلبت منى مصاحبتها على أن أبحث عن عمل هناك فلم أحبذ الفكرة لأني تقدمت فى عملي ولا أريد أن أضيع فرصتي فى الترقية .

فسافرت وحدها وأصبحت تعود كل صيف فتودع مدخراتها فى البنك وتعيش معي شهوراً ثم ترجعإلى عملها ، وهكذا حتى انقضت سنوات الإعارة . ووجدت نفسي قد بلغت الثالثةوالثلاثين ولم أنجب ففاتحتها فى الأمر لكنى لم أجد لديها حماسة .

وبدت مترددة فسكت أسابيع وفاتحتها فى الأمر مرة أخرى ففاجأتني بطلب بسيط هوالطلاق . الطلاق .. نعم . لماذا ؟ لا شىء . أنا لا أحبك وأنت لا تحبني ،ولو كنت كذلك لما تركتني أسافر وحدي 4 سنوات ولحاولت أن تبحث عن عمل معى فىالخارج لكيلا نفترق .. ولكي ندخر معاً ثروة نبدأ حياة راقية سعيدة إلخ ..ورغم صدقها فيما قالت فإنني لم أشأ أن استسلم للشيطان فاستدعيت أمهاوأبلغتها فوجدتها تعلم بالأمر كله وتوافقها ، فأردت ألا أقصر فى حقها وفى حق نفسي فاستدعيت شقيقتي ومحمد وتركتهما يناقشانها فعادا إلى بعد قليل بإصرارها على الطلاق .

فاستخرت الله وطلقتها وأعطيتها كل حقوقها بلا منازعات ، وحملت هي أثاثهاإلى شقة تمليك جديدة اشترتها ، ولم تنقض شهور العدة حتى سمعت أنها تزوجت منزميل سابق لها فى الإعارة لديه مدخرات وسيبدآن معا حياة راقية وتعجبت لنفسي، أنى رغم ذلك لم أحزن لطلاقها أو لزواجها ولم تمض شهور حتى كنت قد نسيتها كأنها لم تدخل حياتي ولم أعش معها خمس سنوات من عمري ، وتفرغت لحياتي فأعدت تأثيث شقتي وحققت فى عملي أكثر مما كنت أحلم به .

بل وانتقلت فى وظيفة أكبر بأحد البنوك الجديدة ،وانتظمت حياتي ما بين البنك ومسكني .. وبيت أسرتي فى المنيرة وبيت شقيقتي ، وكلما زرت أبى الذى أحيل إلى المعاش منذ سنوات سألني لماذا تعيش وحدك وأنت قادر على الزواج . فأتهرب من الإجابة وأغير الموضوع . ثم أفكر فى كلامه فأجده منطقياً وأحاول النظر حولي عسى أن يخفق قلبي بحب إحدى زميلاتي أو معارفي فأفشل فى كل مرة ، فمن تقترب منى فى العمل أفر أنا منها . ومن أحاول التقرب منها لا أجد لديها استعداداً أو قبولا .

وهكذا مضت بى السنوات حتى قاربت الأربعين وهى مرحلة حرجة من العمر يحس من يبلغها أنه قد أنهى مرحلة الصعود وبدأ مرحلة الانحدار على الجانب الآخر من عمره وصحته وكل شىء، فبدأت تلح على فكرة الزواج وطالبت شقيقتي بالبحث عن عروس . فرشحت لى فتاة فى السابعة والعشرين من جيرانها والتقيت بها وتحادثنا طويلاً ، وتكررت الزيارة ثم بدأنا نتحدث فى التفاصيل .

واستقر الرأي على أن نقرأ الفاتحة بعد ثلاثة أيام وخرجت من بيتها سعيداً ومعى محمد وشقيقتي ، وقررنا أن نذهب إلى المنيرة لنبلغ أبى وأمي ووصلنا إلى البيت فأحسسنا بشىء غير عادى فيه ، وبدافع غريزي اتجه محمد إلى شقته ونحن معه .ففوجئنا بأمه تبكى وأبيه فى حالة وجوم ، وعرفنا أن زوج شقيقته قد لقي مصرعه فى حادث سيارة على الطريق بين أسيوط وسوهاج التى انتقل إليها منذ سنوات . فغادرنا البيت على الفور إلى قطار الصعيد وبقيت فى سوهاج حتى انتهت المراسم وتركت شقيقتي ومحمد هناك ، وعدت لعملي بعد يومين واستقر رأى الأسرة على أن تبقى ياسمين فى سوهاج إلى أن يؤدى ابناها الامتحانات ثم تعود معهما إلى القاهرة ، ويلتحقان بالمدرسة فيها ، تم ذلك فعلاً .

رائج :   الوتر المقطوع ! .. رسالة من بريد الجمعة

وفى أوائل الصيف جاءت الأرملة وأبناها فتاة فى الخامسة عشرة ، وفتى فى الثالثة عشرة ، واستقروا جميعاً فى بيت الأسرة بالمنيرة وبدأ ترددي على بيت المنيرة يزداد وبدأت أرى صديقة العمر القديمة كثيراً ، فأحس بنفس إحساسي القديم وعمري 15 سنة ، ولا تسألنى ماذا تم فى مشروع الخطبة لإنى بعد عودتي من سوهاج وبغير أن أستطيع المقاومة وجدت نفسي وقد صدت تماماً عن هذا الموضوع ، فاعتذرت لأسرة الفتاة عن إتمام المشروع . ولم يسألني أحد لماذا فعلت ذلك فحالتي كانت واضحة للعيان فأنا لا يمضى يوم دون أن أزور المنيرة ، وأرى الصديقة القديمة وأضع نفسى فى خدمتها وخدمة ابنيها وأفتش فى نظراتها عن آثار للحب القديم ، فأسعد أحياناً وأكتئب أحياناً أخرى حين ألحظ استغراقها فىالحزن والهموم .

وبعد مرور عام على الوفاة قررت أن أضع حداً لعذابي ففاتحت شقيقتي فى الأمر فوجدتها قد فاتحتها فيه مراراً وتحدثنا فيه طويلاً ، وبدأت فتاتي تخوفها من أن يتأثر ابناها بالزواج أو أن يضايقهما عمهما إذا تزوجت مما قد يحرمهما من حقهما فى قطعة أرض تحت سيطرة العم ، ووجدت نفسي انتفض غضباً وتوجهت إلى بيت المنيرة ، وقابلتها وانتحيت بها جانباً وقلت لها إنني لم أنجب وسوف أكون أرحم أب لهذين الابنين لأنهما ابناك ، وإنني سأدافع عن حقوقهما بكل الوسائل وسوف أتحمل المسئولية عن ذلك ، ولو اضطررت لتعويضهما ماليا عن أى حق يضيع عليهما بسبب الزواج ،

وإنني انتظرتها 24 عاما حتى جمعت بيننا الأقدار مرة أخرى ، ولن أفرط فيها بعد ذلك ، وبعد مرافعة طويلة وجدتها تبتسم والدموع فى عينيها وتطلب إمهالها بعض الوقت لكى تمهد للأمر مع ابنيها وانتظرت أسابيع أخرى ، حتى جاءتني شقيقتي تطلب منى الاستعداد للزواج وكنت مستعداً من الأصل ، فتم زواجنا المؤجل منذ 24 عاما وهى فى الثامنة والثلاثين وأنا مطلق بلا أبناء ، فإذا كان قد أحزنني شىء فهو أنها أصرت على أن يتم العقد بغير احتفال وأن ننتقل فى هدوء إلى شقتي ، وكنت أريد أن احتفل بزواجي بما يتناسب مع صبري الطويل .

لكنى سلمت برغبتها حرصا على مشاعر الابنين . والآن يا سيدي لقد مضى على زواجنا عشرة شهور ، وقد أصبحت فى أسرة صغيرة مكونة من زوجة أحببتها وعمري15 سنة وابنة رقيقة فى الخامسة عشرة من عمرها ، وابن يافع فى الثالثة عشرة ، أجلس معهما كل مساء فى الشرفة .. وأراقب مذكراتهما وألبى مطالبهما وقد تجاوزا فترة الحساسية الأولى وبدأ يأنسان لى ويحباننى ، وعلى عكس ما كانت زوجتي تخشاه فإن عم ابنائها كان أفضل مما تصورت فسلم لى بأن الزواج ستر للمرأة ، وأن كل ما يعنيه هو أن يطمئن على راحة الأبناء وعرض على الاستمرار فى رعاية الأرض لحساب الأبناء والزوجة أو شرائها بسعر السوق إذا أردنا ذلك ،ففضلت البيع ، وتم ذلك وبأعلى سعر ممكن ووضعت المبلغ بنفسي باسم الأبناء والزوجة حسب الأنصبة الشرعية فى البنك الذى أعمل به ،

وهكذا احتفظنا بعلاقة طيبة معه رغم كل شىء وهو يزورنا ونحن نزوره فى المناسبات وكل شىء تمام الآن والحمد لله ، وقد كشفت لى المعاشرة عن مزايا عديدة فى زوجتي فهى جميلة كعهدها وهى فى صباها وأستاذة فى التنظيم وتربية الأبناء وشئون البيت والمطبخ ، وجميلة الروح إلى أقصى حد فلا يشعر المرء إزاءها إلا بالحب والاحترام.

رائج :   العين الزائغة‏ !‏ .. رسالة من بريد الجمعة

فقط لا يعكر صفوى أحيانا سوى شىء واحد هو الخوف من الموت وهو إحساس يراودني لأول مرة فى حياتي بعد زواجي الثاني ، واعترف لك بأننى أخشى أن يفاجئنى قبل أن أشبع من السعادة التى انتظرتها طويلاً مع أننى رجل مؤمن بالله وأؤدى فروض دينى كاملة وزوجتي كذلك . لكنى كلما ازددت إحساسا بسعادتي تساءلت هل بقيت من العمر بقية لكى أعوض فيها ما فاتنى من سنوات الوحدة والاكتئاب ؟ وهل ترى هذا الإحساس طبيعياً أم أنه بوادر مرض لا أعرف كهنه ويحتاج إلى العلاج ، إننى لم أصارح أحداً بهواجسى سواك فماذا ترى ؟

ولكاتب هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :

إنها طبيعتنا القديمة التى تستكثر على النفس دائماً لحظات السعادة الحقيقية فتتوجس شرا مما قد يعقبها من ألم ، وهى طبيعة اكتئابية أكاد أشك فى أن المصريين جميعاً يشتركون فيها بدرجات متفاوتة ، لهذا نستجيب غالباً للحزن بأسرع مما نستجيب للفرح ، فإن استجبنا للإحساس بالسعادة فقد نفسدها بترقب زوالها بدلا من الاستمتاع باللحظة الراهنة وامتصاص رحيقها .. ولا عجب فى ذلك مع شعب للحزن فيه عادات عريقة وتقاليد وليست للسعادة فيه عادات ولا تقاليد بنفس العمق ولا بنفس الاتساع .

ولست ألومك فى ذلك وإنما أفسر لك حالك فقط ،فأنت الآن شديد الإحساس بسعادتك ، لهذا فأنت تخشى أن تفقدها تماماً كما نخشى على الأشياء الثمينة من الضياع فيساورنا الخوف عليها ، ونتفقدها كل حين لنتأكد من أنها لا تزال فى موضعها ، فى حين لا نتفقد الأشياء التافهة لأننا لا نخاف عليها ولن نجزع لفقدها وأكبر أعداء السعادة هو الفراق ، لهذا بدأت أخيراً فقط وبعد زواجك الثانى تخشى الموت مع أنه كان محلقا فوق رأسك طوال سنوات عمرك ، وسوف يظل كذلك لك ولغيرك إلى أن تحين اللحظة المسجلة فى اللوح المحفوظ فيهبط الطائر فى الموعد المحدد والمكان المعلوم.

وسوف يتكرر ذلك كل يوم ، كما تشرق الشمس تغرب بانتظام ، فلماذا نفسد أوقاتنا السعيدة بالتوجس مما لن يحول دونه حائل ؟ على أنه من المفيد دائماً أن يسعى الإنسان لتحصين سعادته ضد غوائل الزمن بالتقرب إلى الله وببذور الخير التى يبذرها حوله فتثمر ثمارها وتحميه من العثرات ،فبذلك ومثله تطمئن القلوب ، وفى حالتك أنت بالذات بذلك كله وبرعاية هذين اليتيمين ومراقبة الله فى تنشئتهما وتعهدهما بالحب والعدل والحنان سوف يطمئن قلبك ويرسخ إيمانك بأحقيتك فى السعادة إلى نهاية العمر ، لكن دعنا من ذلك كله ولا تفسد علينا استمتاعنا بهذه القصة الفريدة التى جمعت الدنيا فيها قلبين ضل كل منهما الطريق إلى الآخر 25 سنة ..

ياإلهى ، إنه حقاً حب العمر الذى لا يصبح للحياة معنى إن لم يكتمل بالوصال ، لذلك فقد أحسنت صنعاً حين اعتذرت لأسرة الفتاة عن إتمام الخطبة رغم ما فى ذلك من إيلام لها لأنك كنت ستظلمها أكثر ، وبكل تأكيد لو كنت قد ارتبطت بها وفتاتك تتراءى أمامك وقلبك يهتف لها صامتا مع الشاعر .

أه مما بى وهل تدرين ما بى يوم ودعتك ودعت شبابى

لأنها قصة الصبا والشباب والرجولة بحق ، وقد عاد الشباب الآن وآن للغريب أن يهنأ بالعودة إلى عشه القديم الذى لم يفارقه خياله .. فاهنأ بحياتك يا صديقى وادع ربك أن يحفظ عليك سعادتك وسلامك ، واشرب كؤوس الهناء حتى الثمالة ، فالرى حق لمن طال عطشه ، والسعادة حق أيضاً لمن طال انتظاره لها مثلك والسلام .


لطفا .. قم بمشاركة الموضوع لعله يكن سببا في حل أزمة أو درء فتنة …

مقالات ذات صلة