في عام ١٩٥١ و تحت تأثير الهجوم الشرس من النقاد الذي وصل الى حد وصفه ب ” الكاتب المنتهي ” قرر الأديب الأمريكي ارنست هيمنجواي مغادرة الولايات المتحدة و التوجه إلى كوبا حيث إعتزل الكتابة و تفرغ لممارسة هوايته في الصيد من ساحل كوبا و هناك يستمع من الصيادين إلى قصة صياد كوبي يعانده الحظ لفترة طويلة ثم يتمكن من صيد سمكة ضخمة بشكل لا يصدق.
تشغل هذة القصة عقل الكاتب و لا يستطيع إخراجها من رأسه فيقرر كتابتها في قصة يبثها ما كان بداخله من غضب و إحباط .
أقرأ المزيد: قصة “سره الباتع” من عالم الأديب العبقري يوسف إدريس.
قصة العجوز و البحر
ويطلق هيمنجواي على قصته ( العجوز و البحر) و التي تحكي عن صياد عجوز يعانده الحظ و لا يصطاد أي شئ لمدة سته و خمسون يوماً متتالية حتى أنه يتعرض لسخرية الصيادين الأصغر سناً ثم يتمكن بعد صراع مرير من صيد سمكة مارلين شديدة الضخامة لدرجة أنها لا يمكن رفعها إلى قاربه فيقوم بربطها إلى جانب القارب .
و يدخل العجوز في صراع مضني مع القروش التي تحاول نهش السمكه المربوطه في القارب و في النهاية يصل للميناء و لم يبقى معه إلا هيكل السمكة ذو الحجم المذهل و الذي يبقى معلقاً في الميناء شاهداً على قدرة هذا الصياد العجوز النحيل على الصراع مع البحر و السمكة و القروش رغم إحترامه للبحر و السمكة و القروش.
من الفشل إلى قمة النجاح
بعد صدورها مباشرةً حصلت ( العجوز و البحر) على جائزة بوليتزر أكبر الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة و بعدها بأشهر قليله تعلن الأكاديمية السويدية منحها جائزة نوبل للأدب عن العام ١٩٥٤ لهيمنجواي ” لأستاذيته في فن السرد القصصي التي تجلت في قصته الأخيره العجوز و البحر” .
و يقرر هيمنجواي إهداء الجائزة للشعب الكوبي الذي إحتضنه وقت أزمته.
حتى اليوم تظل ( العجوز و البحر ) شاهدة على عبقرية هيمنجواي و إنتفاضته من الفشل إلى قمة النجاح الأدبي كما ظل هيكل السمكة مذهل الضخامة شاهداً على صلابة و عناد الصياد العجوز و إنتفاضته من الفشل.
أقرأ المزيد: ابتسامة الرضا !! .. رسالة من بريد الجمعة
