فن الادارة ..قضايا وأراء

نتفليكس … إزاي تنزل منافسك من سابع سما لسابع أرض ؟!

كلنا فاكرين في 2011 لما محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي والمنتخب المصري، اترفض من الزمالك وقت ما كان بيلعب مع المقاولون العرب، وبعدها احترف في الدوري السويسري، وبقى الأسطورة اللي كلنا شايفنها النهاردة!

أكيد “صلاح” لما بيفتكر الموضوع دلوقتي بيأكد لنفسه إنه كان صح لما استغل الرفض ده لصالحه في إنه يطور من نفسه لحد ما بقى واحد من من أعظم لاعبي العالم وأسطورة من أساطير الكورة المصرية! ممكن نقول إن نفس القصة دي حصلت بظبط مع شبكة “Netflix” الأمريكية العملاقة لإنتاج وبث المحتوى الترفيهي، إزاي؟!

عشان نجاوب على السؤال ده لازم نرجع بالتاريخ لورا شوية، سنة 1985 إتأسست شركة Blockbuster كشركة أمريكية عندها فكرة ثورية بتتمثل في تأجير أفلام ومسلسلات “هوليوود” على هيئة شرائط فيديو في فروع خاصة بيها، وبالشكل اللي يمكن جمهورها إنه يتفرج عليها في البيت.

على مدار 15 سنة، فضلت Blockbuster تطور مميزاتها التنافسية في السوق، واللي كان منها التعاقد مع استديوهات إنتاج الأفلام عشان تقدر تقدم أحدث الأفلام لجمهورها في أقل وقت ممكن، وكمان اعتمادها على مبدأ الانتشار وده خلاها تأسس أكتر من 9 ألاف فرع في كل أنحاء أمريكا والعالم، كل ده ساعدها تسيطر على السوق

إلا إنها أغفلت جانب مهم جدًا وهو التكيف مع التطور التكنولوجي، وده النقطة اللي استغلها مؤسسي شبكة “Netflix” وقدروا يقدمو خدمة تأجير الأفلام عن طريق موقع الشركة على الإنترنت ويوصلوها لجمهورهم باستخدام البريد، يعني بدل ما الجمهور كان بيضطر ينزل من بيته ويروح لفرع Blockbuster عشان يأجر الفيلم، كل اللي هيعمله دلوقتي إنه يحجز الفيلم على النت وهو هيجيله في البيت لحد عنده.

ورغم إن فكرة Netflix سمعت مع الناس وقتها، إلا إنها عانت من بعض المشاكل المالية اللي كلفتها بعض الخساير، وبالتالي اضطر مؤسسيها يعرضوا على Blockbuster إنها تشتريها، ومن هنا تحديدًا حصل الموقف اللي كان فاصل في تاريخ الشركتين!

سنة 2000، اجتمع جون أنتيوكو، المدير التنفيذي لـ” Blockbuster”، مع المدير التنفيذي لـNetflix، ريد هاستينجز، واللي وقتها عرض شركته للبيع مقابل 50 مليون دولار، وفي حال إن الصفقة تمت كان من المقرر إن Blockbuster هتعمد على Netflix في الانتشار على الإنترنت. ولكن Blockbuster رفضت، لإنها كانت مكتفية بمبدأ إنها نجحت بره الإنترنت، وإنها في كل الأحوال هتفضل مسيطرة على السوق من غير ما تضطر تغير طريقة عملها وتتكيف مع المتغيرات التكنولوجية، ودي كانت غلطة عمرها!

لك أن تتخيل إنه 2010 يعني بعد 10 سنين بس من الاجتماع ده” Blockbuster أعلنت إفلاسها، في حين إن ” Netflix ” فضلت مكملة، والنهاردة بقت واحدة من أعظم شركات إنتاج وعرض البرامج الترفيهية في العالم، خاصة وإن قيمتها التسويقية دلوقتي وصلت لحوالي 150 مليار دولار.

رائج :   البيتكوين (العملة المجنونة) .. تاريخه و حاضره و مستقبله 

طب يا ترى إيه اللي طلع ” Netflix” لسابع سما وخلاها تتفوق على ” Blockbuster” بعد ما كانت هتتباعلها؟!

– قاعدة ×10!

بعد ما اتغلبت على مشاكلها المالية، بدأت ” Netflix” تبص على الطرق اللي ممكن تساعدها في التغلب على حوت السوق بتاعها ” Blockbuster”، وملقتش قدامها غير قاعدة ×10.

القاعدة دي بتقول إنك عشان تتفوق على أقوى منافسيك لازم تمتلك ميزة تنافسية أحسن منه بـ 10 مرات، وبكده هتقدر تتغلب عليه لإنه ببساطة مش هيقدر يجاريك.

” Netflix” أصلًا فكرتها كانت جديدة لإنها كانت معتمدة على الإنترنت بشكل كامل، وعشان Blockbuster كانت مطنشة أهمية التطوير التكنولوجي فده إدى ميزة لـ” Netflix” إنها تلعب على الإنترنت براحتها، وبالتالي كونت محيط أزرق تنافس فيه وساعدها على ده زيادة انتشار الإنترنت المنزلي، وفي نفس الوقت عملت ثورة في طريقة تقديم الأفلام وده باختصار بيسموه الـ disruptive innovation أو الابتكار المزعزع.

في عالم موازي، لما Blockbuster شافت أخيرًا إنها لازم تدخل نفسها في عالم الإنترنت كان الكلام ده في 2009، وساعتها ” Netflix” كانت سيطرت على السوق ده خلاص وكمان بدأت خدمة بث البرامج الترفيهية المختلفة اللي بتمتلكها على الإنترنت.

رائج :   كيف تنجح في شركة “عائلية”؟

– إلعب على عيوب المنافس:

واحدة من ضمن أكتر الحاجات اللي كان بيشتكي منها عملاء Blockbuster هي الغرامات اللي كانوا بيدفعوها لما بيتأخروا في ترجيع الأفلام والبرامج… “نتفليكس” شافت في العيب ده فرصة جديدة للتفوق ومن هنا قررت إنها بدل ما تاخد رسوم إيجار فهي هتعمل اشتراك شهري للمستخدمين؛ عشان يتفرجو على اللي هما عاوزينه طول الشهر من غير غرامة تأخير.

رائج :   عندما يتحدث الأسطورة العلامة عمرو خالد عن ميكانيكا الكم !!

– استغل الظروف:

وفقًا للي بتأكده “Forbes”، حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 أدى لتغيير السلوك الشرائي للجمهور، بمعنى إن عدد كبير منهم دور ساعتها على بديل أوفر للسينما ولتأجير وشراء الأفلام من المحلات، وده اللي استغلته ” Netflix” في إنها تعمل اشتراكات شهرية رخيصة للمستخدمين بتوعها.

– شوف أسواق بديلة:

صاحب البيزنس الشاطر هو اللي بيحلل سبب فشل اللي سبقوه والأهم من ده إنه بيحاول ميقعش في نفس أخطائهم، وده بظبط اللي عملته ” Netflix”، من خلال توسعها في أسواق بديلة وتنويع نشاطها، وعشان كده أسست أول استوديو إنتاج في 2006، لإنها كانت مدركة لأهمية انتاج محتوى حصري خاص بيها بخلاف عرضها للمحتوى الترفيهي اللي بتاخده من الشركات التانية.

وفي 2011، أنتجت ” Netflix” أول محتوى أصلي “مسلسل (House of cards)” والنهاردة بتعتبر واحدة من ضمن أعظم استديوهات الإنتاج في العالم بفضل النجاح الكبير اللي برامجها الترفيهية قدرت تحققه.

مقالات ذات صلة