تاريخمن هنا وهناكوعي

جرائم نابليون في مصر : تعرف على أحداث ثورة القاهرة الأولى وأكذوبة نابليون

جرائم نابليون في مصر

في كتاب (صور من دور الأزهر)، ينقل لنا الدكتور عبد العزيز الشناوي مقتطفات من نصوص الأوامر الصادرة من القيادة العامة الفرنسية إلى القيادات الميدانية :

أبلغ رئيس أركان حرب الجيش الفرنسي أمر نابليون إلى الجنرال (بون) لتنفيذه فوراً بالعبارات التالية:

” عَهِد إليَّ القائد العام بأن أبلغكم أيها المواطن القائد بأن تهاجموا بصفة عاجلة الحي الثائر، وأن تضربوا الجامع الأزهر بالمدافع، وأن تضعوا المدافع في أفضل موقع ليكون الضرب أشد أثراً…..

وأصدر الأوامر إلى الجنرال (دوماترا) بأن يفعل نفس الشيء ! وأن يستولي على مدخل الأزهر والمنازل الرئيسية التي تؤدي إلى الجامع.

وعليكم أن تقتحموا الجامع الأزهر بكتائبكم تحت حماية المدفعية.

إن القائد العام يأمر بقتل من تلقونه مسلحاً في الشوارع، وأن يكون القتل بحد السنكي …..

وعليكم أن تعلنوا للأهالي بأن كل منزل تُلقى منه أحجار في الشارع يحرق فوراً….

وعليكم أن تقتلوا كل من في الجامع وأن تضعوا فيه حرساً قوياً ” أ.هـ.

أكذوبة نابليون

و العجب كل العجب من هؤلاء الذين أتونا هذه الأيام ليصححوا لنا المفاهيم حول طبيعة وأهداف تلك الحملة الغاشمة ضاربين عرض الحائط بما فهمه أجدادنا حين قاسوا الظلم و الإضطهاد و الحرق و النهب و القتل بلا أدنى رحمة أو إنسانية

كان نابليون نفسه أول من إدعى أنه أتي من أجل تخليص المصريين من ظلم المماليك و الأتراك تلك الدولة المفعمة بالجهل على حد قوله ؛ و من أجل نشر( الحرية – الإخاء – المساواة) و تنوير الشعوب التي أغرقها في ظلمات الجهل حكامها الظالمون

ولعلمه أن الشعب لم يكن ليرضي الإنفصال عن الخلافة إدعى بداية أنه صديق للسلطان العثماني و أن هدفه المماليك فقط !

فكتب بونابرت رسالة إلى الشعب المصرى قال فيها:

” أيها المشايخ والأئمة.. قولوا لأمتكم إن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا فى روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسى البابا … ومع ذلك فإن الفرنساوية فى كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثمانى.. أدام الله ملكه.. أدام الله إجلال السلطان العثمانى أدام الله إجلال العسكر الفرنساوى لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية ” . …..

رائج :   كيف تستقيل من عملك بنجاح مع تفادي الخسائر!!!!!!

قد يهمك: نابليون يبكي أمام أسوار عكا

إخماد ثورة القاهرة الأولى

فليس جديدا ما تقولونه اليوم ولن نقتنع بأنكم أعملتم قرائحكم فتمخضت عنه بل هو تكرار لكلامه !!

بل لقد ذهب إلى أن الله ساقه إليهم و أنه يعمل بأمره و أن في القرآن ما يدل على ذلك فكاد يقول أنا المهدي المنتظر !

و لننظر ماذا قال بنفسه بعد كل مافعله بشعب مصر في إخماد ثورة القاهرة الأولى :

{بسم الله الرحمن الرحيم، من أمير الجيوش الفرنساوية خطاباً إلى كافة أهالى مصر الخاص والعام.

نعلمكم أن بعض الناس الضالين العقول الخالين من المعرفة وإدراك العواقب، أوقعوا الفتنة والشرور بين القاطنين فى مصر، فأهلكهم الله بسبب فعلهم ونيتهم القبيحة …

والبارى سبحانه وتعالى أمرنى بالشفقة والرحمة على العباد.

فامتثلت أمره وصرت رحيما بكم شفوقاً عليكم، ولكن حتى كان حصل عندى غيظ شديد وغم شديد بسبب تحريك الفتنة بينكم، ….. إلخ

والعاقل يعرف أن ما فعلناه بتقدير الله تعالى وإرادته وقضائه، ومن يشك فى ذلك فهو أحمق وأعمى البصيرة.

واعلموا أيضا أن الله قدر فى الأول هلاك أعداء الإسلام وتكسير الصلبان على يدى …

وقدر فى الأزل أنى أجىء من المغرب إلى أرض مصر لهلاك الذين ظلموا فيها، وإجراء الأمر الذى أمرت به،

واعلموا أيضا أن القرآن العظيم صرح فى آيات كثيرة بوقوع الذى حصل، وأشار فى آيات أخرى إلى أمور تقع فى المستقبل، وكلام الله فى كتابه صدق وحق لا يتخلف،

واعلموا أيضا أننى أقدر على إظهار ما فى نفس كل أحد منكم لأننى أعرف أحوال الشخص، وما انطوى عليه بمجرد ما أراه، وإن كنت لا أتكلم ولا أنطق بالذى عنده، …

رائج :   ألمانيا .. معجزة إقتصادية لا تتكرر || الجزء الثاني

ولكن يأتى وقت ويوم يظهر لكم بالمعاينة أن كل ما فعلته وحكمت به فهو حكم إلهى لا يرد }.

ليلة فاجعة وجرائم وحشية

في يوم الثلاثاء 23 أكتوبر (ثالث ايام الثورة) بعد ان تم قصف الجامع الأزهر وما حوله بنيران المدافع بلا رحمة ولا هوادة، سكن الثوار في القاهرة !!

وسادت السكينة في اغلب شوارع الأزبكية وبولاق والقلعة والصناديلي والغورية وغيرها من احياء القاهرة، فاندفع الجنود الفرنسيين على خيولهم يجوبون الشوارع ويقتلون كل من يقابلونه من الأهالي وينهبون الدكاكين والمنازل بحجة البحث عن سلاح!..

وفي النهاية اقتحموا ساحة الجامع الأزهر وعاثوا فيه فسادا.. عن تلك الليلة يقول الجبرتي:

«وبعد هجعة من الليل دخل الإفرنج المدينة كالسيل، ومروا في الأزقة والشوارع لايجدون لهم ممانع ،كأنهم الشياطين أو جند أبليس، وهدموا ماوجدوه من المتاريس،

ودخلت طائفة من باب البرقية ومشوا في الغورية، وكروا ورجعوا وترددوا وما هجعوا، وعلموا باليقين أن لا دافع لهم ولا كمين، وتراسلوا ارسالا ركبانا ورجالا، ثم دخلوا الى الجامع الأزهر وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول،

وتفرقوا بصحنه ومقصورته وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثوا بالأروقة والحارات وكسروا القناديل والسهارات، وهشموا خزائن الطلبة، ونهبوا ماوجدوه بها من المتاع والأواني والقصاع، والودائع والمخبئات بالدواليب والخزانات، !!

ودشتوا الكتب والمصاحف وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها، وكسروا أوانيه وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عرُّوه، ومن ثيابه أخرجوه..

في حين انتشرت جنود بارتليميو الرومي المعروف عند العامة بـ«فرط الرمان» تجوب شوارع القاهرة تعتقل كل من شاهدوه بالشوارع ايام الثورة بتهمة التأمر على الفرنسيين، وساقوهم مقيدي الأيدي بالحبال في الشوارع وأودعوهم في سجن القلعة،

رائج :   حكاية أمير برسوم و أبليكيشن فيزيتا

ونهب فرط الرمان وعصابته في طريقه عديد من الدور والدكاكين (غير نهب الفرنسيين) وصادروا العديد من الأسلحة النارية والبيضاء وكانوا يقتلون من يعترض على افعالهم .

يقول الجبرتي:

«.. ومات على ايديهم في تلك الليلة خلقٌ لا يُحصيها الا الله»!..

ثم دارت جنودهم تجمع جثث القتلى من الشوارع وتحملها على عربات تجرها البغال والحمير وألقوها في النيل!..

وصدر أمر نابليون بهدم الجامع الأزهر ولكن عادوا وترجعوا خشية من اعادة انتفاض الأهالي بعد قمع الثورة.

قمع الثورة

وفي سجن القلعة تم اعدام كثير من المساجين سرا وبدون محاكمة، !!

وكان الأعدام بوخزهم بالسونكي لتوفير الذخيرة، والقوا جثثهم في الصحراء بمكان بعيد بعد أن قطعوا رؤوسهم وطافوا بها في الشوارع لأعلام الناس بمصير من يعادي جنود الجمهورية الفرنسية !..

يقول الجنرال برتييه في رسالة للجنرال دوجا قومندان المنصورة:

« قد نكلنا بالمتمردين في مذبحة رهيبة بأمر القائد العام فسادت السكينة انحاء المدينة بعد ان قتلنا منهم حوالي ثلاثة الاف.. »

وفي رسالة نابليون للجنرال رينيه قومندان الشرقية يقول:

«وأخيرا عادت السكينة للقاهرة بعد ان فقد الثائرون نحو ألفي قتيل، وكل ليلة نقطع رؤوس نحو ثلاثين رجلا وبعض الزعماء، وأظن أن هذا سيكون درسا قاسيا لهم كي لا يكرروها فيما بعد.. »

———————————————————————

لم يكن نابليون بونابرت راعيآ للحضارة والثقافة كما تدعون !! بل كان سفاحا متعطشا للدماء فهذا خطابه لـ زايونشك الحاكم الفرنسى للمنوفية :

” لابد أن تكون تعليماتى لتنظيم مديرياتكم قد وصلت إليك يجب أن تعاملوا الشعب بمنتهى القسوة أنى هنا فى القاهرة أقتل كل يوم ثلاثة وأصدر أوامرى بأن يطاف برؤوسهم فى شوارع المدينة وهذه هى الطريقة الوحيدة لإخضاع هؤلاء الناس”

وهذا خطابه الآخر للجنرال مينو حاكم رشيد :

” إن هذا الشعب لا يمكن إخضاعه إلا بالقسوة وفى كل يوم أصدر أوامرى بقتل ثلاثة أو أربعة فى القاهرة لقد كنا نتفادى التعرض لهم حتى نزيل عن سمعتنا وصمة الإرهاب أما الآن فيجب علينا أن نستعمل الوسائل التى تؤدى إلى إخضاع الشعب وإخضاعه معناه تخويفه ” .

مقالات ذات صلة