في وسط الزحمة دي.. محدش سأل نفسه، ليه كل الدوشة دي على حقوق المثليين، وهل الأمر متعلق بقطر فقط؟؟
– عشان نفهم ده محتاجين نرجع خطوة لورا، وبالتحديد بعد ما أعلنت روسيا حربها على أوكرانيا وقامت بالغزو، أوكرانيا فورا تحركت نحو الناتو وأروبا، وطلبت منهم الإسناد، حصل إيه؟
– انضغط على “زيلنسكي” لتمرير قانون يعترف بزواج المثلية، وتخيل يا مؤمن وسط الضرب والحرب والصواريخ والدم، يسيب السيد زيلنسكي كل اللي في إيده ويوقع قانون للاعتراف بزواج “المثليين”.. غريبة صح؟ طب ليه؟
قد يهمك: قضية تعرية سيدة الكرم و الحكم ببراءة المتهمين
سيطرت التيار الليبرالي
– التيار الليبرالي الجديد اللي بيتسلل يوم بعد يوم في الغرب، وهو برضه التيار المسيطر على المؤسسات الدولية زي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو، بيحاول يعرف نفسه قيميا زي ما هو معرف نفسه اقتصاديا “اقتصاد السوق المفتوح” وعسكريا “الأطلسية الجيوسياسية”، بيحاول يخلق لنفسه سردية ثقافية عالمية يبشر بيها..
– طيب ليه، مهو مسيطر اقتصاديا ومسيطر عسكريا؟، لأنه اكتشف إنه السيطرة العسكرية والاقتصادية لو مش مصحوبة بتغيير وتفكيك الهويات والثقافات للمجتمعات اللي بيتم السيطرة عليها سواء بالاقتصاد أو بالتبعية العسكرية، بيتم الاستفادة – من طرف خصومه- من وجود الحماية الاقتصادية أو العسكرية دي في إعادة انتاج المجتمعات التقليدية والخطابات الدينية القائمة على مركزية الدين أو الأسرة التقليدية اللي هي المنتج الرئيسي لثقافة المحافظة.. طب يعمل إيه؟
– يروح يشتري حاجة جاهزة ومنتجة ثقافيا من فترة، وهي سرديات “اليسار الثقافي الجديد” اللي بتحارب أول ما تحاربه “الأسرة / الدين / المجتمع”، وبما إن الاجندة دي جاهزة، فلازم ندخلها جوه منظومة الهيمنة، وبالتالي حصل “نكاح ثقافي” بين اليسار الجديد والهيمنة.
– هنا تمت السيطرة على “ثقافة المؤسسات الدولية” فكل برامج الأمم المتحدة وبرامج الدعم الثقافي الغربي الموجه للشرق، بيشترط أول ما يشترطه حين يمنحك الدعم، الأجندة دي (نسوية / مثلية / رفض المجتمع الأبوي”، عشان كده مؤسسة فلسطينية زي “متراس” أول ما كتبوا مقال لرفض المثلية، تم رفع الدعم الأوروبي منها أو (في طور مناقشته)، وغيرها كثير..
– لما تفرض على الدول اللي في مجال هيمنتك خيار ثقافي محدد، سواء في قواعد الأسرة أو في ملف المرأة أو حتى في قوانين المثلية، فأنت فعليا بتفكك تدريجيا النموذج الثقافي الآخر، أيا كان، وبتفرض نموذج بياخد كل أدبياته من المصدر المهيمن واللي انتج القواعد دي، ومع جيل أو اتنين هنلاقي انقسام ضخم داخل المجتمع، ونخلق مجتمع ضد المجتمع، بس النص التاني ده مع المهيمن وبتاعه ويرى نفسه إبن له..
اللي حاصل في قطر بقه خطورته إيه؟
– كان المبرمج إن الفعاليات الدولية الكبرى زي الأولمبياد وزي كأس العالم وغيرها، فرصة للوبي الليبرالي الدولي يعمل غزوتين مع بعض، أولها هي “التأكيد على قيم السوق”، بمعنى إن كل كأس العالم تسويق براندات وشوبينج وحالة استعراض استهلاكي، والجزء التاني “ترويج قيم الجندر الجديدة”، اللي من خلالها بيتم إعادة تعريف كل علاقات المجتمع الجنسية وفقا لقواعد المهيمن..
– وعشان كده.. لما يحصل “حرف” وتغيير مسار للأجندة الثقافية لأكبر فعالية بشرية ترفيهية، وبدل ما إنها تروج للأجندة الثقافية بتاعة المهيمن، راحت عملت فرامل عليها، وقالت لا الناس ذكر وأنثى، وفيه حاجة اسمها ثقافة محلية لازم تحترم، بدلا من فكرة الثقافة العالمية الموحدة اللي بيحاول يروجها المهيمن عشان يفتح كل الثقافات المغلقة قدامه
قد يهمك: محطات في حياة عثمان احمد عثمان : الحلقة الاخيرة
سياسات جديدة
– هتقول ما زمان كان في الاستعمار في إجبار ثقافي برضه، هقولك آه، بس كان إجبار بأجندات تانية، كان الاستعمار معتمد على التبشير والأقليات الدينية والعرقية، وكان التسويق هو لأجندة ثقافية علمانية تقليدية، أو تخليق هويات قسرية اجتماعية.. لكن اكتشفوا إن أسهل طريق تحرف الناس عن سياقها التقليدي، هو الترفيه والشهوة، ومن خلاله بيتم عمل تغيير ناعم وطويل.. بدلا من صراعات المثقفين..
– أصل لو قعدت سنة أشكك ف البخاري ومسلم، أو أعيد قراءة التراث، هيفضل قطاع كبير من الناس مؤمنين بتراثهم وشايفين الحملة عليه تغريبية وإلحادية، وهيفضلوا يتبعوا شيوخ أو قيادات دينية، لكن لو لعبت على الشهوات؟، هنا الانسان بيتحرر من المقاومة تدريجيا، وبينغمس في الاحتفال واللذة..
– الناتو اللي هو مؤسسة عسكرية بحتة، بتركز على الملفات دي، وبتحاول تخلق دين خاص ومرافق لعتادها ونفوذها العسكري، وبتعرف الدول اللي تحت مظلتها بالشكل ده، هبهرك بقه لو عرفتك إن سياسات الأذان الموحد، وتقليل حضور الدين في المجال العام ده برنامج عملته السي آي إيه للدول العربية والإسلامية، وهتلاقي إنه في فترة محددة حصلت نقاشات في كل الدول العربية حول الأذان والصلاة في الميكروفونات، ومظاهر الاحتفال الديني والاعتكاف، وحاربوها بالقوانين والحملات كونها بتعزز تعريف المجتمع لنفسه وهويته..
فهمت ليه الموضوع كبير؟، وليه التأكيد على هويتنا الخاصة مسألة مش بسيطة وعمل مقاوم؟