تاريخفكر و ثقافةوعي

كيف أستطاع الهكسوس دخول مصر؟؟؟؟

يعتبر عصر الانتقال الثانى أو فترة حكم الهكسوس أو الأسرات من الخامسة عشر إلى السابعة عشر “1650-1550 قبل الميلاد” من أكثر المحن التاريخية التى مرت بها مصر القديمة، ولقد اختلفت الآراء حول الموطن الأصلى لهؤلاء المحتلين كما اختلفت حول الطريقة التى تسللوا بها إلى مصر حتى وصلوا إلى سدة الحكم خاصة فى مصر السفلى التى اتخذوا فيها عاصمة خاصة بهم والتى أطلق عليها حوت وعرت “أفاريس” والتى اختلف العلماء أيضاً حول مكانها الحالى، فمن أين جاء الهكسوس؟

أقرأ المزيد: الحرب العالمية الأولى .. الجزء الثاني || البداية

غزو الهكسوس

تسلل الهكسوس من بلاد الشام إلى مصر فى الأسرة الثانية عشرة والأسرة الثالثة عشرة، وكانت مستعمرتهم الكبرى فى أفاريس فى شرق الدلتا التى أصبحت موطنًا متخصصًا على المدخل الشمالى الشرقى لمصر يتحكم فى بعثات التعدين والتجارة المصرية مع بلاد الشام وقبرص وبحر إيجه وكان المسئولون المصريون الذين يشرفون على هذه الأنشطة من الشعوب ذات اللغات السامية الغربية.

تشيرالمصادر الأثرية إلى وجود قوى للهكسوس فى مصر الذين كان لهم تأثير لا ينكر على مصر القديمة، وجاءت نهاية حكم الهكسوس على أيدى أبطال التحرير القادمين من مدينة طيبة “الأقصر الحالية”، وقام الملك أحمس الأول بطردهم من مصر وتحرير البلاد منهم

رائج :   هرم الجيزة الكبير هو أقدم هذه العجائب السبعة

ولم يسيطر الهكسوس إلا على الشمال من مصر حتى القوصية جنوبا، بينما ظل الصعيد يحكمه مصريون

تسبب إنهيار الأسرة الثالثة عشر إلى فراغ السلطة في الجنوب، وربما قد أدى ذلك إلى صعود الأسرة السادسة عشر من أبيدوس، التي إتخذت من طيبة مقراً لحكمها. فغزا الهكسوس كليهما في نهاية الأمر، ويستثنى من ذلك طيبة التي لم يستمر الغزو فيها إلا لفترة قصيرة. و منذ ذلك الوقت سيطرت الأسرة السابعة عشر على طيبة وحكمت لبعض الوقت في تعايش سلمي.

دخول الهكسوس إلى مصر

يقول المؤرخ المصرى « مانيتو » إلى أن دخول الهكسوس إلى مصر إنما كان فى عهد الملك « توتيمايوس » ( ددو – موسى )، وهو الملك 37 من ملوك الأسرة الثالثة عشرة فى بردية تورين. ويحدثنا « مانيتو » عن غزو الهكسوس لمصر بعبارات تتسم بالألم والكراهية لهذه الفاجعة الكبرى فى تاريخ مصر

رائج :   الاستعمار الاوروبي للقارة السمراء و المحاولات الفاشلة لاثبات تفوق الجنس الأبيض

قائلاً : « فى عهد الملك توتيمايوس ( تيمايوس ) لسبب لا أعرفه حلت بنا ضربة من الرب، وفجأة تقدم فى ثقة بالنصر غزاة من إقليم الشرق من جنس غامض إلى أرضنا.

واستطاعوا بالقوة أن يتملكوها فى سهولة دون أن يضربوا ضربة واحدة، ولما تغلبوا على حكام الأرض أحرقوا مدننا بغير رحمة، وقوضوا أرض معابد الآلهة وعاملوا المواطنين بعدوان قاس، فذبحوا بعضهم، وساقوا زوجات آخرين من أزواجهم، وأخذوا أطفالهم إلى العبودية، وأخيراًﹰ عينوا من بينهم واحداًﹰ ملكاًﹰﹰ يدعى ساليتيس، وكان مقره منف، ففرض الضرائب على مصر العليا والسفلى، وكان يخلف وراءه حاميات فى الأماكن المهمة “.

أقرأ المزيد: معاهدة فرساى: لماذا كانت الخطأ الرئيسى للحلفاء

ضعف الحكومة و انهيار الدولة

يبدو أن دخول الهكسوس مصر قد اتخذ صورة التسلل إلى حدود الدلتا الشرقية بأعداد قليلة وفى فترات متباعدة، وازداد هذا التسلل بمرور الزمن بسبب الضغط الذى مثلته الشعوب الأجنبية على سوريا والذى قد وقع خلال تلك الفترات المتسمة بالفوضى والاضطراب التى ضعفت فيها الحكومة المركزية المصرية والتى لم تعد بقادرة على حماية الحدود الشرقية .

رائج :   تحدى نفسك و حاول تحل اصعب الاسئلة

أقرأ المزيد: الحاج مصطفى البشتيلي والحملة الفرنسية

واستمر الحال هكذا حتى جاء وقت حاول فيه الهكسوس فرض سيطرتهم بالقوة على المصريين فوقع الصدام العنيف بين الغزاة الأسيويين وأهل البلاد، فقام الهكسوس بإحراق المدن وتدمير المعابد واستعراض القوة، وانتهى الأمر باستيلائهم على العاصمة المصرية القديمة منف وأصبحت لهم الكلمة العليا فى حكم مصر.

قام الهكسوس بالتمركز فى شرق الدلتا واتخذوا من مدينة أواريس عاصمة لملكهم بعد أن أصبحت الدلتا ومصر الوسطى تحت حكمهم المباشر، واكتفوا بفرض الجزية على مصر العليا ( الصعيد ) تاركين الإدارة المحلية المصرية كما كانت عليه قبل الغزو، ومن ناحية أخـرى كـان الكوشيـون قـد استغلوا فرصة انهيـار المملكة المصرية وبعد ملك الهكسـوس عنهم وتمركزه فى الدلتا لكى يؤسسوا لأنفسهم مملكة كوشية مستقلة فى جنوب الجندل الأول اتخذت من كرما عاصمة لها، وهكذا انقسمت مصر إلى ثلاث كيانات سياسية بعد غزو الهكسوس المهين خلال تلك الحقبة المؤلمة والعصيبة من تاريخها.

أقرأ المزيد: سلسلة المماليك : سيف الدين قطز

مقالات ذات صلة